الوسواس والتغرب عن الذات جعلا حياتي بلا معنى، ساعدوني.

0 115

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة عمري 29 سنة، كنت سابقا أعاني من وسواس الصلاة والوضوء، والآن أعاني من أحلام اليقظة، والجلوس وحدي، والتحدث مع نفسي، وأكثر من مرة كنت في حفلة فشعرت بضيق في التنفس، وأحسست أن شيئا سيصيبني، خاصة أنني كنت أعاني من فقر الدم، والإكثار من شرب القهوة، وقد تركت القهوة، واستعملت إبر الحديد، فتحسنت حالتي.

أشعر بالوسواس القهري، وأتوقع حدوث أشياء سيئة، وأيضا قرأت عن حالتي، فأتوقع أنني أعاني من التغرب عن الذات أو اختلاف الأنية، لأنني أتساءل دائما من أنا؟ وما مصدر الصوت حينما أتكلم؟ ومن هم أهلي؟ وكأنهم غير حقيقيين، ولا أستطيع مجالستهم، وقد حاولت التواصل مع خبراء التنمية، لكنني عجزت عن تطبيق كلامهم، فأنا أعيش في قلق وخوف، ولا أشعر بطعم الحياة،، وكثيرة النسيان، وقليلة التركيز، ولا أحس بالأمان والطمأنينة، وكلما تعلقت بشيء وأحببته، كان سببا لحزني، وكل تفكيري في الهرب من الواقع بالارتباط مع مواقع التواصل، بحثا عن علاج الوسواس.

أعاني من هذه الحالة منذ شهرين تقريبا، ولا أستطيع مراجعة الطبيب النفسي، وقد اشتريت فافرين 50 ملج، واستعملت حبة منه، وأشعر بخمول وكسل وإسهال، فماذا أفعل؟ هل أستعمل دواء آخر؟ أم أستمر على ما أخذته؟

طوال الشهرين تعبت كثيرا، لا أستطيع التركيز على شيء، وأشعر بتوتر وضيق في التنفس، وآلام في الحلق كأنها تشنجات، وأشعر ببرودة في القلب من الجهة اليسرى، وألم في الرجل والبطن، وأحيانا أشد شعري، وأحس أنني لست أنا، وكأن الواقع ليس واقعا.

وكذلك أعاني من شدة التعلق بأي رجل أعرفه، فمرة بكيت كثيرا على رجل لم يرد علي، واستمر ذلك حتى تزوج، والأخير ما زلت أتواصل معه، وقد علمت أنه كان متزوجا، فبكيت كثيرا، أخاف أن أصاب بشيء في القلب، ساعدوني، بانتظار ردكم، وشكرا جزيلا، وعذرا على الإطالة، وأريد علاجا فعالا لحالتي، وهل يصلح أن أستخدم فيتامينات، ويلمان مع سيبرالكس؟ سيبرالكس بعد الإفطار، والفيتامينات في الليل.

أرجو الرد وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sahar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أنت قمت باتخاذ الخطوات الصحيحة فيما يتعلق بصحتك العامة، وهي أنك قد تركت شرب القهوة، كما أنك قمت بتصحيح الأنيميا، وذلك من خلال تناول إبر الحديد، ومن ثم ارتفع الدم عندك، وأرجو أن تواصلي في تحسين حالتك الصحية، وذلك من خلال الاهتمام بالتغذية، وأن تنامي مبكرا ليلا، وأن تتناولي بعض الفيتامينات - كما ذكرت - هذا لا بأس به أبدا.

حالتك هي حالة قلق وشيء من المخاوف ذات الطابع الوسواسي، الأعراض الجسدية كلها انعكاس للتوتر النفسي، فالجسد يتوتر تلقائيا حين تتوتر النفس، وهنا وجد علماء السلوك أن من أفضل العلاجات السلوكية تمارين الاسترخاء، هذه التمارين لها فنياتها، ولها عائدها العلاجي العظيم جدا على جسم ونفس الإنسان، ومجرد الانخراط فيها وجد أنه يؤدي إلى نتائج إيجابية جدا، فأرجو أن تتدربي عليها من خلال مقابلة مباشرة للمختص، أو يمكنك أن تستعيني بأحد المواقع على الإنترنت، أو باستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015).

بالنسبة للبرامج الحياتية: يجب أن تكون متميزة، وأقصد بذلك: أن تحسني إدارة وقتك، أن يكون لك مشاريع، أن يكون لك برامج في الحياة، ألا تدعي مجالا للفراغ ذهنيا كان أم زمنيا، وأن تكثري من التواصل الاجتماعي، وأن تحرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء، والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأن يكون لك ورد قرآني، وأن تكوني أكثر التصاقا بأسرتك، وأن تكوني عضوا فعالا في الأسرة، هذا مهم جدا، وبر الوالدين قطعا يدعم المشاعر الإيجابية.

بالنسبة لموضوع التعلق الذي تحدثت عنه في ختام رسالتك: كوني إنسانة مستبصرة، كوني واثقة من نفسك، ضعي صورة لزوج المستقبل، أن يكون من الصالحين، أن يكون من المتميزين، أي: اجعلي سقف شروطك عالية، وهذا قطعا سوف يساعدك.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (فافرين Faverin) دواء جيد، لكنه بالفعل قد يسبب بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، ولذا كان سببا في تسبيب الإسهال، والـ (سبرالكس Cipralex) أراه دواء جيدا جدا، وأنت تحتاجين لجرعة صغيرة، ابدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها بانتظام بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اخفضيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات