الشعور باقتراب أجلي دمر حياتي وأفقدني لذتها، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 160

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من شعور غريب دمر لي حياتي، وهو أنني أشعر بأني سوف أموت قريبا، هذا الشعور سيطر على حياتي، فأنا الآن لا أستطيع التفكير في شيء سوى في هذا الموضوع، وأصبحت أبتعد عن كل الناس، وأفكر في أن أي شيء أراه هو رسالة لي بأنني سوف أموت قريبا، تعبت من كل شيء، وهذه الفترة دائما أشعر بالتعب، وقد ذهبت للدكتور، وقال لي: بأنني لا أعاني من شيء، ولكني دائما خائفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك قلق مخاوف، والخوف من الموت موجود لدى الناس، ونحن نريد من الناس أن تخاف من الموت خوفا شرعيا لا خوفا مرضيا، حتى يكون الإنسان حريصا على آخرته من خلال حرصه على عباداته ويتجنب الذنوب والظلم ويصل الأرحام ويسعى نحو الحسنات والأجر، كما قال الله تعالى: {كلا بل لا يخافون الآخرة * كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله * هو أهل التقوى وأهل المغفرة}.

أما الخوف المرضي فلا نريده للناس أبدا، والخوف المرضي يزول من خلال التفكير الإيجابي، وأن تحقر هذه الفكرة، وأن تكون قناعات الإنسان واضحة، وهي أن الموت والحياة بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان، ولا ينقص منه لحظة أبدا، وأنه لا يعلم وقت وساعة وكيفية الموت إلا الله تعالى، وهي مكتوبة منذ أن كان الإنسان في رحم أمه، بل قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

فإذا ما دام الحال هكذا لماذا أخاف من الموت خوفا مرضيا؟ لكن أخاف منه خوفا شرعيا، {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}، {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم}.

أرجو أن تفكري في الموت على هذا السياق، ودائما احرصي على الدعاء، وعيشي الحياة بقوة، نامي مبكرا، استيقظي مبكرا، وصل الفجر، وابدئي نشاطاتك من وقت مبكر في اليوم، هنا تتجدد الطاقات، كوني إنسانة متواصلة مع صديقاتك، مع الصالحات من الفتيات، كوني إنسانة مهتمة جدا بشؤون أسرتك، وأكثري من القراءة، وأكثري من الاطلاع، واصرفي انتباهك تماما عن هذا الذي أنت فيه، وإذا كانت الأعراض شديدة ولم تتحسن في خلال أسبوعين هنا اذهبي وقابلي الطبيب ليصف لك أحد الأدوية لهذا النوع من الخوف، وهنالك دواء يسمى (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) ممتاز جدا لعلاج هذا الخوف، لكن لا نسمح باستعماله لمن هم دون سن العشرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات