هل ما أعانيه من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟

0 180

السؤال

السلام عليكم.

عمري 32 سنة، بعد النفاس بشهر عانيت من كتمة، بحيث لا أستطيع التنفس إلا بصعوبة، فراجعت المستشفى، فقالوا إنه هواء داخل الجسم، وأعطوني كريما، وبعدها أحسست بألم شديد في البطن مع إسهال، وفحصت فكانت النتيجة وجود أميبا بلس خفيفة، فوصفوا لي فروزال، لمدة خمسة أيام، وبعد انتهاء المدة راجعت الطبيبة، فأخبرتني أني بخير، علما أني ما زلت أشعر بالألم في البطن.

صرت أشعر بألم في المعدة، ورجعت لي الكتمة، فحللت جرثومة المعدة، فكانت النتيجة سلبية، وطلبت مني الطبيبة الانتظار على الحالة لمدة ستة أشهر قادمة، وإذا استمر الألم أقوم بعمل منظار، علما أني أعاني من القولون العصبي، ولكنه يهدأ فترة طويلة، ويرجع بنوبة قوية، وأيضا تعرضت في وقت النفاس إلى مشاكل كثيرة أثرت على نفسيتي، وكان أغلب طعامي من المطاعم.

ما سبب الكتمة التي أشعر بها خاصة قبل النوم؟ وما سبب ألم المعدة؟ فقد أصبحت أعاني من وسواس الأمراض، أتعايش معها أحيانا، وأحيانا أتغلب عليها بالتعوذ من الشيطان، والاستغفار والتقرب إلى الله.

أعاني أحيانا من الدوار، والشعور بالانفصال عن العالم، وكأني غريبة عن نفسي، ولقد تعبت من الأطباء والمستشفيات، وأريد حلا لمشكلتي، البعض فسر حالتي باكتئاب ما بعد الولادة، لكن مضى على الولادة ثلاثة أشهر، وما زلت على حالتي، ولا أعلم ماذا حدث لي؟ دلوني على الحل، ماذا أفعل؟ هل أعمل تحليل البراز للتأكد من الأميبا؟

شكرا لكم، وبارك الله فيكم، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هي أعراض قلق نفسي، وشيء من الضجر والتوتر، ولديك قطعا أعراض القولون العصبي، والفترة التي أنت فيها من الناحية النفسية تعتبر مرحلة نفاس، ولا أعتقد أنه يوجد لديك أعراض اكتئاب حقيقي، إنما هي أعراض قلقية، وما تحسين به من كتمة خاصة قبل النوم، هذا انقباض في عضلات الصدر، والقلق النفسي يؤدي إلى التوتر النفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى التوتر العضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر، لذا يحدث انشداد وانقباض في القفص الصدري مما يجعلك تحسين بالكتمة التي تحدثت عنها، وفي ذات الوقت يحصل انقباض في عضلات القولون وكذلك عضلات الأمعاء، مما يؤدي إلى شيء من الآلام وعدم الارتياح عامة.

لا أعتقد أن الأميبا لا زالت موجودة، فقد تم العلاج، و-إن شاء الله تعالى- انتهت تماما.

أنت لديك خلفية قلقية وسواسية في المقام الأول، وهذا هو الذي ساعد في بروز وظهور هذه الأعراض في هذه المرحلة وهذه الفترة خاصة، لأن فترة النفاس تعتبر فترة هشاشة نفسية عند كثير من النساء.

لا تعتبري نفسك مريضة، فأنت لست مريضة، هذه ظاهرة وسوف تنتهي -إن شاء الله تعالى-، قاومي واجتهدي لتديري وقتك بصورة جيدة، ليصرف انتباهك تماما عن هذه الآلام والقلق والتوتر.

حاولي أن تنامي النوم الليلي، فهو النوم الصحيح، ويؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ وكذلك الجسد، وتجنبي النوم النهاري، ويا حبذا لو تدربت على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تساعد كثيرا في استرخاء عضلات القفص الصدري وكذلك الأمعاء والقولون والبطن مما يخفف عليك كثيرا من هذه الآلام، وموقعنا إسلام ويب أعد استشارة لهذه التمارين تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاطلاع عليها وتطبيق ما بها، فهي وسيلة علاجية ممتازة وجيدة ومضمونة النتائج -إن شاء الله تعالى-.

هنالك دواء جيد ممتاز حتى وإن كنت مرضعا لا بأس به، حيث إنه سليم، الدواء يعرف (زولفت) ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، هو مضاد للقلق والتوتر والمخاوف، وسوف يمنع حدوث أي اكتئاب -إن شاء الله تعالى-.

أنت في حاجة للدواء بجرعة صغيرة، ابدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أيام، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

الترتيب الغذائي الجيد أيضا سوف يفيدك، واجعلي التفكير الإيجابي دائما هو شعارك.

لا أعتقد أنك في حاجة لعمل تحليل البراز مرة أخرى، وإن كان الأمر مزعجا بالنسبة لك فلا مانع من تكراره، فهو فحص بسيط جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات