رغم تفوقي الدراسي لكني فاشل اجتماعيا

0 188

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 24، خريج هندسة حديث بتفوق ممتاز، وفاشل اجتماعيا!

الجميع لا يفهمني، وأدرك أن الخلل مني، لكني لا أستطيع الانسجام مع الآخرين، أموت كمدا؛ فالجميع متناغم ومنسجم، ويتبادلون الضحك، وأزعم أن الجميع يحاولون استفزازي.

هواياتي: القراءة، لعب البلاستيشن، وهوايات فردية.

أرى أن لب مشكلتي هي تربية والدتي لي منذ الصغر؛ فهي لا تجعلني أخرج نهائيا من البيت، وتخاف علي كثيرا، وهي مريضة نفسيا، انطوائية -شفاها الله-، وعكست شخصيتها علي بخوفها الزائد، وعندما بلغت المرحلة الجامعية، وبدأت أخرج؛ فانصدمت بالعالم الخارجي، واكتشفت أني غبي جدا، فاشل اجتماعيا.

تناولت البروزاك فترة (3) أشهر، ووصلت لجرعة (40) ملجم، وكان هناك تحسن طفيف، أعطيه نسبة (8%) وتركته.

بعد ذلك جربت السيروكسات من تاريخ (15) رمضان الماضي لأسبوع (12 ونصف) ملغم، و(3) أسابيع (25) وبعدها بدأت ب (37 ونصف) وإلى الآن مستمر عليه، وهناك تحسن أعتبره أفضل من البروزاك. وطبعا كل هذه اجتهادات مني في هذه الأدوية، ولم أزر نفسانيا نهائيا، وأعرف خطئي.

شعرت بتحسن بالسيروكسات بنسبة (17%) ولم أطبق العلاج السلوكي، أرى نفسي عديم الثقة، بلا دافعية للأنشطة، أكثر شخص يعمل، وأقل واحد ينجز –للأسف-، شخص ذكي، مطلع، ولدي نهم، أقرأ في الفلسفة، ونظرية التطور، ولا أجد الآخرين يشاركونني هواياتي واهتماماتي، فاهتماماتهم تافهة وساذجة.

أفكر في ترك السيروكسات، ما الدواء المقترح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي: أنا أعتقد أن حالتك تحتاج للعلاج السلوكي أكثر من العلاج الدوائي، وأنت ذكرت أنك لم تطبق ولم تتحمل العلاج السلوكي، وأنا أقول لك: إن العلاج السلوكي ليس من الضروري أن يكون بمعناه المنهجي الذي يطبقه المختصون في المستشفيات.

العلاج السلوكي -أخي الكريم- يمكن أن يطبقه الإنسان من خلال حياته اليومية، وذلك بأن يكون الإنسان إيجابي التفكير، وأن يقلص الفكر السلبي فهو لا خير فيه، مجرد تنظيمك لوقتك -أيها الفاضل الكريم- وأن تنام مبكرا، وأن تمارس شيئا من الرياضة، وأن تصر على التواصل الاجتماعي، وأن تجعل لحياتك هدفا -هدفا آنيا، هدفا متوسط المدى، هدفا بعيد المدى- وتضع الآليات التي توصلك لذلك.

ويا أخي الكريم، عليك أن تبني علاقات اجتماعية طيبة، وأن تشارك الناس في مناسباتهم، في أفراحهم وأتراحهم، وأن تزور المرضى في المستشفيات، هذه كلها علاجات سلوكية، والحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، هذه أيضا لها قيمة علاجية عظيمة.

فلا أريدك أبدا أن تنزعج حول العلاج السلوكي، أنزل العلاج السلوكي لأرض الواقع، وعشه كممارسة يومية، ويا أخي الكريم: مهما كانت مشاعرك سلبية، مهما كانت أفكارك سلبية، لابد لأفعالك أن تغلب وأن تكون هي السائدة، وأن تكون هي المسيطرة عليك، من خلال الأفعال، من خلال الإنجاز، مهما كانت المشاعر يستطيع الإنسان أن يبني حياته، وأن يغير فكره، وأن يطوره، وكذلك مشاعره.

هذا هو الأساس الرئيسي لعلاج حالتك -أيها الفاضل الكريم- وعليك بالاطلاع، والقراءة، وأريدك أن تقرأ مثلا عن الذكاء العاطفي، وهنالك كتب ممتازة جدا مثل كتاب (التعامل مع الذات) للدكتور صالح الرشيدي، وهنالك كتاب (لا تحزن) للشيخ عائض القرني، وأنا متأكد أنك سوف تجد فيها ما يفيدك ويساعدك على تنظيم حياتك بصورة أفضل.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية متقاربة جدا، والزيروكسات دواء جيد، ودواء مفيد، لكن إن كنت ترى أنه من الأفضل لك أن تتوقف منه فهذا أمر لا أعترض عليه، ويمكنك -مثلا- أن تجرب عقارا يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) هو دواء جيد، يحسن المزاج، ويزيل القلق والتوترات، وآثاره الجانبية قليلة، تناوله بجرعة خمسين مليجراما يوميا مثلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا -أخي خالد- وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات