هل بعض الأمراض تجعلنا نشعر بالغربة في هذا العالم؟

0 125

السؤال

السلام عليكم..

قبل سنين كنت أحس وكأنني غريب في العالم وبين أسرتي، فذهبت إلى الطبيب، وقال لي: بأنه احتقان في اللوزتين، وأعطاني بعض الأدوية، وشفيت -والحمد لله-.

وقبل ٥ أيام رجعت لي الحالة، وراجعت طبيب العيون؛ لأن عيني كانت ترى الأشياء على شكل أضواء وشبكات ومربعات، وعملت فحصا للبصر، وكان بصري جيدا، فقال لي بأن أراجع طبيبا نفسيا، وبالفعل سألت الطبيب النفسي، ولكنه لم يقل لي سوى الإرشادات والنصائح العادية التي يعرفها الجميع، وقد سألني الطبيب النفسي إن كان لدي بعض المشاكل؟ فقلت: نعم، لأني فعلا أمر ببعض المشاكل، وأني كثير التفكير، وكثير البحث عن الدين وعلومه وفقهه، فهل هذا سبب ما يحدث لدي أم ماذا؟ وما علاجه؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك فعلا دليل على وجود قلق نفسي بسيط، وليس مرضا نفسيا، وإن شاء الله تعالى ليس لديك مشاكل، كل الناس تمر بشيء من الصعوبات، والتفكير وكثرة البحث في الدين وعلومه وفقه هو أمر جيد، لكن أنت في هذه السن يجب أن تستعين بمعلم شرعي أو بإمام مسجدك، التوجيه مطلوب.

وأريدك أن تتجاهل بصورة تامة هذه الأعراض، أعراضك هي أعراض قلق، تأتي في فترة اليفاعة ما قبل البلوغ، وإن شاء الله تعالى ستختفي تماما.

ومن المهم أن تنام نوما ليليا صحيحا، فالنوم العميق الممتاز يقلل تماما عندك هذه الأعراض.

وأريدك أيضا أن تطبق ما نسميه بالتمارين الاسترخائية، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم (2136015)، هذه الاستشارة تبين تمارين الاسترخاء –خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وإطلاقها– يؤدي إلى استرخاء تام في الجسم، مما يقلل من الأعراض التي تشتكي منها.

لا تتوهم أبدا، كن شابا نشطا، كما نصحتك: نم بالليل نوما مبكرا، ومارس الرياضة، ومارس التمارين الاسترخائية، ونظم وقتك، وصل صلاتك في وقتها، وأعتقد أن الأمر سوف ينتهي تماما، أي أنك سوف تكون بخير، هذه أمور عارضة. ولابد أن تركز في الدراسة، ومن الآن تضع تصورا في حياتك: ماذا تريد أن تكون؟ ما هي الوظيفة التي تريدها؟ ويكون شعارك أن تكون من التميزين في علمك وفي دراستك وفي عملك.

أريدك –ابننا الكريم– أن ترفه عن نفسك أيضا بالأشياء الطيبة والجميلة، الرياضة وسيلة ترفيهية ممتازة، الجلوس مع الأخوة والأصحاب من الشباب الصالح فيها تنفيس نفسي كبير لك، الجلوس مع أفراد أسرتك، والسعي دائما في بر والديك، وهذا كله يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض وتجعلها تختفي.

أنت لست مريضا، وإنما هذه مجرد ظاهرة، وهي وقتية إن شاء الله تعالى، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات