ذهب مني الوسواس، فلماذا وزني في نقصان؟

0 209

السؤال

السلام عليكم.

جزاك الله ألف خير يا دكتور/ محمد عبدالعليم.

أسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب، فوالله من بعد الله ثم من بعدك شفيت بنسبة كبيرة -ولله الحمد- من قلق المخاوف الوسواسي دون أي علاج، وهذا كله بفضل الله ثم بفضلك، أسأل الله العلي العظيم أن يرزقك الفردوس الأعلى.

يا دكتور محمد أنا طرحت عليكم الكثير من الاستشارات، وقد نصحتموني وأعلمتموني ما أعاني منه، الله وأعتذر عن إزعاجي لكم بكثرة الاستشارات والأسئلة.

ما أردت قوله يا دكتور هو أنني تحسنت بنسبة كبيرة مما كنت أعاني منه من أعراض نفسوجسدية، ورجعت حياتي كما كانت.

ولكن هناك مشكلة واحدة فقط أقلقتني، وهي الوزن، فرغم شهيتي الجيدة إلا أنني أشعر بالنحافة، مع العلم أن وزني كبير جدا، ولكن كل من يراني يقول بأني نحفت، وهذه المشاكل أتتني عندما أصبت بوسواس الموت، فبدأت بالتطور إلى أن أصبحت أعاني من وسواس المرض.

ما يقلقني هو أنه ذهب مني الوسواس فلماذا وزني في نقصان، وخاصة في الجزء العلوي من الجسم، وقد كنت أعاير وزني لمدة شهر كل 4 أيام تقريبا، لا أرى فيه لا زيادة ولا نقصانا، إنما يكون ثابتا، ومن الأعراض أيضا التي أعاني منها هو الإسهال -أعزكم الله-، والإسهال لا يكون سائلا جدا -أعزكم الله-، إنما يكون بشكل لين.

كما أني أجد أصواتا في البطن كالصفير (صوت الجوع) تأتيني في كل وقت، حتى بعد الأكل، وكثرة الغازات -أعزكم الله-، ولا أعاني من إمساك، وأصبحت أشعر بالشبع السريع رغم وجود الشهية، فما سبب نحافتي؟

قبل أسبوعين أصبت بالأنفلونزا بسبب البرد، فضعفت شهيتي، ونقص وزني، ولكن بعد الشفاء عادت شهيتي، ومع ذلك لم يزدد وزني، فبماذا تنصحني؟ وهل ما أعانيه دليل على إصابتي بالقولون؟ فبسبب ما أعانيه أشعر بأني بدأت أرجع للوساوس والقلق، والخوف من الأمراض والإيدز، فقد فعلت الفاحشة قبل سنة ونصف تقريبا، ولا أدري ماذا أفعل!

أقسم بالله يا دكتور محمد أني عندما أرى اسمك أفرح، ويذهب عني الوسواس، ولكن سرعان ما يعود إلي، فبماذا تنصحني يا دكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdualaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أخي– وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، ومشاركاتك دائما فيها إثراء للشبكة الإسلامية، فبارك الله فيك، وأحسن الله إليك.

أخي: أنت من خلال فكرك الإيجابي ومن خلال ممارساتك السلوكية استطعت أن تتغلب على هذه الوساوس التي تعاني منها، وهذا أمر طيب، وأنا أريدك أن تسير على نفس هذا النهج.

بالنسبة لموضوع الوزن-أخي الكريم-: هنالك أسباب كثيرة قد تكون سببا في وزن الإنسان، والتأرجحات البسيطة في الوزن –أي شيء من الزيادة وشيء من النقصان– هذا أمر طبيعي جدا، وأنا أريدك أن تحرص على الذهاب الدوري لطبيبك، طبيب الأمراض الباطنية مثلا، أو الطبيب المختص في الجهاز الهضمي، التواصل معه مرة واحدة كل ستة أشهر مثلا أمر جيد جدا، ويساعدك في التخلص من الوساوس، لأن الفحص الدوري وجد أنه بالفعل يجعل الإنسان مطمئنا.

والشيء الآخر هو: أن تعيش حياة صحية، الحياة الصحية –أخي الكريم– تتطلب: النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، والغذاء المتوازن، والفعاليات الاجتماعية، والحرص على أمور الدين كلها، وأن تكون للإنسان خطط واضحة يدير من خلالها وقته وفعالياته، وهذه –يا أخي– أمور مهمة جدا لاستمرارية التعافي والتحسن الذي أنعم الله به عليك الآن.

تخوفك –أخي الكريم– حول موضوع الإيدز: هذا لا أساس له، حقره تماما، وإقلاعك عن الفاحشة –أخي الكريم– والتوبة منها يجب أن تكون مكافأة عظيمة لك لتبعث فيك الطمأنينة.

فأريدك أن تذهب الآن للطبيب، وأفضل طبيب الجهاز الهضمي؛ لتطمئن، فمثلا: هذه الأعراض الحادة الآن التي تأتيك في المعدة والأمعاء والقولون قد يكون سببها القولون، لكن في ذات الوقت ربما يكون لديك مثلا حساسية من الحليب وهذا يحدث لبعض الناس.

أنا أعطيك مثالا فقط، وليس من الضروري أن يكون هو السبب، فأرجو أن تأخذ بما ذكرته لك، ولا أراك في هذا الوقت في حاجة لعلاجات دوائية.

الطبيب سوف يجري فحصا عاما لك، وسيتأكد من وظائف الغدة الدرقية، ومستوى الفيتامينات في الدم، ووظائف الكلى والكبد وغير ذلك، وإن وجد أن كل ذلك طبيعي –وإن شاء الله تعالى هو طبيعي– فموضوع الوزن يعني أنه نوع من التأرجح العادي جدا.

أنت حساس كثيرا في موضوع الوزن، مثلا حين أتتك الأنفلونزا ضعفت شهيتك للطعام، وبدأ وزنك ينزل، هذا أمر بسيط قد لا يؤثر على بعض الناس، لكن أنت ربما يكون لديك شيء من القابلية للتأرجح في وزنك، فيجب ألا تكون حساسا في كل شيء في الحياة.

التقلبات موجودة -أيها الفاضل الكريم- في كل الحياة، وأعتقد أن بناء فكر جديد يقوم على رفض الفكر الحساس، وأن كون أكثر عمقا مع نفسك من حيث التفكير، وأن ترفض وأن تلفظ وألا تقبل أبدا ما هو سلبي، وتبني مشاعرك دائما على ما هو إيجابي، هذه هي الطريقة التي تجعلك تستمر ويذهب عنك الوسواس إلى الأبد إن شاء الله تعالى.

الوسواس يتصيد الناس من خلال هفوات الضعف في تفكيرهم والتساهل مع الوسواس، بعض الناس يريدون أن يتعايشوا مع الوسواس دون أن يقصدوا، وذلك من خلال الاسترسال مع الوسواس وتفسيره وتحليله وتشريحه وإخضاعه لشيء من المنطق، والوسواس لا منطق فيه أبدا، يغلق أمامه تماما، وتسير مسيرتك في الحياة بأمل ورجاء وإصرار على التحسن.

التحسن يصنع -أيها الفاضل الكريم- هذا أمر لا شك فيه، تسأل الله تعالى أن يجعلك دائما في صحة جيدة، وتسعى بعد ذلك، وتطبق الوسائل التي تجعلك تعيش حياة طيبة وسعيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات