هل وسواس المرض يؤدي للتعايش مع المرض؟

0 138

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني من وسواس الموت أحيانا، فصارت حياتي كئيبة بسبب ذلك، كما أعاني من وسواس المرض، وأخشى من الإصابة بأي مرض أقرأ عنه، وأشعر بأعراضه، وأعيش حالة قلق وتوتر عندما أسمع عن موت أحد، كما أنني قلقة من المستقبل والناس حولي، وأشعر بالخوف عند النوم.

إضافة إلى ذلك أشعر بألم في الكتف، أحيانا في جهة واحدة وأحيانا في الجهتين، ويمتد الألم لليدين والبطن، ووخزات في القلب، وبرودة في الأطراف وتنميل، كذلك أعاني من ضعف التركيز، وخمول وكسل وتعب، وعدم القدرة على بلع الطعام، مع ضغط على المعدة من الأعلى، وغازات وانتفاخات، وقلة الشهية، وبرودة في الجسم، وصداع مستمر.

بدأت في ممارسة الرياضة منذ أسبوعين، وأعاني من فقر الدم الوراثي، حيث له تاريخ في العائلة، وأقوم بفحص الدم باستمرار، ازداد وزني وتحسنت شهيتي، إلا أنها بدأت تتدهور حالتي بسبب القلق والتوتر، فهل الأعراض عضوية فعلا أم هي بسبب الحالة النفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
قطعا أعراضك النفسية واضحة جدا، فلديك أعراض القلق، بعض المخاوف البسيطة، وكذلك أعراض وسواسية، وهذه نحب أن نسميها قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذه الحالات شائعة، ولا نعتبرها أمراضا نفسية جوهرية، قد تسبب إزعاجا لصاحبها، لكن في نهاية الأمر هي ليست خطيرة ويمكن أن تختفي تماما.

الأعراض الجسدية المذكورة في رسالتك أعتقد أن الجانب النفسي قد لعب فيها دورا كبيرا، لا شك في ذلك، الشعور بالنغزات بالقلب وخفقانه هذا عرض نفسي، وإن كان فقر الدم في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، قلة التركيز، الخمول، الكسل، والشعور بالبرودة في الجسم: هذه كلها أعراض ناتجة من القلق، ولكن لا بد أن يعالج فقر الدم بصورة صحيحة. أنت ذكرت أنه فقر دم وراثي، فعليك بالمتابعة مع الطبيب.

ومن الناحية النفسية: لا تقلقي، كوني إيجابية في تفكيرك، اجعلي لنفسك برامج تحسنين من خلالها إدارة الوقت.

الذي يظهر لي أنك لست في مرحلة دراسية، ويجب أن تستفيدي من وقتك، إن ذهبت مثلا لأحد المعاهد أو مراكز تحفيظ القرآن، أو انخرطت في عمل اجتماعي أو شيء من هذا القبيل، هذا أعتقد أنه سوف يعطيك فرصة كبيرة جدا لبناء وتكوين شخصيتك، والتخلص من الملل والقلق.

ترتيب الزمن أيضا مهم جدا، وأن تحسني استغلاله، ومن الأفضل دائما أن تنامي مبكرا، وأن تتجنبي النوم في أثناء النهار، مارسي أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، اجعلي طعامك وغذاءك أيضا منتظما، هذه كلها تساعد في تطوير الصحة النفسية وكذلك الصحة الجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات