أخي مريض نفسي ولكنه غير مقتنع بمرضه، فكيف نتصرف معه؟

0 288

السؤال

السلام عليكم رحمة الله وبركاته ..

أشكركم جزيل الشكر على النصائح التي تقدمونها لنا، ولقد استفدت منكم كثيرا، وأتمنى أن تساعدوني في حل مشكلة أخي البالغ من العمر 19 عاما، فهو مدخن، ومنذ فترة أصيب بحالة من الخوف، والشك بالناس، وأن مجموعة من الناس يترصدون له وسوف يقتلونه، وكلما رأى شخص يتكلم بالهاتف أو ركب سيارة يخبرنا أنه يقصده، وحتى سيارة الإسعاف إن مرت بجانب المنزل يقول إنها تقصده وسوف تحمله بعد أن يقتلونه.

يشك في الجميع حتى الجيران، وأن الكل يقصده وهو مقتنع، وأنه على حق وليس مريض، وهو يتناول الدواء منذ 25 يوما، دواء (لارجكتيل) 25 ملغ ثلاثة مرات في اليوم، ودواء (الابرزولام) نصف حبة مرتين في اليوم، ودواء (نورازيب) 5 مل في صباح (ونورازيب) 10 ملغ، وهو لا يخرج من البيت إلا نادرا لشدة خوفه، أو عندما يخرج مع والدي أحيانا يصبح هادئا، وأحيانا يثور، ويشعر بالملل والاكتئاب لأنه لا يخرج.

أريد معرفة كيف نتصرف معه؟ وكيف نقوم بتهدئته؟
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن أخاك يعاني من اضطراب عقلي، وهو نوعان بما يعرف بضلالة الاضطهاد، فهو يعتقد أنه مضطهد، وأن هناك من يلاحقونه ويحاولون إيذائه، وهذا اعتقاد جازم من جانبه، لا يتزحزح ولا يحيد عنه، ويجب عليكم أن تدركوا هذه الحقيقة، وأول شيء يجب عليكم عمله هو عدم مناقشته في هذا الشأن، أو محاولة إقناعه بأن هذا الشيء غير موجود.

فهو فقط يتوهم هذه الأشياء، وهذا بالنسبة له حقيقة موجودة مائة بالمائة، وعند مناقشته يثير غضبه وقد ينفعل، فقط عليكم احتوائه في هذه الفترة، يجب أن تجتمعون عليه، لا تعارضونه، ولكن طبعا لا تعملوا بما يقول.

إذا احتوائه، الاستماع إليه، ومحاولة التعامل معه حتى لا يحاول إيذاء أي شخص حسب المعتقدات التي يعتقد فيها الآن.

هناك نوعان من مضادات الذهان: الـ (لارجكتيل Largactil) والذي يسمى عليما باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine)، والـ (ونورازيب) والـ (زانكس Xanax) والذي يعرف علميا باسم (البرازولام Alprazolam) فهو مهدأ للقلق وللتوتر، وعادة تحتاج مضادات الذهان لحوالي أسبوعين للعمل، لأنه -إن شاء الله تعالى- سوف يبدأ بالتحسن بعد أسبوعين.

فعليكم كما ذكرت الصبر في هذا الأسبوعين، وعدم مناقشته، واحتوائه، حتى تبدأ الحبوب في العمل، وتبدأ الأعراض في الزوال. وعليكم طبعا التأكد من أنه يتناول الدواء باستمرار، لأنه أحيانا لا يتعاطاها لاعتقاده أن ما به ليس بمرض.

إذا احتوائه، وعدم مناقشته، والاستماع إليه، والحرص على تناول الحبوب باستمرار هو أهم الأشياء التي يجب عملها في هذه الفترة حتى يبدأ مفعول الدواء وتزول هذه الأعراض بإذن الله.

وفقكم الله وشفا الله أخاكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات