أصبت باضطراب نفسي بعد تشخيص خاطئ من الطبيب لحالتي!

0 124

السؤال

السلام عليكم

قبل مدة شخص الطبيب حالتي بأني مصاب بكهرباء زيادة في المخ، ووقتها عشت أياما عصيبة بسبب هذا التشخيص، والذي اتضح أنه خطأ بعد أن أجريت تخطيطا لدى طبيبين آخرين، وأكدوا لي أني غير مصاب بكهرباء الدماغ، لكن بعدها أصبت باكتئاب شديد، ولم أستطع أن أنام، وتغيرت كل حياتي، حتى بعد أن عرفت أن التشخيص خطأ.

ومع تطور الحالة أصبحت تأتيني حالات من الضحك والصراخ، أصبحت أصرخ وأبكي مثل المجنون؛ فذهبت إلى طبيب نفسي؛ فشخص حالتي على أنها اكتئاب شديد، ووصف لي علاج السيبرالكس 20 ملجم، والسوليان نصف حبة 50 ملجم، والزيبركسا 15 ملجم.

الذي أريد معرفته: ما حالات الضحك والصراخ التي تنتابني؛ لأن الطبيب النفسي قال لي إنها مجرد تنفيس، وسوف تذهب مع العلاج؟ فهل حصل لعقلي شيء بسبب الضغوط النفسية، أم أنها بالفعل سوف تذهب حالة الضحك والصراخ مع الوقت والعلاج؟ كما أني أصبحت أعاني من الوسواس والأفكار السلبية.

أرجو مساعدتي في شرح حالتي، هل أنا إنسان طبيعي، أم أنه حصل لعقلي شيء بسبب الاكتئاب؟ وهل سوف أشفى من هذه الحالة، أم أنها ستلازمني؟ كما أنني أشعر بضيقة وحزن شديد، والضحك لم أعد أعرف له طريقا.

أنا بانتظار إجابتكم بفارغ الصبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

اطلعت على رسالتك، والشيء الإيجابي والشيء الجيد هو أنك ملتزم بمتابعة الطبيب، وهذا مهم جدا، الطب النفسي طب يتطلب المتابعة، وعدم التنقل بين الأطباء، فطبيب واحد تثق فيه وتتابع معه يؤدي إلى نتائج إيجابية ورائعة جدا.

ومن حقك –أخي الكريم– أن تناقش طبيبك وأن تحاوره، وأن تتأكد من التشخيص، وأسباب الحالة إن وجدت، وما هو المطلوب منك علاجيا؟ وتفسير كل عرض من الأعراض إذا كان ذلك ممكنا، هذا كله من حقك حين تراجع طبيبك.

بالنسبة لحالات الضحك والصراخ هذه: يصعب علي حقيقة أنا أصل إلى تشخيص من خلال هذه الاستشارات الالكترونية، الأمر يحتاج للمزيد من الإيضاح، ويحتاج لمزيد من المراقبة، لا أقول إنها حالة مستعصية، لكنها حالات نادرة، لم نشاهدها كثيرا خلال الخمسة والثلاثين سنة الأخيرة التي عملت فيها في مجال الطب.

قد تكون هنالك تفسيرات كما ذكر لك الأخ الطبيب، فربما يكون هذا نوع من التعبير عن طاقات نفسية مكتومة، وهي طاقات سلبية نتج عنها الاكتئاب، وبما أن النفس لها آلياتها ولها طرقها التي يتم من خلالها التنفيس التلقائي، غالبا قد يكون هذا الضحك وهذا الصراخ الذي يأتيك من وقت لآخر نوعا من التفريغ النفسي، وإن شاء الله تعالى هذا يعتبر أمرا إيجابيا، وما دمت أنت مدركا له أعتقد أنك تستطيع أن تتحكم فيه بدرجة كبيرة.

فيا أخي الكريم: حاول أن تتحكم في هذه النوبات، وحاول أن تعبر عن مشاعرك، لا بد أن تجد متنفسات نفسية، أن تتكلم مع أصدقائك، مع من تثق فيهم، أن تكون لك أنشطة متعددة، الالتزام بالرياضة، تنظيم الوقت، تنظيم النوم، وضع خطط مستقبلية لتدير من خلالها مستقبلك... هذه كلها متنفسات نفسية مطلوبة تساعد في حالتك هذه.

والالتزام بالعلاج أراه أمرا ضروريا، أقصد بذلك العلاج الدوائي، لكن التدابير العلاجية الأخرى، والتي تكلمنا عنها باختصار أيضا مهمة.

كن إيجابيا في كل شيء، وكن مصرا على النجاح، هذه طاقات، هذه إرادات داخلية الله تعالى حبانا بها، وكثيرا ما تكون كامنة أو خاملة، كل الذي تحتاجه هو أن نحركها من خلال إرادتنا الداخلية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات