أعاني من خوف شديد دمر حياتي والدواء لم يفدني!

0 231

السؤال

أنا إبراهيم، بعمر 23 سنة، أعاني منذ سنة من خوف شديد دمر حياتي، وإحساس فظيع، وتسارع في نبضات القلب، ودوخة، وغثيان، وآلام في المعدة، وإسهال وإمساك، وسخونة في الجسم، وجفاف الفم.

عندما أكون مشغولا أكون مرتاحا، ولا أستطيع الابتعاد عن المنزل، وقد جربت كل الطرق للتخلص من هذه الأعراض ولم أنجح، وكنت أذهب للأماكن التي أخاف منها، وأمارس الرياضة في الحي، وطرق الاسترخاء، والذهاب للعمل يوميا، وتناولت دواء (zoloft) لمدة شهر -حسبما قال الطبيب- ولكن لا نتائج إيجابية.

من فضلك -يا دكتور- أعطني علاجا مناسبا؛ فلم أعد أتحمل. وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نرحب بك في إسلام ويب، وأؤكد لك أن حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، تأتي وتندرج تحت ما يعرف بقلق المخاوف، وهو بالفعل له أعراض جسدية شديدة، منها تسارع ضربات القلب والشعور بالدوخة والغثيان –كما ذكرت– وقد تتحول الحالة إلى حالة نفسوجسدية، بأن يحس الإنسان بانقباضات في المعدة، مما ينتج عنه الإسهال أو الإمساك أو بعض الآلام أو ما يعرف بالقولون العصبي.

أيها الفاضل الكريم: أعراضك كلها أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق هو الذي ساهم فيها، وأريدك –ومن أجل التأكد فقط– أن تجري فحوصات طبية عامة، اذهب إلى الطبيب -طبيب الرعاية الصحية الأولية، أو الطبيب الباطني– ليقوم بإجراء فحص شامل بالنسبة لك، ويتأكد من نسبة الدم والسكر ووظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12) ووظائف الكلى والكبد، هذه كلها فحوصات عادية طبيعية روتينية، يفضل أن يجريها الإنسان.

بالنسبة لعلاج حالتك هذه: أنت الآن -الحمد لله تعالى– تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، أنا أريدك أن تسير على هذا النهج، يجب ألا تيأس، يجب ألا تصاب بالملل من هذه الوسائل العلاجية، هي وسائل علاجية ممتازة وفاعلة، وعليك بالإكثار من التواصل الاجتماعي، ولا بد أن تغير نفسك فكريا، بمعنى ألا تترك الأفكار السلبية تتساقط عليك، حاول أن تردها، وأن تدفعها عنك بعيدا، واجلب لنفسك الأفكار الإيجابية، وهي -إن شاء الله تعالى- كثيرة جدا.

أيها الفاضل الكريم: أنصحك أيضا بالتفريغ النفسي، بمعنى: أن تعبر عن ذاتك، وألا تحتقن، ولا تسكت على الأشياء الصغيرة التي لا ترضيك حين تسمعها هنا وهناك، أو تراها، عبر عن ذاتك في حدود الأدب والذوق في نفس اللحظة، وهذا يعود عليك بخير كثير.

بر الوالدين وجدناه يعود على الإنسان بخير كثير في الدنيا وإن شاء الله تعالى في الآخرة يؤدي إلى راحة النفس واسترخائها، فاحرص على ذلك.

أنت -أيها الفاضل الكريم– لديك خاصية ممتازة جدا، وهي أنك حين تصرف انتباهك عن الأعراض تختفي، أنت ذكرت أنك حين تكون مشغولا ترتاح، فهذا يدفعني إلى أن أقول لك: يجب أن تحسن إدارة وقتك، وأن تستفيد منه على أفضل وجه، ولا تدع مجالا للفراغ الذهني أو الزمني؛ ليجلب لك هذه الأعراض.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (زولفت Zoloft) دواء رائع، اصبر عليه، وفترة الشهر ليست فترة كاملة وكافية، والبناء الكيميائي لهذه الأدوية يتطلب وقتا، كما أن الفعاليات النفسية والسلوكية والفكرية التي تحدثت عنها يجب أن تستصحب بها العلاج الدوائي، فاستمر على الزولفت، وأريدك أن تدعمه بعقار آخر بسيط مثل (فلوناكسول Flunaxol) والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، دواء رائع جدا لإزالة القلق وتدعيم فعالية الزولفت.

جرعة الفلوناكسول هي نصف مليجرام (حبة واحدة) تتناولها صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات