الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما فكرت في فتح مشروع أشعر بضيق وخوف وقلق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلما فكرت في فتح مشروع أشعر بضيق وخوف وقلق، ولا أستطيع الإقدام، ولا سيما أنني قد فتحت مشروعًا قبل ثمانية أشهر، لكنه استمر يومًا واحدًا فقط، ثم أغلقته في اليوم الثاني بسبب الخوف والقلق والضيق الذي شعرت به في ذلك اليوم، وطبعًا أنا أعاني من مشكلات في المعدة والقولون، لكن لا أعتقد أن السبب يعود إليهما، وإلى يومنا هذا لا أستطيع أن أفتح مشروعًا بسبب ما أعانيه من الخوف والقلق وكثرة التردد.

والشعور الذي عانيته يوم فتحت المشروع قبل ثمانية أشهر كان ضيقًا وخوفًا وقلقًا شديدًا، حتى أنني لم أسترح إلَّا بعد أن خرجت من الدكان وأعدته إلى صاحبه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أولًا: أحمد الله تعالى أن مكنك وأعانك على أن تبدأ مشروعك؛ حيث فهمتُ من سؤالك أنك أنشأت دكانًا كعمل حر تعمل فيه، وهذا أمر طيب، لا شك أنه يدل على قدرات وإمكانات أوصلتك إلى هذه الخطوة، كنت أحب لو ذكرت لنا نوع الدكان الذي أنشأته، وعلى كل حال؛ فمن الطبيعي أن الإنسان عندما يُقْدِم على مشروع تتجاذبه الأفكار بين النجاح والفشل، فيصبح متخوفًا مترددًا خشية الإفلاس أو الفشل.

أخي الفاضل: هذا التردد والخوف أمر طبيعي، بل هو جيد؛ لأنه يجعلنا نحسن التصرف ونتخذ الحيطة لتجنب الفشل، أمَّا إغلاق المحل والخروج منه فلا يعين على شيء، فلا بد من متابعة الطريق، فالتحدي عادة يكون في بدايته حتى يفتح الله عليك وينعم عليك برزقه، وكما تعلم فإن المشاريع التجارية تحتاج وقتًا حتى تستوي على ساقيها، ومن خلال ذلك تُبنى شبكة الزبائن، فتتعرف عليهم ويتعرفون عليك.

وبإذن الله عز وجل، طالما استقمت وأحسنت التعامل مع زبائنك وفق تعليمات الإسلام، بأن تكون سمحًا إذا بعت، وسمحًا إذا اشتريت -كما ورد في الحديث النبوي-؛ فهذا سيعينك ويمنحك الجرأة والشجاعة لمتابعة الطريق.

أخي الكريم: إذا كان متاحًا لك أن تعود وتفتح الدكان من جديد فافعل، وأرجو أن يكون هذا ممكنًا لك، ولا بأس في بداية الطريق أن تستعين بصديق يقف معك، ويشد من أزرك لتجاوز العقبة الأولى، ومتى تجاوزتها ستجد ثقة في نفسك وجرأة وشجاعة لمتابعة الطريق.

أدعو الله تعالى أن يفتح لك أبواب الرزق، وأن يلهمك الشجاعة والجرأة من خلال المواجهة لا من خلال التجنب، وبإذن الله عز وجل نسمع أخبارك الطيبة، أخبار النجاحات والتوفيق، فالرزق بيد الله عز وجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً