أعاني من أعراض القولون العصبي والقلق، أفيدوني

0 163

السؤال

السلام عليكم.

جزيتم خيرا على هذا الموقع.

عمري 27، متزوج، ومدخن.

القصة بدأت بأعراض القولون العصبي قبل سنتين، ولم أكن مرتبطا حينها، وراجعت 7 مستشفيات بمختلف مناطق المملكة على أن أجد العلاج المناسب لأعراض القولون (الإمساك، الانتفاخ، الشعور بالجوع ولا أستطيع الأكل، أحيانا حرقان، مزاج سيئ، اكتئاب، عدم القدرة على النوم إلا في حالة التعب الشديد).

طبعا جميع الأدوية الخاصة بالقولون (ميفا والفيرين) وأشباهها من نفس المركب، ووجدت أنها نفس التركيب، لكن اختلاف اسم المورد، وللأسف وكأنك لم تأخذ علاجا، وبغض النظر فجميع أدوية القولون لم ألاحظ تغيرا، ولكن أستخدم أي كربون ومرتاح عليه بسبب كثرة الشعور بالانتفاخ والإمساك، وآخر طبيب نصحني بدوقماتيل، وما أحسست بفرق، بل نفس الشيء.

شرح مفصل:
عند تواجدي في اليمن كنت أتناول (القات) بشكل يومي، ولم أكن أعاني من أي أعراض في القولون ولا المعدة، وكنت آكل ما لذ وطاب، ونفسيتي مرتاحة، وعملت لدى شركة في المملكة، ومن بعدها بدأت أعراض القلق والتفكير الزائد، والتشاؤم، ولكن ليست بالشكل الدائم، بل من فترة، ولكن الأرجح أني أعاني من قلق نفسي، ولا علاقة بالقولون بأي صلة بإثبات التحاليل والكشف السريري، والمنظار السفلي، وكل الفحوصات الطبية سليمة -ولله الحمد- مع العلم أن أخصائي الباطنية يشخص أنه تهيج في القولون، لكن لا استجابة لأي نوع دوائي خاص بالقولون.

تعمدت أن أذكر القات في بداية حديثي بعد تصفحي عن تركيبه الغذائي، ومدى تأثيره في الجسم، ولجأت أن أعوضه بمشروب الطاقة (رد بول) كمنشط للجسم؛ لأني في الوقت الحالي بحاجة ماسة إلى النشاط، والتركيز، وبدأت ألاحظ تحسنا -ولو بجزء بسيط- وهذا ما جعلني أؤكد أن الأعراض لها صلة بالأعصاب بسبب الخمول، وتعكر المزاج، وزيادة الاكتئاب، وبعدها أستطيع الأكل مع تحسن حالتي.

بعض الأيام عندما أكون مرتاح البال وغير مبال لأي شيء؛ آكل جميع الأطعمة التي أمتنع عنها بسبب التهيج والشعور بالانتفاخ، وما أن يمر يوم أو يومان حتى تعود الأعراض مرة أخرى.

دكتور: قرأت أكثر من مقال، وبحثت كثيرا عن هذه الأعراض التي أشعر بها، فبدأت أوقن أن ما أشعر به هو أن الجسم بحاجة إلى منشط مع تحسين المزاج، وهذا من أثر بعض المركبات التي يتكون منها القات.

علما أني شخص اجتماعي عملي، مع إيجاد صعوبة في مواكبة الأمر، لكنه تحد مع الذات، لا أحب الجلوس في المنزل، بل أتمنى أن أكون مع الأهل والأصحاب طوال اليوم، وليست لدي مشاكل مع الآخرين.

علاقتي الجنسية لا أشتكي منها، ولله الحمد. نعم أنا شخص عصبي، مزاجي، متشائم، ومتفائل، متقلب الأفكار، متخوف، أعطي الشيء أكبر من حجمه، وبنفس الوقت تجدني بعكس ما أقوله؛ إيماني وثقتي بالله -لا شك في ذلك- الصلاة في وقتها بغير تأخير، ولا تقطيع، أمارس الرياضة الخفيفة؛ للحفاظ على وزني، وأمشي بعض الأحيان، أضف إلى ذلك الخمول، وعملي، واستيقاظي للعمل، أو لأداء الواجبات، والفروض اليومية تكون على هيئة تحدي، وأكون متضايقا جدا.

أمس كنت عند أحد الأصدقاء، وقدم لي فاكهة (موز، برتقال، كيوي، تفاح، أناناس) وبعدها قهوة تركية، وعدت إلى المنزل وأنا بأفضل حالاتي، وشعور براحة تامة، وأشعر بالسعادة من داخلي، وتعشيت، وهذا من النادر ما يحصل، واستلقيت بعدها، وغفوت وأنا أشعر بشعور جميل جدا، كنشاط وراحة، وسعادة، وأدخن دون التذمر، بعكس شعوري عند الضيق والخمول والقلق، وللعلم: قبل ذهابي إلى الزيارة تناولت مشروب طاقة.

ما عدت أفهم، هل أعاني من اكتئاب وقلق وكثرة تفكير أو هل أشعر بقلة نشاط مع خمول وتذمر من عمل أي شيء أم أني أعاني من قلة فيتامينات؟

اسألني -دكتور- وسأجيبك من نفس الاستشارة، ولك جزيل الشكر، وأرجو أني استطعت أن أشرح لك ما أشعر به، وأن تساعدني بعلاج مناسب؛ لأنني فعليا بدأت حالتي إلى السوء، وتصل إلى أيام، ولا أستطيع الأكل بسبب التهيج والانتفاخ، وسد الشهية، وعصبيتي من غير سبب من وقت لآخر.

وجدت صعوبة لطرحي لعدم فتح المجال من قبلكم، وأتمنى أن تعملوا على زيادة سعة استقبالكم للأسئلة؛ لأن موقعكم له شعبية عربية كبيرة جدا.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أنت طرحت شكواك بصورة واضحة، ولا أعتقد أن هناك أسئلة نحتاج أن نسألها، فأعراضك هي أعراض نفسوجسدية، القلق مهيمن عليك تماما، والقلق يؤثر على أعضاء معينة في الجسم، من أهمها الجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى نوعية الأعراض التي تشتكي منها.

إذا أنت تعاني من حالة نفسوجسدية، يضاف إليها الشعور بالإنهاك وسرعة الإجهاد، ومزاج عسر مكتئب لكن من الدرجة البسيطة.

فيا أخي الكريم: العلاج أساسه أن يحفز الإنسان جسده من خلال تنشيط المواد الكيميائية الطبيعية، وأنت بالفعل ذكرت أن جسدك في حاجة لما ينشطه، وأنا أقول أن أفضل وسائل التنشيط الذاتي هي: النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة بانتظام. الرياضة تؤدي إلى توازن في مادة الـ (سيروتونين Serotonin) والـ (نورأدرينالين Noradrenaline) كما أنها تؤدي إلى تحسين إفراز مادة الـ (انكيفالين Enkephalin) وهي نوع من المواد الملطفة للمزاج داخل الدماغ، والرياضة تؤدي أيضا إلى تحسين إفراز ما يعرف بـ (PDNF) وهو الهرمون أو المادة الرئيسية التي ترمم خلايا الدماغ، وتساعدها على دقة التواصل والانضباط.

فيا أخي الكريم: الرياضة قيمتها عالية، الرياضة تغنيك تماما عن القات ومشروب الطاقة وخلافه، فاجعل لنفسك برنامجا رياضيا حقيقيا على الأسس والنظم التي أوضحتها لك.

أعراض القولون العصبي أيضا تتطلب التجاهل، وتتطلب ما نسميه بالتفريغ النفسي، ويقصد بذلك أن يتجنب الإنسان الكتمان بقدر المستطاع، وأن يكون واضحا وصريحا ويفتح أحباس نفسه حتى لا تحتقن، كما أن التواصل الاجتماعي المفيد، وتلاوة القرآن من خلال حلق القرآن، هذا كله يعود بفائدة عظيمة جدا على النفس من حيث الطمأنينة والاسترخاء.

أخي: أنت أيضا تحتاج لعلاج دوائي بسيط، وأعتقد أن عقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك؛ لأنه مجدد للطاقات ويحسن الدافعية جدا عند الإنسان، ويزيل القلق. الجرعة التي تحتاجها هي كبسولة واحدة يوميا، وقوة الكبسولة عشرون مليجراما، تناولها بانتظام لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

ويمكن أن تدعم البروزاك بعقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) وجرعته هي نصف مليجرام، تقوم بتناولها صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، لكن تواصل الفلوكستين بنفس الكيفية التي أوردناها لك.

بخصوص إشارتك حول زيادة سعة استقبال الأسئلة، فحن نسعى إلى ذلك بعون الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات