الشعور بالكتمة والاختناق والضيق سبب لي القلق والخوف، أريد حلا.

0 120

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم وأطال الله أعماركم في خير ودين وعافية.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، متزوج، أشعر بكتمة واختناق وضيق في الصدر، وراجعت العديد من الأطباء بلا جدوى، ولكن إذا كنت منشغلا أو بذلت جهدا لا أشعر بالأعراض، وإذا كنت جالسا أشعر بها.

أشعر بقلق وخوف من الكتمة وضيق النفس، وعندما أذهب للطوارئ أجد الأكسجين طبيعيا، ولكن لا أقتنع بذلك، أحس بدوخة وفقد التركيز إذا شعرت بالأعراض، وفوق ذلك أشعر بالأرق جدا وتفكير دائم مما أثر علي حياتي اليومية.

أرجو الإفادة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك – أخي الكريم – ثقتك في إسلام ويب، وأود أن أطمئنك أن حالتك هذه حالة بسيطة، تعرف بالقلق التوتري، والقلق التوتري هو نوع من القلق النفسي، قد يكون ظاهرا أو قد يكون مقنعا، بمعنى أنه ليس واضحا، إنما يظهر في شكل أعراض جسدية، يعني أنك لا تحس أنك قلق أو أنك متوتر، لكن قد ينعكس الأمر على عضلات الجسد، وهذا هو الذي حدث في حالتك، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر بالقلق النفسي هي عضلات الصدر، لذا يحس الناس بالاختناق وبالضيق وبالكتمة، والبعض يحس بوخز في الصدر، وهذا فسره العلماء أنه ناتج من تخوف الناس من أمراض القلب والذبحات وموت الفجاءة وشيء من هذا القبيل، حتى وإن كان الإنسان ليست لديه هذه المخاوف ظاهريا، لكنها على مستوى العقل الباطني قد تكون موجودة.

الأمر الآخر – أيها الفاضل الكريم -: بعض الناس يميلون إلى الكتمان، ولا يحبذون أن يسببوا حرجا للآخرين، لذا تجدهم لا يقومون بالرد على أمور قد لا تكون غير مقبولة، فإذا من الوسائل العلاجية أن يعبر الإنسان عن نفسه أولا بأول في حدود الذوق والأدب.

أنت لديك اضطراب في النوم، ولديك مخاوف، وهذا دليل على أن القلق موجود، وأنا أقول لك: لا تقلق، حاول أن تنظر لحياتك بصورة إيجابية وصورة صحيحة، وأرجو ألا تتردد على المرافق العلاجية كثيرا، لأن التردد على العيادات والمستشفيات ومراجعة الأطباء كثيرا أيضا يؤدي إلى توهمات مرضية.

أنت الحمد لله تعالى سليم من الناحية الجسدية، وكل الذي تحتاجه هو أن تقوم بإجراء فحوصات عامة مرة واحدة كل ستة أشهر مثلا.

أنا أحبذ – أيها الفاضل الكريم – إذا تمكنت وذهبت إلى طبيب نفسي، حالتك بسيطة جدا، وسوف يوجه لك الطبيب المزيد من الإرشاد ويعطيك العلاج اللازم.

أما إذا كانت هنالك صعوبة في أن تذهب إلى الطبيب فأقول لك أنه توجد أدوية بسيطة، أدوية مضادة للقلق وللتوترات، هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا (سلبرايد)، وفي السعودية يوجد منتج سعوي لهذا الدواء يسمى (جنبريد)، يمكنك أن تتناول هذا الدواء بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة شهر واحد، الدواء سليم بهذه الجرعة، لن يؤدي إلى مشاكل أو صعوبات واضحة.

يضاف للجنبريد دواء آخر يساعد كثيرا في تحسين النوم، الدواء يعرف باسم (ميرتازبين) ويسمى تجاريا (ريمارون)، وأنت تحتاج لنصف حبة فقط – أي 15 مليجراما – تتناولها حوالي الساعة الثامنة والنصف، وسوف يحسن نومك، ويقلل المخاوف والوساوس والقلق، هذا الدواء تستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

ممارسة الرياضة بصورة منتظمة هي أحد الوسائل العلاجية الضرورية جدا في حالتك، وهنالك أيضا ما يعرف بالتمارين الاسترخائية، وهي نوع من التمارين التنفس المتدرج، وكذلك شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، هذه تساعد حقيقة، وهي وسيلة علاجية ممتازة لعلاج الشعور بالاختناق والتوتر والضيق في القفص الصدري، فأرجو أن تطبقها.

إذا تمكنت من مقابلة الطبيب النفسي سوف يدربك عليها، وإن لم تتمكن توجد مواقع كثيرة على الإنترنت توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب أيضا استشارة تحت رقم (2136015) شرحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكنك الرجوع إلى هذه الاستشارة والالتزام بما فيها، لأن ذلك سيكون مفيدا لك جدا -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات