هل ما أعانيه قلق اكتئابي؟

0 167

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اسمي أشرف 19 سنة، طالب بكلية التربية الرياضية.

في يوم جائتني حالة غريبة، سرعة ضربات القلب، وتعرق شديد، ودوخة، وأشعر أن روحي تخرج، كأني سأموت الآن ولا أفعل أي شيء غير نطق الشهادة فقط.

وبعد يومين جائتني أفكار أنني سأموت وأنها آخر أيامي ولن أعيش، فكنت خائف كثيرا، ولا أصف لك خوفي كيف كان شديدا، وأصبت بحالة خوف وقلق واكتئاب، وجلست في البيت لا أفعل شيئا غير البكاء وعدم القدرة على النوم من كثرة الأفكار المتسلطة والخوف.

ذهبت بعدها إلى طبيب نفسي ووصف لي دواء للقلق والخوف (بوسبار 10mg) بمعدل نصف حبة 3 مرات فى اليوم، ولكن بعد أن أخذت الدواء أصابني صداع شديد، فقلت للطبيب فقال اجعل الدواء مرتين في اليوم فقط، ولكن لم تستقر حالتي، وتوقفت عن الدواء بعد أخذه بـ 5 أيام فقط خوفا من الأعراض الجانبية.

حالتي لم تتحسن، فذهبت إلى طبيب آخر قال لي إنه مرض اسمه الهلع وأعطاني دواء للاكتئاب (تريلبتال300mg ) نصف قرص صباحا ونصف قرص مساء، ودواء (زولام 0.25mg ) قبل النوم فقط، وبعد أسبوع كنت لا أشعر بالواقع، وأني متغرب عن نفسي، فوصف لي دواء (سيروكسات12.5mg) قرص يوميا بعد الغداء، مع العلم أنه قد تحسن نومي، وقال لي توقف عن أخذ (زولام)، وبعد أخذ الدواء والاستمرار عليه 15 يوميا توقفت عنه خوفا من الأعراض الجانبية أيضا، مع العلم أنه قد تحسنت حالتي عن قبل.

وأنا الآن من بعد ترك الدواء أشعر بأنني سأموت أيضا، وساءت حالتي أكثر من الأول من خوف واكتئاب وقلق وعدم شعور بنفسي، وعصبية، والخوف من الفراغ العقلي، وأنني في أيامي الأخيرة، وأن أجلي اقترب، وعدم التلذذ باليوم ولا الحياة، وأشعر أن كل ما أفعل يمر من أيامي، وعدم التركيز والنسيان والسرحان الدائم.

طول الوقت وأنا صامت، لا أفرح ولا أحزن، ولا أتأثر بأي شيء حولي، مع أنني كنت أحب الضحك كثيرا واجتماعيا، وكل يوم كنت أخرج مع أصدقائي، لم أعد أفعل أي شيء من هذا، وأشعر أن الوقت يمر علي بشكل غريب لا أقدر أن أصفه، واضطراب في النوم، ولا أشعر بأي شيء أفعله، وكأني أفعل الأشياء بجسمي فقط وعقلي مشغول، وأشعر بأن شخصين يتحدثون داخلي، ولا أقدر على توقف هذه الأفكار، ولا أقدر على الخشوع في الصلاة.

أريد أن أعرف ما الذي أنا فيه؟ لأن حياتي تدمرت، وليس لدي أي طموحات، ولا أنظر للمستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة الهلع هي حالة من حالات اضطراب القلق النفسي، وعادة تكون مصاحبة بأعراض قلق نفسي جسدية أو نفسية، ولكن أهم ما يميزها هي الخوف الشديد، أو الهلع، أو الفزع من أن الشخص سوف يموت، أو سيغمى عليه، أو ستحدث له نوبة قلبية، وبعد انتهاء نوبة الهلع التي قد تستمر من عدة دقائق إلى عدة ساعات يرجع الشخص طبيعيا، ولكن تكون هناك بعض أعراض القلق والاكتئاب مستمرة ما بين النوبات، وتحدث أحيانا فوبيا أو رهاب بين النوبات، فوبيا من حدوث الحالة نفسها، وفوبيا الموت، إذا كان الخوف من الموت هو مصاحب للحالة، وهذا ما حدث معك - يا أخي الكريم - .

علاج نوبات الهلع علاج دوائي وعلاج نفسي، العلاج الدوائي يتمثل في عدة أدوية تستعمل لنوبات الهلع، ومعظمها ينتمي لمجموعة تسمى بـ (SSRIS) التي ينتمي إليها الـ (زيروكسات).

الـ (بسبار) هو مضاد للقلق، وميزته أنه لا يسبب الإدمان مثل مشتقات الـ (البنزوديازيبينات benzodiazepines)، ولكن هناك تحفظات من بعض الأطباء أنه ليس بذات الفعالية مثل الأدوية الأخرى، وما حصل معك هو صداع نتيجة للأعراض الجانبية لبسبار.

الزيروكسات الذي بدأته من الأدوية الفعالة جدا لنوبات الهلع والخوف، وطبعا قد تحدث انتكاسات، بعد أن يتحسن الشخص عند التوقف من العلاج قد يرجع المرض مرة أخرى، ولذلك نحن ننصح عادة - حتى بعد زوال معظم الأعراض - بأنه يجب أن يستمر العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ويستحسن أن يكون مصاحبا للعلاج السلوكي أو العلاج النفسي، لأن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أفضل من العلاج بأحدهما عن آخر.

إذا عليك الاستمرار في الأدوية، ومحاولة إيجاد معالج نفسي ليقوم بإجراء جلسات نفسية وسلوكية لك، حتى عندما يتم التوقف عن الدواء لا يحدث رجوعا للمرض مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات