أعاني من شعوري بالتعب والعجز والخمول، فهل له علاقة بالتعب النفسي؟

0 159

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، لدي عجز وضعف خمول، ذهبت للطبيب، وعملت عدة فحوصات للدم وجميع الفيتامينات والغدد، وتخطيطا للقلب، وعملت تحليلا لكل ما يخص هذا التعب، وكل النتائج سليمة جدا ولله الحمد.

صرف لي الطبيب مقويات عامة وفيتامينات منشطة ولم أستفد شيئا، وقال الدكتور أن بك قلقا وتوترا وإجهادا، وحصل لي ارتداد معدي مريئي، وقال الدكتور بأن السبب هو التوتر.

حينما أريد الوقوف أعجز فآخذ وقتا طويلا حتى أقف، وإذا وقفت يأتيني شعور متعب جدا وكأن أحدا يضغط على صدري، وهذا التعب يخرج من أعلى البطن إلى الصدر إلى الرقبة كأن أحدا يضغط على البطن والصدر والرقبة، ولا أعرف كيف أصف هذا الشعور، ولكنه يأتيني إذا وقفت وإذا رفعت صوتي وإذا تكلمت وأنا أصعد الدرج، فأضطر لأن أكون في وضعية الركوع حتى يذهب.

أخبرت طبيب الباطنية بهذا، فعمل لي تلفزيونا للبطن، فقال لي أن هذا الشعور الذي لا يجعلك ترفع صوتك وتتعب منه هو: (أن القولون متهيج لديك، فيضغط على الحجاب الحاجز فيحصل هذا لديك هذا التعب).

علما أنني دائما متوتر لدرجة التعرق بشكل مستمر، ودائما في حالة قلق، وتأتيني كوابيس مخيفة جدا لدرجة أنني أصحو من النوم خائفا ولدي رغبة في البكاء، وضيقا بالصدر، أحيانا أصرخ لا إراديا، ومن ثم أستمع للقرآن الكريم حتى يخف هذا الفزع وتهدأ أعصابي.

أخي إمام مسجد، قرأ علي القرآن وأنا متوترا جدا وأنتفض، ثم قال لي أنت تتوهم، وهذه أحلام شيطانية لا تقلق.

الشاهد أنني في حالة قلق دائم، وأحيانا بالمسجد أحس أنني سأسقط أو يغمى علي، فأكون في حالة قلق حتى ينتهي الإمام فأسلم وأذهب مسرعا من المسجد قبل أن يحدث لي شيء، وأيضا لدي بعض الشيب في رأسي وأنا لازلت شابا، ولدي تيبس بكل المفاصل.

عندي رهاب اجتماعي وخوف وعندما أتحدث مع أحد دائما أتلعثم لدرجة أني أحرج من هذا التلعثم أثناء الكلام فلا أستطيع التحدث بسهولة، وكذلك أنا شخص انطوائي بدرجة كبيرة، وخصوصا في المنزل، منعزل عن أسرتي بغرفتي لا أخرج منها، وأسرتي يشفقون علي من هذه العزلة الدائمة، لدرجة أني لا آكل الطعام معهم أثناء وقت مائدتي العشاء والغداء، تعبت من كل شيء.

الذي يتعبني حاليا ويقلقني كثيرا هو العجز والخمول والتعب الذي كما وصفته لكم (الضغط على الصدر والرقبة، هذا الشعور الصادر من أعلى البطن متوجه بالتدريج لصدر والرقبة أثناء الوقوف على قدمي أو رفع الصوت أو صعود الدرج أو النزول من السيارة، وكذلك أعجز عن الحركة بشكل عام.

وكذلك ممارسة العادة السرية لسنوات طويلة منذ الصغر، ولكن ولله الحمد تركتها منذ ثلاثة أشهر متتالية، وأنا عازم أن لا أرجع إليها.

السؤال : هل هذا الشعور والتعب والعجز والخمول له علاقة بالتعب النفسي الذي وصفته لكم؟ هل من الممكن أن يجعلني هذا التعب النفسي عاجزا عن الوقوف على قدمي أو صعود الدرج أو التحدث ورفع الصوت؟ وهل تنصحوني بالذهاب لطبيب النفسي؟ وهل تنصحوني بعمل تحاليل معينة؟ وهل هناك أدوية تعالج هذا التعب النفسي والمقرون بالعجز والشيخوخة والتعب العام الذي لم أجد له علاجا مناسبا يقضي عليه؟

علما أن طولي 167 سم، ووزني 56 كيلو.

وشكرا لكم جميعا وغفر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب القولون قد يكون سببه التوتر والقلق النفسي، هذا من ناحية.

ومن ناحية ثانية: أنت تعاني من أعراض قلق وتوتر ظاهرة، مفادها في مشاكل النوم، وكوابيس النوم، وحصول ضيق لك في المسجد، والرهاب الاجتماعي، والانعزال والانطواء عن الأسرة، كل هذا –أخي الكريم– هي أعراض نفسية واضحة، حتى وإن كانت هناك بعض الأعراض البدنية أو الجسدية مثل ارتداد المريء أو التهاب القولون.

لذلك أنصحك بشدة –أخي الكريم– الذهاب إلى طبيب نفسي، لأن الطبيب النفسي يشخص بوجود أعراض نفسية واضحة، من خلال المقابلة المباشرة وفحص الحالة العقلية، وسوف يصل الطبيب بإذن الله إلى التشخيص الصحيح لحالتك، إذا كانت المشكلة نفسية مائة بالمائة، وهذا ما أعتقده وأظنه، وسوف يقوم الطبيب بوصف العلاج لك، والعلاج إما أن يكون دوائيا أو علاجا نفسيا معرفيا، أو الاثنين معا.

الآن –أخي الكريم– هناك أدوية نفسية آمنة وفعالة ولا تسبب الإدمان، فلا تتردد في الذهاب إلى طبيب نفسي لمساعدتك والتخلص من هذه المشاكل التي تؤرقك، والتي عطلت عليك حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات