أشعر بغصة وقلق، فما تشخيص حالتي؟

0 178

السؤال

السلام عليكم

منذ ثلاث سنوات أصبت بضيق في التنفس، واختناق في الصدر، ولا أستطيع أخذ نفس كامل للصدر إلا بعد تكرار المحاولة مرات عديدة وتنهيدات متكررة، وكنت أشعر خلالها أنني سوف أموت، كما أني كرهت كل شيء في الحياة.

راجعت على أثرها عدة أطباء، وأجريت التحاليل فكلها سليمة، وأخبروني أن حالتي نفسية، ونصحوني بزيارة طبيب نفسي بعد أن وصف لي أحد الأطباء العامين دواء من نوع (ليزانكيسيا)، (برومازيبام)، (وسولبيريد) لكنها لم تأت بنتيجة، فأوقفت العلاج، وذهبت لطبيب نفسي، وشخص الطبيب حالتي بنوبات الهلع، ونصحني بتجنب القلق، وكذا القيام بتمارين الاسترخاء، فتوقفت بعدها عن زيارة الطبيب، ومع مرور الوقت تحسنت حالتي، وأحسست بعدها بأن شيئا ما عالق في حلقي، ولا أستطيع بلعه، وشعرت بغصة فيه، فذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، وأجريت تحليلا للغدة الدرقية، والنتيجة سليمة، وأخبرني أنه مجرد التهاب، ووصف لي الدواء ولم يأت بنتيجة مع حالتي؛ فزرت طبيبا آخرا ووصف لي الدواء ذاته، والنتيجة كانت ذاتها، وبعدها لم أعر الأمر اهتماما، وكانت هذه الحالة تأتي في أوقات مختلفة، وفي البداية لم أكن أعطها اهتماما؛ كوني بالعمل وليس لدي وقت للتفكير بها تاما، والآن أحس بتوتر منها، كما أنها تزعجني، وأحس بغصة وقلق، وقد زرت طبيبة عامة، فأخبرتني أنها لحمة، ولا بد من عملية جراحية لاستئصالها.

لا أفهم حالتي! أرجو أن تفيدوني لأنني كرهت الوضع الذي أعيشه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا العرض ناتج من القلق والتوتر، الشعور بالغصة بهذه الكيفية التي وصفتها ناتج من القلق الذي قد يكون تولد من نوبة الهلع التي حدثت لك فيما مضى، والذي يحدث هو أن التوترات النفسية والانفعالات السلبية حين تتحول إلى توتر نفسي، هذا التوتر يتحول إلى توتر عضلي يصيب أماكن معينة في الجسد، ومنها منطقة البلعوم، حيث إن الانقباضات العضلية التي تحدث في هذه المنطقة تشعر الإنسان كأن هنالك كرة أو جسما غريبا، أو نوعا من الغصة كما ذكرت وتفضلت، هذا من وجهة نظري.

الآن أعتقد أن الموضوع قد تعقد بعض الشيء حين ذكرت لك الطبيبة أنه لديك لحمية في هذه المنطقة، ولابد من إجراء جراحة، هذا الأمر يحتاج للمزيد من الاستقصاء من الطبيبة التي ذهبت إليها، وإن أثبت أنه يوجد شيء من هذا، ففي هذه الحالة إجراء جراحة يعتبر أمرا سليما، لكني -حقيقة- لدي تحفظات حول هذا التشخيص، وإن كنت أحترم جدا رأي الطبيبة، لأنها قامت بفحصك والكشف عليك، وتوجد وسائل لمعرفة إن كان يوجد لحمية أم لا، فهنالك نوع من المناظير توضح ذلك بكل دقة.

من الناحية النفسية: ضيق التنفس، والاختناق الذي حدث لك فيما مضى، كل هذا دليل على القلق، وأنت أيضا حين تكونين في حالة انشغال وصرف انتباه – خاصة حين تكونين بالعمل – لا يظهر عليك هذا العرض، وهذا دليل تام على أن المنشأ هو نفسي وليس أكثر من ذلك.

واصلي مع الطبيب النفسي أيضا، بعد أن تحسني موضوع وجود لحمية من عدمه، وإن كانت بالفعل تحتاج لجراحة، وأعتقد أن من الأدوية النفسية التي سوف تفيدك عقار (إستالوبرام) والذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء بكثافة وبدقة سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، مع أهمية التجاهل النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات