أشكو من آلام تحت الإبط بجانب الثدي والقلب لا أعلم سببها!

0 841

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (22) سنة، متزوجة منذ سبعة أشهر، قبل الزواج كنت أشعر بألم تحت الإبط، يمتد الألم إلى الثدي الأيسر والظهر، ذهبت إلى المستشفى وقمت بعمل تخطيط للقلب والثدي، فأخبرتني الطبيبة بأن النتائج سليمة، ثم قامت بعمل تحليل هرمون الحليب فكان مرتفعا، ووصفت لي دواء (Dostinex)، فزال الألم.

قبل شهرين شعرت بضيق في التنفس مع ألم شديد ناحية الصدر الأيسر، وكأن الألم يصدر من القلب، ذهبت للمستشفى وأعدت التخطيط وكانت النتائج سليمة، وقال الطبيب لزوجي بأن هذا الألم بسبب اشتياقي وتوتري على أهلي، لكن الألم ما زال مستمرا، وبدأت أشعر بالقلق، فأخبرت زوجي بأنني سوف أتناول دواء (Dostinex )، لعل الألم بسبب ارتفاع الهرمون، لكن الدواء لم يظهر أي نتيجة.

الألم لازال مستمرا، وبدأت أشعر بالضيق، وفجأة أشعر بالتعب مع الألم في الجانب الأيسر، ويكون من جانب القلب واليد اليسرى والظهر، أجريت فحوصات كاملة، كانت النتائج هي: هرمون الحليب
(0.673ng/ml)، وفيتامين (د) (6.65ng/ml)، فقام الدكتور بوصف علاج لفيتامين (د)، لكن الألم ما زال موجودا، فذهبت إلى طبيب القلب وأجريت التخطيط والسونار، وكل شيء سليم -الحمد لله-، ثم أجريت الأشعة للرئتين وكانت سليمة أيضا، ثم ذهبت للطبيبة وقمت بعمل سونار للثدي، والنتيجة هي وجود تليف بسيط بالثدي ليس فيه ضرر، وربما مع ارتفاع الهرمون يظهر هذا الألم.

عملت فحوصات جديده للغدد وهرمون الحليب فتبين بأن نسبة هرمون الحليب (50.84ng/ml)، وقالت الطبيبة طالما بأني لا أريد الحمل فلا مشكلة، وارتفاع هرمون الحليب لا يؤثر بهذه الدرجة فأعطتني مسكنا، لكن الألم لا زال موجودا، وأصبح يضايقني لدرجة البكاء، فأنا لا أعرف سبب الألم، ولكنني أشعر به تحت إبطي وكتفي وناحية ظهري الأيسر، وأشعر أحيانا بضيق التنفس وثقل الرأس، أصبحت قلقه وكئيبة، فأنا لا أعلم سبب هذه الآلام المستمرة يوميا.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم معاناتك -يا ابنتي-، وأسأل الله عز وجل أن يجعل صبرك وتحملك في ميزان حسناتك.

وما أحب أن أقوله لك هو التالي: عندما يحدث الألم في الصدر أو في الثدي, ويكون ألما مستمرا , وبمواصفات ليست خاصة بحالة مرضية معينة, فإن أهم نقطة هنا هي أن يتم استبعاد أي سبب عضوي لهذا الألم, أي أن يتم استبعاد كل الأمراض التي من المحتمل أن تكون مختفية وراء هذا الألم, وهذا ما تم عمله لك, فكل الاستقصاءات من تحاليل وصور وتخطيط , كان الهدف منها هو الاطمئنان على سلامة القلب والرئتين بالذات, وكونها قد أظهرت عدم وجود سبب واضح للأعراض عندك, فإن هذا بحد ذاته يعتبر علامة مطمئنة ومبشرة -بإذن الله-, وفي مثل حالتك, فإنني أرى بأن الاحتمال المرجح لسبب الألم عندك هو أن يكون ناتجا عن التهاب في العضلات الصدرية والأضلاع, وتحديدا مفاصل وغضاريف الأضلاع, ففي كثير من الحالات وبعد أن يصاب الإنسان بالتهاب فيروسي ما, خاصة بإنفلونزا أو أي التهاب تنفسي, ثم يتعافى منه, وقد ينسى بأنه قد أصيب به، ينتقل هذا الالتهاب إلى الغضاريف والأضلاع الوربية, ولأن هذه الغضاريف ضعيفة التروية الدموية, أي أنها لا تحتوي إلا على القليل من الأوعية الدموية, فإن شفاءها يأخذ وقتا أطول من الالتهاب التنفسي, والعرض الرئيسي الذي يسببه التهاب غضاريف الأضلاع هو الألم خاصة عند التنفس, ويتوزع في الصدر والظهر واليد والرقبة.

لذلك فإنني أرى بأن هنالك احتمالا كبيرا جدا أن يكون الألم عندك ناتجا عن إصابة الأضلاع ومفاصلها بالتهاب حدث لك منذ فترة على إثر نزلة برد أو انفلونزا, قد تذكرين حدوثها، أو قد تكون مرت بشكل خفيف, وشفاء التهاب غضاريف الأضلاع سيحتاج إلى وقت, قد يصل إلى شهرين, وأحيانا أكثر, والعلاج هنا هو عبارة عن علاج عرضي:

1- كمادات دافئة توضع على منطقة الألم.
2- تناول مسكنات بسيطة من نوع البروفين أو البنادول, عندما يشتد الألم.
3- الإكثار من شرب السوائل المفيدة والتي ترخي العضلات، مثل منقوع البابونج واليانسون.
4- حاليا ظهر في الأسواق كريمات مسكنة اسمها (باندول بريسايز)، وهي نفس تركيب حبوب البنادول, لكنها كريمات توضع فوق منطقة الألم فقط, من مرتين إلى ثلاث مرات يوميا, بالإضافة إلى تناول الحبوب المسكنة التي ترتاحين عليها عند الحاجة، وستلاحظين تحسنا تدريجيا بعد فترة -بإذن الله تعالى-.

سبب تغير مستوى هرمون الحليب عندك هو الشدة والألم, لأن هذا الهرمون يتأثر كثيرا بالحالة النفسية والعاطفية وبأية مشاعر تصيب الإنسان، وعندما تشفى الحالة عندك, فإنه قد يعود ويستقر -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات