عندما أصاب بالجوع أشعر بعصبية ودوخة وصداع خفيف

0 159

السؤال

السلام عليكم

لدي منذ عامين شعور بالجوع في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، وذهبت لعدة مستشفيات لمعرفة السبب وعالجت جرثومة المعدة، والآن لا زلت أشعر بالجوع، وهو عند بداية البلعوم تحت الحنجرة، وإذا لم آكل تسوء حالتي، ويأتيني في أوقات متفرقة.

علما بأن حالتي النفسية خلال هذه السنتين صعبة، فأنا أمر بظروف صعبة، وليس لدي حل لمثل هذه الأعراض، غالبا كنت آكل أي شيء، ولكن لا أشعر بالشبع إلا إذا أكلت وجبة دسمة، وإذا لم آكل أبدا بالعصبية، وعدم التركيز، ولدي قولون عصبي متهيج دائما، نظام أكلي غير جيد؛ لأن الشعور بالجوع يغلب علي، ويأتيني في أوقات الخروج أو الفراغ أو مع الأهل، وإذا أكلت سكريات أبدأ بالدوخة والصداع، لا أرغب بأكل السكريات نهائيا؟

بدأت حالتي بعد تخرجي بسنة عاطلة عن العمل، وليس لدي أصدقاء، ولا أخرج من المنزل كثيرا، كنت أعمل رياضة أيام المرحلة الجامعية وتركتها، أعاني من زيادة وزن خلال السنتين الماضتين، زدت 15 كيلو، أعراضي عند الشعور بالجوع، عصبية، ودوخة، صداع خفيف، لا أتحكم بالتصرفات، أجريت تحاليل، ولكني لا أعلم ما السبب؟ ذهبت لعدة مستشفيات، ولم أجد حلا.

أسأل الله لمن يجيب ويجد لي حلا على سؤالي رزقا من حيث لا يحتسب، شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض المذكورة في الاستشارة لا تتماشى مع مرض معين، وإنما تعتبر أعراضا لا نوعية خاصة، وأن الدراسة الطبية لحالتك كانت نتائجها سليمة -والحمد لله-, ولكن يمكن اعتبار هذه الأعراض نتيجة الحالة النفسية التي تعانين منها، والتي تترافق أيضا مع أعراض القولون وزيادة الوزن.

لذا أنصحك -أختي الفاضلة- بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية لتقييم حالتك، ووضع خطة علاجية مناسبة تؤدي لزوال الأعراض تدريجيا -بإذن الله تعالى-، والنصيحة حاليا هي بتجاهل وتناسي كل الأعراض التي تفكرين بها ومحاولة الانشغال بنشاطات، إما ثقافية أو دينية أو اجتماعية أو رياضية.

العودة للانخراط في المجتمع، واستحضار الآية الكريمة ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد مازن استشاري باطنية وكلى، وتليها إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++

الأخت الكريمة: قرأت استشارتك، ودرست رسالتك أكثر من مرة، وبالرغم من أن تركيزك الأساسي كان على مشكلة الشعور بالجوع والأكل بنهم، خاصة أكل المواد الدسمة والسكريات، مما أدى إلى زيادة وزنك بمقدار خمسة عشر كيلو جراما، وإحساسك بالتوتر عند عدم الأكل، ولكن المهم أنك لم تسترسل كثيرا في المشاكل التي مرت بك في خلال سنتين، وماذا حل بك؟ لأنني أعتقد أن هذا هو بيت القصيد، بدأت مشكلة الأكل وفتح الشهية والنهم بعد هذه المشاكل.

أعتقد أن النهم إلى الأكل كان حلا للقلق والتوتر الذي تعانين منه، وكثير من المرضى يلجئون للأكل الزائد عندما يكونوا في حالة قلق أو حتى اكتئاب نفسي، ويزيد وزنهم كثيرا.

الأكل الزائد لمحاولة التغلب على القلق والضيق النفسي، وغالبا هذا ما كان يحدث معك؛ لأن الإحساس بالجوع عادة لا يكون في البلعوم، الإحساس بالجوع إما أن يكون في البطن، أو هو إحساس مركزي، أما أن يحصل من إحساس بالجوع في البلعوم، فهو قد يكون من أعراض التوتر والقلق النفسي.

قد عالجت أشخاصا كثيرون كانوا يعانون من مثل حالتك، بل واحد من مرضاي كان يأتي العيادة محملا بالسندوتشات؛ لأنه عندما تأتيه حالة القلق الشديد لا يهدأ إلا بأن يأكل اثنين أو ثلاثة من السندوتشات، وزاد وزنه بصورة ملحوظة.

إذا الأكل هنا مربوط بالقلق والتوتر، وعلاج هذا الشيء لا بد من علاج القلق والتوتر في المقام الأول.

أنصحك إذا كان بالإمكان مقابلة طبيب نفسي؛ لأن الحالة حالة نفسية محضة، وليست مرضا عضويا، هي حالة نفسية، يجب عليك مقابلة طبيب نفسي ليقوم بأخذ مزيدا من التاريخ المرضي، خاصة الجزء النفسي، والفترة التي مررت بها، ومن ثم إعطاء ووصف العلاج المناسب، إما علاج دوائي يساعد في تخفيف القلق ويساعد في التقليل من الأكل، أو علاج نفسي يساعد أيضا في إزالة القلق، وتخفيف أو تقليل أو ترتيب وتنظيم تناول الطعام الذي يحدث أضررا لك ويزيد وزنك.

لا بد من مراجعة طبيب نفسي – يا أختي الكريمة – لإعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات