كيفية التعامل مع أخت الزوج المؤذية.

0 1096

السؤال

سيدي الفاضل، أنا سيدة متزوجة من 7 سنوات، وحاصلة على بكالوريس في التربية، ومشكلتي تكمن في أخت زوجي الصغرى، والتي تكبرني ب7 سنوات، وهي نقيضة لي في كل شيء، فهي غير متعلمة، وعديمة الثقافة، وشخصية ضعيفة جدا، إلا أنها دائمة الاستفزاز لي والتقليل من شأني، وتحاول دائما أن تشعرني أن زوجي يحبها أكثر مني، وأن الجميع يغيرون منها.

وهي ـ يا سيدي ـ كثيرة الإيذاء لي، ولكل من يتعامل معها، وأنا ـ والحمد لله ـ محبوبة جدا من أسرة زوجي، والكل يصفني بالعقل السديد والحكمة والحفاظ على زوجي، وحسن تنشئة أولادي، ويهاجمونها على سوء معاملتها لكل من يحيط بها، وخاصة زوجات إخوانها، وعلى كذبها وافتراءاتها المستمرة لخلق المشاكل لزوجات إخوانها، إلا أنهم في النهاية يسامحونها لأنها الصغرى، وكأن شيئا لم يكن.

وقد حدثت الكثير من المشاكل بيني وبين زوجي بسببها، ويمنعني زوجي من الرد عليها أو أن آخذ حقي منها، ويتولى هو ذلك، وينهرها بشدة ويقاطعها شهورا، ولكن هذا يحدث سرا بينه وبينها، وليس أمامي، وبعد ذلك يطلب مني أن أحسن معاملتها، وأن أبدأ معها من جديد، وتعود هي إلى سابق عهدها، منكرة كل ما فعله زوجي، وأنا الآن لا أتعامل معها مطلقا، إلا أنه ـ يا سيدي ـ مشكلتي الحقيقية هي الحالة التي تنتابني عندما أراها أو أسمع صوتها، فأصاب بصداع شديد وسرعة في ضربات قلبي، وأرتبك جدا مما يجعل أعصابي مشدودة جدا!

وأنا ـ يا سيدي ـ دائمة التفكير بها حتى أني أشعر أنها مرض خبيث وأصابني! حتى أن زوجي يقول لي: أنت كالأسد الذي يخشى فأرا، وعند إثارة أي موضوع يتعلق بها بيني وبين زوجي أنخرط في نقدها ومهاجمتها مما يجعله يغضب مني، ويهاجمني بقسوة. أرجو إفادتي بحل لمشكلتي وبطريقة التعامل معها حتى أتخلص من هذا الشد العصبي المستمر.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك السوء، وأن يربط على قلبك، وأن يزيدك قبولا وتوفيقا من زوجك وأهله والمحيطين بك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يتضح منها أنك فعلا أصبت بعقدة نفسية تجاه هذه الأخت، وأصبح عندك ما يسمى بالرابط، بمعنى أن عقلك الباطن أصبح يربط ويصور تلقائيا بين ذكرها، أو سماع صوتها وبين حالتك النفسية، وتوترك العصبي وانفعالاتك الزائدة، والتي تؤدي إلى إفراز بعض المواد التي تؤثر بدورها على جهازك العصبي، مما يجعلك تطلقين هذه الحملة الشديدة عليها بمبرر وبدون مبرر، وللخروج من هذه الحالة أعتقد أنك في حاجة لمراجعة طبيب نفسي ماهر ليعالجك بخط الزمن أو تغيير الصورة، أو غيرها من وسائل الإلغاء المعروفة عند الأخصائيين النفسانيين.

واعلمي أنك لست مريضة، وإنما المطلوب المساعدة فقط، وهذا لا يمكنك القيام به وحدك إلا بمساعدة وعون من الله ثم من الناس؛ لأن مثل هذه الحالات قد يصعب على الشخص أن يعالجها بنفسه، نعم أنا أعلم أن مجرد ذكر الأخصائي النفساني في مصر يعني الجنون وغير ذلك من التهم، ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نتفطن لها أنه ليس كل من يراجع الأطباء يكون مجنونا أو معتوها أو مريضا، وطلب المساعدة والأخذ بالأسباب مطلوب شرعا؛ حتى يحافظ الشخص على توازنه واستقراره، لذا أنصحك بذلك؛ لأنه من الأخذ بالأسباب المشروعة.

وكم أتمنى أن تستغلي إمكاناتك الطبيعية، ومكانتك لدى زوجك وأهله في التخفيف من حدة هذه الكراهية، وأن تحمدي الله على هذه المكانة وتلك الصفات الطيبة، وأن تعلمي أن الله فضلك عليها وأعطاك عطايا حرمت منها هذه المسكينة، وهذه النعم لها ضريبة لابد من أدائها، وهو يعرف بشكر النعمة، والذي يقتضي منك أن تحمدي الله أن عافاك من هذه التصرفات الشاذة.

وعليك أن تجتهدي في الصبر على أذاها، والتماسك أمام هجماتها؛ حتى لا تشعر بضعفك؛ لأن هذه الانفعالات الشديدة التي تصدر منك تدل فعلا على أنك ضعيفة، وأن هذه الحملة تؤثر فيك، وخير جواب ورد عليها هو إهمالها وإغفالها، وعدم شغل نفسك بها، ونسيانها أو تناسيها، واعتبارها كأنها غير موجودة، وعدم إعارتها أي اهتمام مهما كان الكلام أو الفعل الذي يصدر منها، وهذه وسيلة فعالة لو أحسنت استخدامها.

وفوق ذلك أتمنى أن تراعي شعور زوجك، وأن تعلمي أن له عليك حقا، وأن من حقه كف الأذى قدر الاستطاعة عن أخته، ما دام هو يجتهد في ردها وردعها.

وعندي اقتراح قد يكون مستغربا بالنسبة لك، ولكنه أكيد المفعول:

لماذا لا تحاولي التقرب منها والإحسان إليها، وإهداءها بعض الهدايا، ودعوتها لزيارتك، والاجتهاد في إكرامها؟ لعل وعسى أن يؤثر ذلك فيها، وفوق ذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلحها، وأن يغفر لها، وأن يتوب عليها، وأن يحسن أخلاقها، وأن يصلح ما بينك وبينها، واعلمي أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فعليك بالدعاء والصبر والإهداء.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والاستقرار والسعادة.



مواد ذات صلة

الاستشارات