أعاني من الصراخ بصوت عال عند الغضب، ما نصيحتكم؟

0 148

السؤال

السلام عليكم.

أريد منكم العون بعد الله، في حل مشكلتي، ألا وهي أني حين أغضب بشدة أقوم بالصراخ بصوت عال جدا، ممكن يصل للجيران، وبعدها أشعر بالندم الشديد، ويأخذني وقت طويل لأهدأ داخليا.

علما أن هذا لا يحدث كثيرا، وفي معظم الأحيان يكون السبب المباشر الاستفزاز من قبل الآخرين، خاصة زوجي.

بدأت أشعر أن هذه الحالة تؤثر على ولدي، حيث حاول مرة أن يقلدني، ومرة بدأ يقول إن ماما تصرخ.

بشكل عام هو يحظى بهدوء واهتمام واستقرار، ولكن هذا يحدث، وهذه الحالة بدأت معي بالأساس بعد الزواج، وازدادت مؤخرا.

أحيانا أشعر أن الدافع الأساسي هو أني أشعر بعدم تقدير من زوجي، وأحيانا أشعر بسبب الإرهاق، وأحيانا أشعر بأن السبب هو يأسي من تغير بعض تصرفات زوجي فأصرخ!

أريد وبشدة أن أضبط نفسي أكثر، وأن لا أرفع صوتي، وأن لا أظهر غضبي أمام طفلي، لكني على أرض الواقع أعجز عن ضبط نفسي، فبماذا تنصحوني؟

جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ومعذرة على التأخر بالجواب.

من الطبيعي أن تمري في حياتك بمواقف عديدة مغضبة، سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي، ولا تصلح مع مثل هذه المواقف نوبات الغضب والعجلة وإنفاذ الغضب، بل تحتاجين إلى روية وحكمة وضبط للنفس؛ ولهذا كتبت لنا، من أجل أن تتمكني من التعامل مع هذه المواقف بما يناسبها، وتتجنبي التخاصم والعداوات والوقوع في المشاكل.

أسلوب ضبط النفس هذا يحتاج إلى مهارة وحكمة لا يتقنهما الكثير من الناس، من أجل منع النفس من اتخاذ مواقف خاطئة تجاه أمر مفاجئ يستدعي غضبك، وحملها هذه النفس على التصرف بحكمة.

من المؤكد أن ثمار ضبط النفس عند الغضب اتصافك بالإحسان والعفو، والحصول بسبب ذلك على محبة الله تعالى لك، وكذلك كسب قلوب الآخرين، ودوام الألفة والمودة بينكم، مما يؤدي لزوال البغضاء والتشاحن بينك وبين الناس، وسيساعدك هذا على تجنب الندم على الموقف الذي يمكن أن تتخذيه، أو الكلمة التي ستصدر منك عند غضبك.

من مهارات ووسائل ضبط النفس عند الغضب زيادة الإيمان بالله تعالى والسعي للقرب منه، فهذان من أهم الأسباب، وهناك محاولة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب، حتى تهدأ النفس ويزول الغضب.

لا شك أن المعرفة بأن الحلم والتسامح مع الآخرين وعدم الغضب، هي من الأمور التي ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن مقابلة السيئة بالحسنة تجلب رضا الله تعالى وثوابه، فمعرفة هذا تريح النفس التي تعرف أنها لا تتعامل مع مجرد إنسان، بل إن كظم غيظها يكون من أجل الله تعالى، ولن يضيع الثواب عند الله تعالى.

يفيدك التدرب على سعة الصدر ورحابته، واستقبال الموقف على أنه ليس أمرا عظيما، فلا شيء في هذه الدنيا يستحق الغضب، فكل خطأ يمكن إصلاحه.

يفيد اليقين بأن الغضب والرد على الشخص المخطئ سيؤديان في كثير من الأحيان للمزيد من الجدل الذي لا طائل منه.

إن المحافظة على المواقف القديمة التي فيها شيء من الإيجابية والمودة بينك وبين الناس، والعلم بأن كل إنسان يمكن أن يخطئ، ولو وضعت نفسك مكان الشخص الآخر الذي أغضبك لتمنيت أن يعفى عنك.

إن معاملة المخطئ بالرحمة والرأفة واللين، والتأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذه الصفات التي هي من أخلاقه، فالرد على التصرف الطائش بالحسنى يجذب هذا الشخص إليك، وربما يدفعه هذا للاعتراف بخطئه وتغيير أسلوبه معك.

حاولي عدم النزول إلى مستوى الشخص المسيء، واعلمي بأن الترفع عن إنفاذ الغضب فيه يرفع قدرك أنك كظمت غيظك، مما يجعلك في مستوى أعلى من مستوى المسيء.

حاولي التذكر بأن الصبر على المخطئ هو نوع من الثقة بالنفس التي لا يهزها أي موقف عابر هنا أو هناك، وأن ضبط النفس ليس انتصارا على غضبها فقط، بل هو انتصار على المخطئ معك.

تذكري بأن عدم ضبط النفس ومعاقبة الشخص المسيء حال الغضب منه ربما يورثان الندامة فيما بعد.

أرجو أن يكون في هذا ما يعينك على ضبط النفس، وربما هذا ما قصده الرسول الكريم عندما قال لذلك الرجل الذي سأل النصيحة "لا تغضب".

وللفائدة راجعي علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701).

وفقك الله وأراح بالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات