أعاني من الصرع ولا أجد فائدة كبيرة من الأدوية، فما نصيحتكم لي؟

0 223

السؤال

السلام عليكم..

قبل 4 سنوات حصلت معي نوبة صرعية مرة واحدة من تشنج وغياب عن الوعي وخروج الزبد من الفم، مع العلم نحن خمس إخوة نعاني من زيادة الشحنات الكهربائية، وأمي وأبي لا يعانون من مرض زيادة الشحنات، ولما حصلت معي النوبة توجهت للطبيب، وأعطاني تغريتول، استمريت في تناوله لمدة 4 سنوات، لكن في السنة الأخيرة بدأت كلتا يداي بالرجفان، وتزداد حدتها بشكل ملحوظ عند التوتر.

في سنتي الأخيرة عانيت من الصداع الشديد والرجفان في اليدين، وضغط الأعصاب في أعلى وجانبي رأسي من الأمام لدرجة أحس بأني سأجن.

قبل نحو شهر ونصف قررت التوجه لدكتور آخر، وعملت فحصا لمستوى التغريتول بالدم، وكانت 4.48-12 ، وأعطاني الدكتور الجديد دواء الديبليبت مع دواء التغريتول 4 حبات في اليوم، مع تخفيض عدد حبات التغريتول خلال أسبوعين، وعملت اختبارا لمستوى الدواء الجديد في الدم بعد تناوله لمدة أسبوع، وكانت %62 في الوقت الحالي، وبعد أسبوعين شعرت بأني سأسقط على وجهي، وبالدوخة والغثيان، وبأن جسدي كله يرتجف، وصداع في رأسي.

أصبحت أشعر بالاكتئاب، والرغبة في التوقف عن تناول الأدوية والاستسلام، وأصبحت الأدوية ورجفان الجسد، والخوف من حصول النوبة يسبب لي الإحباط والاكتئاب والغضب، فما هي نصيحتكم بعد قراءتكم لملخص ما حصل معي؟

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أختي الكريمة: اطلعت على رسالتك، واستمرارك على عقار (تجراتول) لمدة أربع سنوات يثير لدي: هل بالفعل أنت كان لديك صرع أم لا؟

نعم حدثت لك نوبة واحدة، ولكن دائما النوبة الواحدة ليست دليلا على وجود مرض الصرع المستمر إلا إذا كان تخطيط الدماغ إيجابيا، في هذه الحالة يكون التشخيص هو مرض الصرع.

لكن عموما -إن شاء الله- لا توجد سلبيات، فوجود التاريخ الأسري القوي أيضا، ربما يكون سببا وجيها ومقبولا لأن تستمري على العلاج كل هذه المدة.

الآن أكثر شيء يزعجك هو الشعور بالدوخة والغثيان، وأصبحت توجد لديك بعض الأعراض الاكتئاب، وسرعة الغضب.

أعتقد أن ذلك أيضا قد يكون ساهم في موضوع الرجفة في الجسم والصداع الشديد، وحتى الرغبة أو التفكير في التوقف عن الدواء أراه عرض اكتئابي، وأقول لك: لا تتوقفي عن الدواء أبدا إلا بعد استشارة طبيبك، والمتابعة مهمة جدا جدا.

وأنا أعتقد أنك في حاجة لإضافة أحد محسنات المزاج، ودواء يساعدك في القلق وكذلك الدوخة، لكن لا أريدك أن تأخذي هذه الأدوية إلا بعد أن تستشيري طبيبك. هناك دواء يعرف باسم (سبرالكس/إستالوبرام) دواء ممتاز، سليم، يحسن المزاج بشكل واضح جدا، ولا يثير البؤرات الصرعية. وهناك عقار آخر يعرف باسم (دوجماتيل/سلبرايد) ربما تحتاجين له أيضا لعلاج الدوخة والغثيان، فهو مفيد جدا، وأيضا لا يثير البؤرات الصرعية.

جرعة الدوجماتيل المطلوبة هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.

الدواء يعاب عليه شيء بسيط، وهو أنه قد يرفع هرمون الحليب نسبيا لدى بعض النساء مما قد يؤدي إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية، هذا إذا حدث سوف يكون مؤقتا.

أما بالنسبة للسبرالكس فالجرعة هي خمسة مليجرامات –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات– يتم تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعليها حبة واحدة (عشرة مليجرامات) يوميا لمدة أربعة أشهر مثلا، ثم تخفض إلى خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناولها.

هذا هو مقترحي من ناحية الأدوية التي تحسن المزاج وتزيل القلق والتوترات، ولكن أريدك أن تستشيري طبيبك كما ذكرت لك، وأرجو ألا تعطلي نفسك عن الأنشطة الحياتية، أنت لست معاقة، فعليك أن تكوني نشطة، وفعالة، وتكثري من التواصل الاجتماعي، احرصي على صلاتك في وقتها، حاولي أن تحفظي شيئا من القرآن الكريم، انخرطي في أي عمل اجتماعي أو تطوعي، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- سيقلل من هذه الأعراض ويصرفها عنك.

أكرر: لا تتوقفي عن أدويتك قبل أن تستشيري طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات