أعاني من عدم الاتزان وضعف التركيز وطنين في الأذن اليسرى

0 385

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله جزاء الصالحين، بعملكم هذا الطيب الإنساني الذي من خلاله تخففون آلام الناس، بإذن الله تعالى.

أنا رجل بعمر 50 عاما متزوج، لدي أولاد، عانيت من بعض المشاكل النفسية في عملي، مما أثرت علي سلبا.

بدأت أشعر بعدم الاتزان، وضعف التركيز، وطنين في الأذن اليسرى يزداد عند تحريك فكي الأسفل إلى الأمام.

كنت في تلك الفترة أصوم أيام الاثنين والخميس، وكذلك الثلاثة الأيام البيض من كل شهر، فتوقفت عن الصيام ظنا من أن السبب ضعف جسماني بسبب الصيام، وهذه الأعراض لم تختف حتى بعد توقفي عن الصيام.

مشكلتي في العمل زادت، حتى إني اضطررت لتقديم استقالتي وتركت العمل، واستمرت معاناتي النفسية حتى بعد العمل، بسبب عدم دفع مستحقاتي من طرف صاحب العمل.

ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، وبعد التشخيص والفحص الطبي وتخطيط السمع كانت النتيجة سليمة، ولا توجد أي مشكلة، ولم يصف لي أي علاج.

ذهبت إلى طبيب باطنية لفحص الضغط والسكر والكلسترول، وكانت النتيجة سليمة، ووصف لي علاج (ستوجيرون) أخذته لمدة شهرين، وحالتي لم تتحسن.

ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وبعد الفحص الطبي والأشعة المقطعية كانت النتيجة سليمة، ما عدا نقطتين صغيرتين جدا في الدماغ بسبب عدم التروية الجيدة للدماغ، حسب تشخيص الطبيب، والنقطتان ليستا السبب لما أعانيه من الطنين في الأذن والرأس والإحساس بعدم الاتزان وعدم التركيز.

كان تشخيص الطبيب أن ما أعانيه هو بسبب حالتي النفسية، ووصف لي: (إستالوبرام 10مج ) مرة في اليوم، (أسبرين 100) مرة في اليوم، ولم آخذ العلاج بسبب عدم تأكدي من صحة تشخيص الطبيب لحالتي.

بعد نحو شهر أصبت فجأة بشحوب في الوجه، وبرودة في الأطراف، وتعرق الأطراف، والشعور بالإغماء والوهن، والذهاب المتكرر إلى الحمام للتبرز.

ذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب فوصف لي: (إستالوبرام 10مج) مرة في اليوم مساء، (أسبرين ) مرة في اليوم بعد الغداء، (اندريال 10مج) مرتين في اليوم بعد الإفطار، وبعد الغداء،
و(اوميقا- 3) مرة في اليوم بعد العشاء.

لي الآن شهر كامل أتناول هذه الأدوية، وما زلت أعاني من الطنين في الأذن، ويمتد معظم اليوم إلى كل الرأس، وخاصة في الليل، حتى إني لا أستطيع النوم أكثر من ساعتين ثم أستيقظ من شدة الطنين في رأسي.

أحيانا أحس بما يشابه الكهرباء في مؤخرة رأسي، وأحيانا أحس بالخوف، وكأن ماء يصب فوق أكتافي وصدري، فقرأت في النت أن بعض أدوية (إستالوبرام) مغشوشة، وأنا أستخدم علاجا اسمه التجاري (ستوليس) عندما آخذ هذا العلاج لا أشعر بأي تحسن، وكأني لم آخذه، إما لأنه مغشوش أو الجرعة غير مناسبة، وأنا أفضل أخذ علاج (سيبرالكس) بدلا منه.

قبل شهر عملت فحص الدم (سي بي سي) وكل شيء طبيعي، ما عدا عدد صفائح الدم، كانت القراءة في الحد الأدنى (150 ألف)، هل هذا طبيعي؟

هذه المعاناة كلها أثرت علي، فلا أستطيع الصيام وقيام الليل والصلاة في جماعة، كما كنت في السابق، وهذا ما يحز في نفسي كثيرا.

أفتوني في العلاج، جزاكم الله خير الجزاء، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن علي وعلى كل مرضى المسلمين بالشفاء.

بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى، ورزقكم حسن الخاتمة، وجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ومتعكم بصحتكم أبدا ما حييتم.

اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: رحلتك مع عدم الاتزان وتشوش التركيز وطنين الأذن، هي رحلة طويلة، وكثير من الناس مر بنفس ما مررت به، حيث إن هذه الأعراض كثيرا ما يصعب تحديد سببها، والتاريخ الطبيعي للناس حين يعانون من هذه الأعراض هي مقابلة أطباء الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك طبيب الأعصاب والدماغ.

أنت قمت بكل هذا، ونهاية الأمر وخلاصته أن فحوصاتك كلها سليمة، ليس لديك مرض في الأذن الداخلية أو جهاز التوازن، والذي يعرف باسم (لابرينث) وعلى ضوء ذلك وصل الطبيب إلى النتيجة، وهي أن الأمر ربما يكون له علاقة بحالة نفسية.

أقول لك: إن القلق ربما يساهم في ظهور مثل هذه الأعراض، لكن لا بد أن يكون هناك شيء من السببية الأساسية، كالإصابة بالتهابات بسيطة في أعصاب الأذن، أو اللاربرينث، أو شيء من هذا القبيل.

هذه الحالات تنتهي تلقائيا، كل الذي يعطى من علاج هو الأدوية، مثل: الـ (بيتاسيرك Betaserc) ويعرف علميا باسم (Betahistine dihydrochloride)، والـ (استجرون stugeron) الذي أعطاه لك الطبيب الباطني.

الأمر -أخي الكريم- ليس خطيرا أبدا، لكن أتفق معك أنه مزعج بعض الشيء، وأنا أقول: إن التجاهل هو أحد الوسائل العلاجية الممتازة، وأقصد بالتجاهل تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع.

مارس أي نوع من الرياضة يناسبك، ورياضة المشي سوف تكون رائعة جدا معك.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: الـ (استالوبرام Escitalopram) الذي تحصلت عليه لا أعتقد أنه مغشوش، لكن ربما تكون فعاليته أقل مما هو مطلوب، لأن هذه الأدوية التجارية في أحسن الظروف فعاليتها هي نحو ثمانين إلى تسعين بالمائة.

الذي أراه - وما دامت فحوصاتك كلها ممتازة – هي: أن تتناول عقار (سيرترالين Sertraline) بدلا من الاستالوبرام، والسيرترالين يسمى تجاريا (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) وربما تجده في اليمن تحت مسمى آخر، والجرعة هي حبة واحدة، تتناولها ليلا، قوة الحبة خمسون مليجراما، تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

يضاف إلى الزولفت عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) له فعالية ممتازة جدا في علاج مثل هذه الأعراض التي قد تكون نشأتها نفسوجسدية. جرعة الدوجماتيل هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسون مليجراما – أي كبسولة واحدة – صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

لا بأس أن تتناول عقار بيتاسيرك أيضا بجرعة ستة عشر مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم ثمانية مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أخي الكريم: هذه هي التركيبة العلاجية التي أراها تناسب حالتك جدا، وإن تمكنت من أن تستشير الطبيب فيها أعتقد أن ذلك سوف يكون جيدا وممتازا.

لا داعي لتناول الأسبرين، لأنه ربما يزيد الطنين في بعض الأحيان، لكن إن وصفه لك الطبيب مثلا من أجل زيادة سيولة الدم ففي هذه الحالة تكون هنالك حاجة له.

أخي الكريم: ارجع لصيامك وصلاتك كما كنت، واسأل الله تعالى أن يعافيك، وأسأل الله أن ينفعك بما ذكرته لك من أدوية وإرشادات.

بالنسبة للصفائح الدموية: مائة وخمسون هو الحد الأدنى مما هو طبيعي، لا تنزعج للأمر، فقط يتطلب منك أن تقوم بإعادة فحصها بعد شهرين أو ثلاثة من الآن للتأكد من أن النسبة الحالية لم تنخفض، وفي حالة وجود أي انخفاض - لا قدر الله - هنا أقول لك: يجب أن تقابل الطبيب المختص في أمراض الباطنية وأمراض الدم.

كلامي هذا - أي الجزئية الأخيرة - هو أمر افتراضي فقط، وإن شاء الله تعالى صورة الدم لديك جيدة بصفة عامة، فقط عليك بالمتابعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات