تركت السبرالكس فعادت بعض أعراض القلق والتوتر، بم تنصحني؟

0 137

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الصرح العظيم وعلى ما تقدمونه من خدمة جليلة للمسلمين.

السؤال: أنا شاب في الثلاثينيات من عمري، وعندي ارتخاء في الصمام المترالي، وتأتي في قلبي مثل (الرفسة أو دقة الهاجرة) وتصيبني بالقلق والتوتر، وأحس أني سأموت. ذهبت كثيرا لطبيب القلب، وقال: قلبك طيب، والذي تشكو منه نتيجة القلق والتوتر، ونصحني بزيارة طبيب نفسي.

ذهبت للصيدلي، وصرف لي (سبرالكس 10ملجم) واستمررت عليه (6) شهور، وأحسست وقتها أثناء تناول العلاج أن نفسيتي تحسنت كثيرا، وتركت العلاج بالتدريج، وعادت لي الحالة، ولكن بشكل أخف من الأول، تقريبا خف 50٪ من الأعراض.

دكتوري العزيز: هل تنصحني أن أستمر على العلاج مرة أخرى؟ وكم الفترة التي أستمر عليها؟ علما أني أعاني من الأعراض التالية، ولكن خفت هذه الأعراض بعد تناول السبرالكس، ولا يزال بعضها موجودا، وهي:
التوهم المرضي، الوسواس بالموت، الحساسية بالنفس الزائدة، عدم الثقة بالنفس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: من المتفق عليه أن ارتخاء الصمام المايترالي هي حالة حميدة، ونجدها في حوالي خمسة بالمائة من عامة الناس، لكن الإنسان حين يقال له: إن لديك شيئا ما في قلبك، حتى ولو كان أمرا فسيولوجيا أو تغيرا طبيعيا وليس مرضيا، الإنسان قد يتحسس لهذا الأمر، وقد يقلق حياله، وهذا هو الذي نشاهده مع الإخوة الذين لديهم ارتخاء في الصمام المايترالي، حين يكتشفون أن لديهم هذا التغير في صمامات القلب، بالرغم من أن الحالة حالة حميدة، لكن سوف تعلق بذهنهم وتسبب لهم بعض الوساوس والمخاوف وكذلك القلق.

أخي الكريم: أنا مطمئن تماما أن حالتك بسيطة، ويجب أن تطمئن نفسك على هذه الشاكلة، ويجب أن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدا، وركز على ممارسة الرياضة، وعلى تمارين الاسترخاء، هذا مهم جدا -أخي الكريم- ويجب أن تحقر فكرة الخوف والتوترات هذه.

الثقة بالنفس -أخي الكريم- تأتي من خلال الأفعال، من خلال الإنجاز، وعدم تحقير الذات، وتقييمها التقييم الصحيح، وأن يطور الإنسان من فعالياته الاجتماعية، وأن يسعى دائما لأن يقدم الخير لنفسه ولغيره.

أخي الكريم: تنظيم الوقت، وأن يكون للإنسان برامج مستقبلية، ويضع الطرق والوسائل التي ينفذها من خلالها، هذا أيضا يعطي الثقة بالنفس كثيرا.

إذا: أريدك أن تنمي ثقتك في نفسك من خلال إنجازاتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أكرر لك -أخي-: أنا مطمئن تماما لحالتك، وكذلك مطمئن تماما لسلامة السبرالكس، فأرجو أن تتناوله وتستمر في تناوله بنفس جرعة العشرة مليجرام يوميا، لكن بعد شهرين يجب أن ترفعها إلى عشرين مليجرام. أنا أعتقد أنك تحتاج لجرعة تدعيمية، هذه ذات فائدة كبيرة جدا.

استمر على جرعة العشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة مليجرام (نصف حبة) يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذا -أخي الكريم- حددنا لك الجرعة العلاجية، وكذلك الفترة الزمنية، وأريدك أيضا أن تأخذ بالجوانب الإرشادية الأخرى التي ذكرتها لك.

أخي الكريم، لا تتردد على الأطباء، ولا تتوهم المرض، وتوكل على الله، واحرص على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء؛ فهي مطمئنة جدا، خاصة حيال الوساوس بالموت، واعلم -أخي الكريم- أن الوسوسة حول الموت، أو الخوف من الموت لا ينقص في عمر الإنسان ولا يزيد في عمره لحظة واحدة، والإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، فهذه الدار دار ممر لا دار مقر، دار حرث، والآخرة دار جني الثمار.

أسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك وفي أيامك، وأن يمنحنا وإياك العمل الصالح والنافع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات