أعاني من وساوس مختلفة، فهل يناسبني تناول البروزاك؟

0 89

السؤال

السلام عليكم..

سؤالي موجه للدكتور/ محمد عبدالعليم.

أنا طالب عمري 19 سنة، منذ 4 سنين كان عندي امتحانات مهمة، وقمت بحل أحد الأسئلة بأحد الامتحانات بقلم الرصاص بدلا من القلم الأزرق، حيث إنه كان ممنوعا أن أجيب بغير القلم الأزرق، وأصبت بخوف ورعب شديد أن المصححين قد يلغون فحصي، وقد أرسب بالسنة، نتيجة لهذا امتد الخوف 3 شهور إلى أن ظهرت النتائج، وقد أحرزت العلامة التامة في معظم المواد.

هذه كانت البداية لإصابتي بالوسواس، والمشكلة أن هذا الوسواس أخذ بالتنوع، فأحيانا يدخل من ناحية الدين، وأحيانا من جهة الشك والقلق، وبعد أن ينهكني التعب تزول الأعراض لأسابيع وأشهر، ولكنها لا تلبث أن تعود مجددا.

سؤالي: ما هي جرعة البروزاك المناسبة لحالتي؟ وكم أستمر عليها في حال أن الدواء كان مناسبا لحالتي؟

وقد قرأت كثيرا عن العلاج السلوكي، وبعد النصائح الإضافية يمكن أن تكون مفيدة.

شكرا مقدما، ومع تمنياتي بالشفاء للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ورسالتك واضحة جدا، وبالفعل التجربة التي مررت بها تجربة مخيفة، أن تكتب بقلم الرصاص والمطلوب الكتابة بالقلم الأزرق، واحتمالية أن يلغى امتحانك كانت هي الأقوى، لكن بفضل من الله تعالى تم تصحيح إجاباتك، وقد أحرزت العلامة التامة.

فالتجربة في حد ذاتها تجربة تسبب القلق، وتسبب الهواجس؛ لأن فيها انتظارا، والانتظار لسماع الأسوأ وليس لسماع الخبر الجميل، هذا قطعا يؤدي إلى قلق شديد، والذي يظهر لي أن شخصيتك فيها شيء من القابلية البسيطة للقلق والمخاوف، لذا ظهرت لديك الوساوس كما تفضلت، وهي تتنوع، مرة هنا ومرة هناك، تختلف المحتويات والمكونات الفكرية للوسواس القلقي، لكن النمط واحد.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحالات -إن شاء الله تعالى- غالبا ما تكون عارضة ليست ثابتة، ولتساعد نفسك أهم علاج سلوكي هو: تحقير هذه الأفكار، وعدم الاهتمام بها، وتجاهلها تماما، وألا تترك فراغا مجالا أبدا، الفراغ الذهني والفراغ الزمني يؤديان إلى ظهور حالات القلق والتوتر والوسوسة عند بعض الناس.

بالنسبة للعلاج الدوائي: سوف يفيدك، وإن كان لي تحفظ وحيد، وهو أن عمرك تسعة عشر عاما، لا أقول أن الدواء ممنوع في هذا العمر، لكن يفضل أن تتناوله تحت إشراف طبي، والبروزاك بالرغم من أنه دواء رائع ودواء ممتاز جدا لعلاج الوساوس، لكن نسبة لوجود مكون المخاوف لديك في ذات الوقت أعتقد أن السيرترالين سيكون الأفضل، السيرترالين له عدة مسميات تجارية، منها الـ (لسترال)، ومنها (زولفت) وهو دواء بالفعل رائع جدا في مثل هذه الحالات.

أرجو أن تستشير الطبيب حول مقترحي هذا، والجرعة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا -أي خمسين مليجراما- لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلا -أي مائة مليجرام- لمدة شهرين، ثم تبدأ الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وذلك من خلال أن تجعل جرعته نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للوساوس: (257232 - 54692 - 262267 - 263579).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات