أعراض القولون العصبي جعلتني أهمل حياتي وأطرد من عملي!!

0 76

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل سنتين أصبت بألم في البطن، وتبين أنه القولون العصبي، وتعالجت منه، لكنه رجع بأعراض أقوى، حيث أشعر بخوف وضيق في التنفس، وآلام في البطن، وآلام في الحلق والفك، والإحساس بثقل اللسان، وانسداد الأذن، وزيادة اللعاب، وصداع وشرود، وهذه الأعراض تصيبني في أوقات ومواقف مختلفة، مثل: البيت، الانتظار عند مطعم، بداية الخروج من المنزل.

هل هذه أعراض نفسية بسبب نقص فيتامينات ب12 وفيتامين ( د )؟ علما أني لا أعرف إن كان هناك نقص في الفيتامينات، لكنه مجر شك، وأيضا فأن طبيب الباطنية وصف لي سبرالكس 10 مج، لكني خفت من استخدامه.

لا أعرف سبب حالتي، ولا أستطيع الرجوع لحياتي السابقة قبل المرض، وقد أهملت كل شيء في حياتي، حتى عملي، وقد طردت منه بسبب إهمالي، علما أني كنت مبدعا في حياتي.

ما العلاج المناسب لحالتي؟ أخاف من الطب النفسي والأدوية النفسية، وأريد الشفاء التام من مرضي حتى أكمل دراستي، وأعيش حياتي طبيعيا.

أعتذر على الإطالة، وأشكركم على هذا الموقع الجميل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أعراض القولون العصبي - أو الذي يجب أن يسمى بالقولون العصابي، وذلك نسبة لعلاقته بالقلق النفسي – هذه الأعراض مزعجة لصاحبها، والأعراض تتفاوت في شدتها وعمقها من إنسان إلى آخر، وشخصية الإنسان تلعب دورا في الكيفية التي تظهر بها هذه الأعراض، فالإنسان إذا كان لديه قلق مرتبط بالبناء النفسي له يظهر هذا في شكل أعراض نفسوجسدية، والقولون العصابي من أكثر الحالات الشائعة التي يساهم القلق فيها بدور كبير كما ذكرت لك.

إذا بعض الناس لديهم قابلية واستعداد لأن تأتيهم هذه النوبات، لأن القلق أصلا جزء من المكون النفسي لبنائهم النفسية.

الحالة ليست حالة مرضية، ولا أريدك أن تعتبر أن هذا الذي تعاني منه مرض، إنما هي ظاهرة، سببها القلق النفسي، وشدة الأعراض أو خفتها تكون مرتبطة بالحالة النفسية في معظم الأحيان.

بالنسبة لنقص فيتامين (ب12) أو فيتامين (د): لا تسبب مثل هذه الأعراض أبدا، أعراضك مرتبطة بالقلق، وليس أكثر من ذلك، وإن استطعت أن تفحص في المختبر وتفحص مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د) هذا سيكون جيدا، وإذا كان هناك نقص يمكن تعويضه بالفيتامينات البديلة دون أي إشكالية، لكن قطعا حتى وإن وجد نقص في مستوى فيتامين (ب12) أو فيتامين (د) هذا لا يمكن أن يكون تفسيرا لأعراضك، أعراضك مفسرة، حيث إن القلق جزء من حياتك، و-إن شاء الله تعالى- حين تسافر تكمل دراستك هنا الطاقات القلقية سوف تصبح طاقات إيجابية -إن شاء الله تعالى-، لأن القلق أصلا هو طاقة نافعة إلا إذا زاد عن المعدل المطلوب، طاقة نافعة بمعنى أنه هو الذي يحركنا، هو الذي يرفع من همتنا، هو الذي يحفزنا، وهكذا.

والذي تحتاجه الآن حقيقة هو أن تنظم وقتك، أن تكون شخصا متفائلا، أن توسع من علاقاتك الاجتماعية، أن تحرص على النوم الليلي المبكر، وتتجنب النوم النهاري.

الرياضة لا شك أنها عامل علاجي أساسي في مثل هذه الحالات، فاحرص على برامج رياضية حقيقية، وتكون مدة الرياضة لا تقل عن خمسة وأربعين دقيقة بمعدل خمس مرات على الأقل في الأسبوع.

وأيضا لا تكتم بخاطرك، عبر عن نفسك، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، ربما تنعكس على الإنسان في شكل أعراض نفسوجسدية، مثل النوع الذي حدث لك.

طبيب أمراض الباطنية -جزاه الله خيرا- وصف لك الـ (سبرالكس) والسبرالكس دواء ممتاز جدا، ودواء سليم، ولكن أعتقد أن حالتك أبسط من أن يوصف لها السبرالكس، حالتك بسيطة، وقد تحتاج لدواء بسيط جدا مضاد للقلق، وأنا أرشح حقيقة عقار (سلبرايد) والذي يسمى تجاريا (جنبريد) في المملكة العربية السعودية، وهو منتج سعودي ممتاز، وهو زهيد الثمن، ولا يتطلب وصفة طبية. فيمكنك أن تحصل عليه من الصيدلية وتتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، تناولها صباحا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر ونصف، ثم كبسولة صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

دواء بسيط جدا، وهذه الجرعة جرعة بسيطة وسليمة، أسأل الله أن ينفعك به. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات