أمي تعاني من الزهايمر وتتكلم كلمات غير مفهومة أثناء النوم!

0 146

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أمي تبلغ من العمر 77 عاما، وتعاني من مرض الزهايمر، مؤخرا أصبحت تتكلم بدون توقف حتى خلال نومها، ولكن بكلمات غير مفهومة، ونادرا ما تتكلم جملة مفهومة، وتكون في حالة إجابتها على سؤال مثلا إذا سألتها: كيف أنت يا أمي ترد: الحمد لله، بصورة واضحة ومفهومة، علما أنها تأخذ دواء (ايبكسا ebixa) 10 مليجرام و(زيبركسا Zyprixa) 5 مليجرام، حيث إنها كانت تعاني من اكتئاب شديد، وأيضا دواء (انسباجو Inspago) و(بليتال Pletaal)، علاوة على دواء الضغط (زيستريل Zestril) 10 مليجرام، ودواء القلب (نتروماك Nitromak) و(ايزوبتن Isoptin).

هل هناك أي تفاعلات تسبب هذه الحالة لها أو يجب الاستغناء عن بعض الأدوية؟

الرجاء ترشيح دكتور متخصص في الزهايمر، حيث إن كل المتوفر دكاترة تخصص أعصاب، ولا أشعر بثقة في الدكتور المعالج لها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، التي أسأل الله لها العافية.

لا شك أن الله تعالى قد فتح لك بابا من أبواب البر العظيمة لتبري والدتك، -وإن شاء الله تعالى- هذا يكون مفتاحك إلى الجنة، فالجنة تحت أقدام الأمهات، وهذا من حق حسن الصحبة، فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بصحبتي؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أبوك).

هذه النقطة الأولى يجب أن أحتم عليها، فعليك بالصبر، وعليك بالعمل على راحتها.

لا شك أن متلازمة الزهايمر وما تؤدي إليه من عته وخرف مزعجة للناس، خاصة للأهل، لكن بشيء من الصبر واحتساب الأجر يتحول الكدر والتعب إلى فرحة وانشراح وراحة وطاقات متجددة.

العلاج الذي وصف لها أراه علاجا جيدا وعلاجا سليما، ومن أهم الأشياء المتابعة مع الطبيب، ومصر -الحمد لله- بها أطباء متميزون، ومراجعتها لطبيب نفسي أفضل، وهنالك أساتذة كثر في الجامعات في كليات الطب، فاسألي عن أقرب طبيب لمنطقتكم، ثم اذهبي إليه، لا تذهبي إلى طبيب أعصاب، إنما اذهبي إلى طبيب نفسي مختص.

وهنالك توجيهات عامة لا بد أن أنصحك بها:

أولا: متلازمة الزهايمر حين تصل إلى مرحلة معينة بالفعل يحدث ما حدث لوالدتك، أما كونها ترد على السلام وحين تسأل عن أحوالها تقول (الحمد لله) فهذا أمر طيب، هذه تعرف بالذاكرة التلقائية، الذاكرة الأوتوماتيكية، ولا تعني حقيقة أنها لا تعاني من علة الزهايمر، الزهايمر مرض شامل، يصيب الذاكرة والفكر والتذكر والسلوك والشخصية والوجدان، كل هذا يصيبه هذا المرض.

من الأشياء المهمة جدا: مراعاة الوالدة؛ لأنها قطعا لا تدرك المكان، ولا تتركوا أبواب البيت مفتوحة، خاصة الأبواب الخارجية، ويجب مراعاتها حين دخولها الحمام، وإن كانت لا تتحكم في مخارجها فحاولوا أن تأخذونها إلى الحمام كل أربع ساعات مثلا، ويجب الحرص ألا تنزلق في الحمام، هذا يحدث، ومرضى الزهايمر لديهم استعداد وقابلية كبيرة جدا لكسر عظمة الحوض، هذا لا نريد أن يحدث لها أبدا -حفظها الله-؛ لذا وددت أن أنبه على مراعاتها في هذا السياق.

اضطرابات النوم معروفة في علة الزهايمر، لذا أقول لك: حاولي أن تنسقي مع بقية إخوانك أو أخواتك أو من حولك في المنزل بأن يكون لكم مثل نظام الورديات أو المناوبات؛ لأن راحتكم أيضا مهمة جدا، فهناك دراسة أشارت إلى أن الأهل الذين يعتنون بمريض الزهايمر ربما يصابون بالاكتئاب، إذا كان الواحد منهم يقدم فوق طاقته، لذا نحن ننصح دائما بأن يكون هنالك نوع من الترتيب الذي يأخذ من خلاله – الذي يعتني بمريض الزهايمر– القسط الكافي والمطلوب من الراحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات