أشعر بشيء عالق في الحلق، فهل حالتي نفسية؟

0 618

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي في الله، أرجوكم -بارك الله فيكم- أن لا تهملوا حالتي.

قصتي بدأت قبل أربعة شهور بالضبط، قمت بتناول طعام الغداء المكون من السمك، وبعدها ذهبت لأخذ قيلولة، وفجأة استيقظت من نومي والنفس عندي متوقف! وحاولت أن آخذ نفسا ولم أستطع لمدة دقيقة تقريبا، حيث كانت أصعب فترة في حياتي، وبعدها رجع النفس من جديد، ثم أصبحت أشعر بألم أسفل منطقة تفاحة آدم، كأن شخصا يضغط عليها، واعتقدت أنها بسبب شد العضلة أثناء محاولة أخذ النفس، ومرت الأيام والألم يأتي ويذهب وبعدها أصبحت أخاف من النوم وأوصي زوجتي أن تنتبه لي خوفا من أن أختنق وأنا نائم، وفجأة أصبح لدي نوع من ضيق النفس غير المبرر حيث أشعر أني بحاجة لأتنفس، وأصبحت آخذ نفسا عميقا كل ثانية، وأحيانا لا أستطيع، وأصبت بالهلع، وذهبت إلى طبيب اختصاصي باطنية، وأخذت صورة أشعة لصدري، وأخبرني بأنه لا يوجد شيء في صدري، فقط احتقان في المنطقة أسفل تفاحة آدم، وبمجرد خروجي من العيادة اختفى ضيق النفس!

بعد ذلك بعدة أيام أصبحت أشعر كأن شيئا عالقا في حلقي، وأحيانا أشعر كأن شخصا يضغط على كامل رقبتي، وكلما زاد توتري وقلقي زاد الألم، وذهبت لعدة أطباء، جميعهم طمأنوني، وذهبت لاختصاصي أنف وأذن، وشخص حالتي على أنها نفسية، وتوتر، ولا يوجد شيء يثير القلق رغم الألم، إلا أني لم أقتنع، وقمت بعمل الترا ساوند للرقبة، ولم يظهر أي شيء غير طبيعي بالمنطقة، واليوم بعد مرور شهرين على مراجعة اختصاصي الحنجرة وأربعة شهور على بدء المشكلة، عدت لمراجعة طبيب الحنجرة، ولم يغير رأيه بأن الحالة عبارة عن وسواس، ولم يقم حتى بفحصي، وكله قناعة أن حالتي لا يوجد فيها ما يثير القلق، وأخبرني أنه لو لديه أي شكوك بأي أعراض لقام بعمل تنظير أو تصوير، ولم يرض حتى بوصف مسكن، حيث أخبرني أنه سيبقى الألم، ولم يصف لي أي مسكن، وذهبت للمنزل، وقال: إنه لو لدي أي مرض خطير لزادت الأعراض وظهرت علي، خصوصا بعد أربعة شهور.

بالرغم أني أشعر بألم يأتي ويذهب، ويكون خفيفا أو غير موجود عند الاستيقاظ من النوم، وحتى مع مرور الوقت والأيام أصبحت حدة الألم أخف، لكنه لم يختف ووصف الألم على أنه عبارة عن عدة أعراض.

-أشعر أحيانا بشيء عالق في الحلق يأتي ويذهب.

- أشعر كأن شخصا يضغط على رقبتي أحيانا فوق تفاحة آدم وأحيانا أسفل.

-ألمس مناطق معينة في الرقبة، مثل الغدة الدرقية وما حولها، أو عظام الحنجرة وأشعر بألم.

-لا يوجد أي ألم أثناء الأكل أو الشرب.

- أحيانا أشعر بثقل وحرارة في كامل مقدمة العنق.

هل حقا حالتي نفسية أم جسدية؟ بصراحة نفسيتي أصبحت سيئة، لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية، وأن أتمتع في أي لحظة جميلة مع أطفالي أو أسرتي، ودائما توتر وقلق أفسد حياتي، ومعاملتي مع أهلي وفي عملي، وأخاف أن أخسر الكثير، خصوصا كثرة التفكير والوساوس المرافقة لي طول اليوم، عدا عن بعض النصائح غير الواقعية من الناس، من يقول: أنت بحاجة إلى شيخ للعلاج من السحر والجن، وما شابه ذلك.

أفيدوني إن كان هناك ما يوجب تغيير الاختصاصي إن كانت لديكم شكوك، فأنا بعمر 35 سنة، مدخن، وكذلك شخصت إصابتي بالسكري قبل 3 سنوات، بعدما شعرت بجفاف شديد بالحلق أثناء ظرف معين فيه نوع من القلق والخوف، وبعدها منذ تشخيص حالتي بالسكري حتى اليوم كلما أفحص السكري يكون طبيعيا، ولا أشعر بجفاف الريق إلا عند وجود ظرف فيه قلق أو خوف شديد.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأنا تدارست رسالتك بكل دقة، وأود أن أقول لك: إن الأحداث الحياتية في حياتنا صغيرة أو كبيرة قد تؤثر علينا، وأي حدث حياتي إذا كان يتعلق بالجسد أو بالنفس أو بالشعور أو بالوضع الاجتماعي للإنسان ربما يكون له تبعات نفسية كبيرة جدا.

الذي حدث لك – أخي الكريم – هو انقطاع التنفس حين استيقظت من النوم، وهذه تجربة كبيرة جدا ليست سهلة من حيث المفهوم النفسي، ومن حيث الأسباب العضوية قد يكون سببها بسيطا جدا:

يعرف أن نوبات الهرع قد تبدأ هكذا، وهي نوبات فزع وخوف، وبعد هذه التجربة حدث لك ما نسميه بالارتباط الشرطي، يعني أن المخاوف قد تجسدت لديك، وبدأت تفحص هنا وهنا، وتتنقل من طبيب إلى طبيب، وهذا جعلك في حالة من عدم التأكد واليقين والوسوسة والخوف، هذا كله - أيها الفاضل الكريم – تولد عنه ما تعاني منه الآن.

شعورك بشيء عالق في الحلق، حيث إن العلة الأولى أو الشكوى الأولى كانت مرتبطة بالحلق والتنفس، ومشاعرك الأخرى بقولك: إن شخصا يضغط على رقبتك، وشعورك بالثقل والحرارة، هذه كلها أعراض نفسوجسدية.

أنت لست متوهما، هذه أؤكده لك، ولست بشخص خائف، الأمر حصل – كما ذكرت لك – ارتباط شرطي، من تجربة جسدية حدثت لك، أيا كان سببها، وبعد ذلك تولدت لديك الآن ما تعاني منه.

أرجو أن يكون هذا التفسير واضحا بالنسبة لك، وهو التفسير الواقعي.

أعتقد أن شخصيتك أصلا شخصية حساسة، ربما يكون لديك نوع من الميول نحو القلق، والقلق ليس كله سيئا، القلق طاقة تفيدنا في حياتنا، تحركنا، تكون هي الدافع لنا من أجل النجاح.

مرض السكر قطعا يزعج صاحبه، وخطوط العلاج والوقاية واضحة جدا، فأرجو أن تلتزم بها.

أيها الفاضل الكريم: أول ما أريد أن تقوم به هو ألا تتنقل بين الأطباء، لا أريدك أن تهمل نفسك، لكن أؤكد لك أن تكرار الذهاب إلى الأطباء سوف يدعم الخوف والشكوك والوسوسة لديك.

النقطة الثانية: اقتنع أنك - الحمد لله تعالى – سليم، وفيما يتعلق بالمس والعين وغيره هي أمور موجودة، لا ننكرها أبدا، لكن يجب ألا نتوهمها أيضا، كل المطلوب منك هو أن تحافظ على صلاتك، وأن تحرص على أذكار الصباح والمساء، وأن تتلو القرآن، وأن ترقي نفسك، وأن تعرف أنك في كنف الله وحفظه، الأمر لا يتعدى أكثر من ذلك.

النقطة الثالثة: الرياضة، تمارين الرياضية ذات فائدة عظيمة جدا لعلاج مثل هذه الحالات.

رابعا: تنظيم حياتك: النوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، التغذية المتوازنة، هذا كله يجعلك تحس بأنك في حالة جيدة.

التمارين الاسترخائية مطلوبة جدا؛ لأن الشعور بالثقل أو الغصة في الحلق هذا يتم التخلص منه من خلال الاسترخاء.

النقطة الأخيرة: أعتقد أنك محتاج لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وعقار (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) هو الأفضل والأسلم والأنفع، أرجو أن تستشير طبيبك في هذا، وتبدأ في تناوله، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات