رأيت مشهدا دمويا على اليوتيوب فتغيرت حالتي النفسية والعصبية

0 142

السؤال

السلام عليكم

الشكر لكل القائمين على هذا الموقع العظيم، جزاكم الله كل خير.

أعمل في مجال التسويق، وعمري الحالي 42 عاما، بدأت مشكلتي في سن 38 عاما عندما رأيت مشهدا دمويا على اليوتيوب، وشعرت بعدها بتنميل في كل جسمي، وسرعة ضربات قلب غير طبيعية، مع تعرق شديد، ثم أحسست بعد هذه السلسلة من الأعراض بتغيير شديد في حالتي النفسية، بضيق شديد لم أشعر به من قبل، وانقباض بالصدر، ولم أستطع النوم بعدها، حيث انتابني تخيل للمشهد ظهرت بعده نفس الأعراض عند رؤيته للمرة الأولى، وشعرت بتغير كامل للجهاز العصبي، حيث لم يعد كما كان، حساسية شديدة لأي انفعال وتوتر شديد، ولم أعد أتحمل أي ضغوط، وحدوث شعور متواصل بالضيق وأرق مستمر.

ذهبت للطبيب، وأخبرني بأن لدي اضطراب ما بعد الصدمة، ووصف لي (لكسوتانيل) و(ريميرون) وقد ساعدني (لكسوتانيل) كثيرا للتغلب على الأرق لمدة أسبوع، ثم قررت الكف عن أخذه؛ لأنه دواء قوي للغاية، ويحدث إدمانا، ثم أخذت (ريميرون) وساعدني أيضا كثيرا على الأرق، ولكني قررت التوقف عنه بعد استقرار حالة الأرق.

بعدها عانيت من إحساس باكتئاب قوي للغاية، خصوصا في الصباح، فقررت أن أتعايش مع هذا الإحساس الغريب بدون أدوية لمدة سنة كاملة أتعايش معه وأتحمله، فاستعنت بالله، ومارست الرياضة اليومية، وتم -بعون الله- الشفاء فجأة بدون أي مقدمات، بعد مرور سنة من المعاناة تم الشفاء كأن شيئا لم يكن.

المشكلة التي أعاني منها هي عندما يحدث لي أي اضطراب في الجهاز العصبي بسبب ضغوط العمل، أو تأثير الكافيين من شرب القهوة، أو الأقراص المنبهه المحتوية على كافيين؛ يحدث اضطراب شديد في الجهاز العصبي، مع تعرق وتوتر، يصحبه عودة مشاعر الاكتئاب، ولكن بشكل أخف من الأول كثيرا والحمد لله، ولكنها تتكرر كلما حدث اضطراب في الجهاز العصبي، حيث تحدث سلسلة من الأحداث، أولها تعرق مع أرق يدوم أسبوعا ثم يختفي، ثم مشاعر اكتئابية وأفكار غير مستحبة.

أنا أريد أن أتحمل أي ضغوط أو اضطرابات في العمل بدون الوصول إلى هذه المشاعر الاكتئابية مرة أخرى، والسؤال: لماذا تحدث هذه السلسلة من التفاعلات الغريبة بمجرد اضطراب الأعصاب ثم تختفي وكأن شيئا لم يكن؟ وهل تنصحون بأخذ دواء مساعد للتغلب على هذه الحالة؟

جزاكم الله خيرا ونفع بكم الناس.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hazem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الإجابة على سؤالك من وجهة نظري أنك شخص حساس بعض الشيء، وهذا يجعل جهازك الهضمي وجهازك العصبي سريعي الإثارة، والإثارات متعددة المصادر، يمكن أن تكون ناتجة لحدث نفسي، أو مركب بيولوجي –كما في حالتك– حين تتناول المنبهات على سبيل المثال.

ويا أخي الكريم: يجب ألا ننسى أن هنالك اقترانا نفسيا كبيرا بما حدث لك مسبقا، أي عصاب ما بعد الصدمة وما تعاني منه الآن. لديك قطعا زيادة في نسبة اليقظة العامة، وهذه لا نعتبرها مرضا من الأمراض، إنما هي ظواهر من الظواهر التي نشاهدها لبعض الناس الذين يكونون في الأصل لديهم القابلية والاستعداد للقلق، والقلق ليس كله طاقة سيئة، القلق طاقة حسنة جدا إذا أحسنا استغلالها.

نصيحتي لك أن تمارس تمارين رياضية، رياضة المشي من أفضل الرياضات التي تجعل الإنسان في حالة من الاستقرار والسكينة، ودور الرياضة الآن ثبت علميا وبحثيا، كثير من المواد الكيميائية النافعة –خاصة لخلايا الدماغ– لا تفرز إلا من خلال ممارسة الرياضة، وأنا أعتقد أنها سوف تعود عليك بخير كثير.

من المهم أيضا –أخي الكريم– أن تحرص على النوم الليلي المبكر، وتتجنب النوم النهاري، وتتجنب المنبهات بقدر المستطاع، وتكون إيجابيا في تفكيرك.

إذا أردت أن تتناول عقارا مثل الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى في السعودية ويعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) أعتقد أن ذلك سوف يدعم عقار (ريمارون REMERON) الذي تناولته فيما مضى، وجرعة الجنبريد يمكن أن تكون خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) ليلا لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات