أخاف من قيادة السيارة في الطرق السريعة وعلى الجسور، فماذا أفعل؟

0 139

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من خوف شديد أثناء قيادة السيارة، وخصوصا في الطرق السريعة، وعند وجود الجسور، وعند المنحنيات، أحس أنني لا أستطيع السيطرة على السيارة، وأنها تنحرف، وأقود ببطء شديد.

ذهبت لطبيب نفسي، وأعطاني دواء اسمه لوسترال / سيرترالين، لكن لم أتحسن، بل ازدادت عندي الحالة.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذا النوع من المخاوف -إن شاء الله- نوع بسيط، وغالبا يكون خوفا مكتسبا، ربما تكون قد تعرضت أو سمعت أو شاهدت أو قرأت عن حادث سيارة معين، وهذا كان سببا في وجود هذه المخاوف الداخلية، ليس من الضروري أبدا أن تتذكر حدثا معينا، في بعض الأحيان أحداث بسيطة جدا لكنها تتضخم وتتجسم في داخل كيان الإنسان، وتؤدي إلى نشأة المخاوف، إذا هذا من الناحية السببية.

من ناحية العلاج: لا تعتمد فقط على الدواء، الدواء يساعدك، وهو يمثل 25 إلى 30% من المساهمة العلاجية الفعالة، المساهمة الرئيسية تكون أولا: يجب أن تحقر الخوف، ويجب أن تمتلك المعرفة عن هذه السيارات، كيف أنها عظيمة، كيف صنعت، كيف تطورت؟ الإنسان إذا تقرب إلى الشيء يقل خوفه منه، فامتلك معلومات عن السيارة.

الأمر الآخر: احرص على دعاء الركوب، دعاء الركوب يجب أن تقوله بتؤدة وتأمل وتدبر، التدبر والتأمل من أعظم القيم الفكرية الإنسانية التي تجعلنا نتخلص من مخاوفنا وتوتراتنا، وتزيد من مفاهيمنا الإيجابية، فاحرص على ذلك.

أمر آخر: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه تمارين مهمة جدا، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها الكثير من الخطوات الهامة حول ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تطلع على ما نشر في هذه الاستشارة، وطبق هذه التمارين بكل حذافيرها.

من ناحية عامة: تواصلك الاجتماعي، تفكيرك الإيجابي، القراءة، الإطلاع، تذكر الإيجابيات العظيمة، لديك أسرة، لديك أصدقاء، هذا كله مهم جدا، وأنصحك أيضا بتوسع شبكتك ونسيجك الاجتماعي، لأن المخاوف الخاصة كما مخاوف ركوب السيارات أيضا مرتبطة أيضا بما يسمى بالخوف الاجتماعي، لذا الحرص على صلاة الجماعة مثلا في المسجد، هذه تؤدي إلى طمأنينة كبيرة وتزيل المخاوف بصفة عامة.

أما بالنسبة للدواء فأصبر على الـ (لسترال) والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين)، ولا بد أن تصل الجرعة إلى مائة مليجرام، مائة مليجرام يوميا – أي حبتين – لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر.

وأريدك أن تدعم اللسترال بعقار بسيط جدا يعرف باسم (إندرال) والذي يسمى علميا (بروبرالانول)، وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تعرف بـ (كوابح البيتا)، هذا يساعد كثيرا، والجرعة المطلوبة في حالتك صغيرة جدا، عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات