والدي تأتيه آلام عند سماعه أصواتا مزعجة، ما السبب؟

0 111

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي حالته الصحية صعبة جدا؛ حيث إنها بدأت معه من قبل خمس سنين، وهذه الحالة صاحبتها عدة أعراض، وفي هذه الرسالة سوف أبدأ بقصة حالته من البداية موضحا كل التفاصيل:

في البداية كان الوالد إذا سمع صوتا عاليا أو مزعجا كأصوات (البوري) أو صراخا كان من بداية سماعه للأصوات تأتيه آلام في صدره على القفص الصدري، وامتد هذا العرض لعدة شهور، وبعد ذلك في أحد الأيام وهو ماش بالسيارة وطئ حفرة بالسيارة، وصارت تأتيه آلام أسفل الظهر، وقد قام بمراجعة المستشفيات، وعمل أشعات، وقالوا: لا يوجد أي مشاكل بظهره. مع العلم أن الآلام أصبحت تأتيه في ظهره إذا وطئ مطبا أو حفرة بالسيارة، أو إذا اهتزت السيارة، وعندما حدثت هذه الآلام في ظهره اختفت الآلام عن صدره، وقد أصبح أي إزعاج يسمعه أو صوت مزعج يأتيه ألم في ظهره، وقد امتد معه هذا العرض لعدة شهور!

بعد ذلك أصيب الوالد بقولون عصبي، وقد كشفنا عند المستشفيات وعملنا منظار قولون، وأخبرونا أنه قولون عصبي بحكم الأعراض التالية: انتفاخ في الجانب الأيمن من البطن، وأحيانا في الجانب الأيسر، مع إمساك عسير وعصبية. ومع وجود مرض القولون معه لا زالت أعراض الآلام التي تأتيه من الأصوات العالية أو من المطبات تأتيه وتتعبه، وتكمن تلك الآلام في منطقة ألم القولون، فصار إذا سمع أي أصوات مزعجة ينتفخ بطنه من الجانب، ويهيج عليه القولون، وقد استمرت معه هذه الحالة لمدة سنتين تقريبا.

بعد ذلك أصيب الوالد بخشونة في منطقة الرقبة، وهي خشونة بسيطة بحكم الأشعات التي عملها، وصاحب هذه الخشونة آلام إذا سمع الوالد أي صوت مزعج، أو إذا وطئ مطبا بالسيارة، وإلى الآن هذه الآلام مصاحبة له مع هذا العرض، وبالنسبة للقولون فقد خف نسبيا في الأيام الأخيرة، وصارت آلام الأصوات المزعجة تأتيه في منطقة الخشونة، ولا تأتيه في البطن.

استفساري من هذا الكلام كله هو: ما سبب هذه الآلام التي إذا سمع أي صوت مزعج، أو وطئ مطبا أو إذا أحد ناداه عن غفلة؛ تأتيه هذه الآلام في مناطق الأعراض التي ذكرتها لك من قبل، وهي القولون، والخشونة، وآلام الظهر؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأشخاص الذين يعانون من القلق دائما لا يحبون الأصوات العالية، ويتضايقون كثيرا من الضجيج والأصوات المرتفعة، ويزعجهم هذا كثيرا جدا، وأحيانا يؤدي بهم إلى انفعال وعصبية، والقلق أيضا يؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، أي الانتفاخ والغازات في الجهاز الهضمي، وهذا أحيانا يطلق عليه خطأ بأنه القولون العصبي (Irritable Bowel)، والقولون العصبي يختلف عن القلق الذي يؤدي إلى انتفاخ وآلام في البطن.

القولون العصبي يعني أن هناك إمساكا أو إسهالا مع آلام في البطن، ولكن لا يوجد سبب عضوي لهذه الأعراض بعد القيام بالفحوصات الطبية، لذلك يسمى هذا (قولون عصبي).

لكن عندما يكون هناك قلق، وتصاحبه أعراض انتفاخ أو آلام، فهذا ليس قولونا عصبيا؛ إنما هي أعراض للقلق.

إذا يمكن أن نقول: إن والدك يعاني من قلق، وهذا القلق يسبب مشكلة مع الأصوات المرتفعة، وسبب له مشكلة في الجهاز الهضمي، ولكن حقيقة ليس لدي تفسير علمي لماذا عندما تكون هذه الأصوات يكون هنالك ألم في جهة ما في الصدر أو في الرقبة أو القولون؟ ليس لدي أي تفسير نفسي لهذه الظاهرة، بل العكس كل الذين عالجتهم -الذين يعانون من القلق- يقولون: إنهم يحسون بضيق عند سماع الأصوات العالية والمرتفعة، ولكن لا يشكون من ألم ما في منطقة معينة، يحسون بالضيق والتوتر عند الأصوات المرتفعة والضجيج، لا يطيقون هذا، ويجعلهم يتوترون وينفعلون.

لذلك، فإني متحفظ في أن أعطي أي تفسير نفسي للآلام التي تحصل في منطقة ما بالرقبة أو الصدر أو البطن عند حدوث هذه الأصوات، خاصة أنك ذكرت شيئين: أن هذه الآلام تزيد عند حدوث المطبات، عندما يقود والدك سيارته، وهذا سبب واضح ليس سببا نفسيا، وذكرت أنه حصل له خشونة بالرقبة، وما أدري ماذا تعني بالخشونة! هل هناك مشكلة في فقرات الرقبة، أم ماذا؟

أرى أن تعرض والدك مرة أخرى على طبيب مختص في الأعصاب أو العظام، وتعطيه تاريخه المرضي مفصلا، ومن ثم يقوم بالكشف عليه بعناية فائقة، وعمل الصور اللازمة حتى يتم استبعاد أي سبب عضوي لمشكلة والدك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات