أتردد كثيرا وثقتي ضعيفة بنفسي ونومي صعب..

0 92

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتب الله أجركم، وجزاكم الله خيرا لما تقدمونه من مساعدات.

أطرح اسشارتي هذه بعد معاناة طويلة، -وإن شاء الله- لي ولكم فيها الخير والأجر الكثير من حيث مساعدتكم لي، معاناتي هي أنه لدي قلق أكثر من اللازم، وخوف ورهبة منذ صغري، مثال: أكون طبيعيا ومرتاحا عندما تكون علاقاتي مع الناس رسمية، وطبيعيا جدا، ولكن مع قضاء وقت أكثر يتطور الأمر للمزاح؛ ولأني شخص حساس جدا لا أقبل المزاح، ولا أعرف أن أتعاطاه معهم رغم حاجتي له؛ لأني أخاف أن يصيبني حالة من الإحراج أمامهم، ولذلك لا أرتاح بقضاء أوقات طويلة مع الناس في كل مكان إلا مع شخص أو شخصين أعرفهم وأرتاح لهم.

غير ذلك أتردد كثيرا في قراراتي، وثقتي ضعيفة بنفسي، وغير ذلك نومي صعب جدا، وأعاني منه كثيرا منذ الصغر، أيضا يسبب لي تعكرا في المزاج، وقلة نشاط، راجعت أخصائيا نفسيا قبل خمس سنوات، وصرف لي بروزاك 20 استخدمته لمدة سنة، ثم تركته بحسب توجيه الدكتور، تحسنت حالتي بشكل كبير ولا يصدق، وأحسست بالحياة وبالناس، وقربني للناس كثيرا، وزال كل شيء إلا أنه سبب لي ازديادا في الوزن كثيرا، وبعد تركي له بسنة بدأت ترجع لي المعاناة، استخدمته مرة أخرى، وتركته وهكذا أرجع وأتركه على مدار 5 سنوات، ولكن في الفترات الأخيرة لم أستفد منه.

علما أن والدي -رحمة الله عليه- كان يستخدم البروزاك، ولم أكن أعلم أنه دواء نفسي إلا بعد صرفه لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

أخي: يظهر لي أنك شخصية حساسة بعض الشيء، ولديك نوع من قلق الوساوس ذي الطابع الوسواسي، كما أن ثقتك في ذاتك مهتزة بعض الشيء، فلابد أن تعيد النظر في تقييم نفسك وذاتك، وسوف تجد أنه توجد إيجابيات عظيمة، وليس هنالك ما يدعوك أبدا أن تقلل من شأن ذاتك، ويجب أن تتقبل نفسك، وذلك بعد أن تصحح مسارك الفكري حول إمكاناتك، وبعد ذلك تسعى لتطوير نفسك.

أخي الكريم: سوف تستفيد من التواصل الاجتماعي الإيجابي، والتواصل الاجتماعي يكون مع الصالحين من الناس، الحرص على صلاة الجماعة، وما تجلبه من أجر وثواب عظيم؛ لأن الصلاة ركن عظيم من أركان الإسلام، -إن شاء الله تعالى- على النطاق الاجتماعي أيضا يتم تأهيلك، وترويضك بل اختفاء هذه المخاوف والترددات التي تحدثت عنها، وقطعا المسجد هو مكان عظيم للألفة ولمعرفة الصالحين من الناس.

احرص أيضا على تجنب الفراغ، وأحسن إدارة الوقت؛ لأن ذلك من الفنيات الأساسية التي تجعل الإنسان يحس بقيمته الذاتية، وهذا يزيد في ثقتك بنفسك.

يجب أن تكون رجلا صاحب إنجازات، صاحب ابتكارات، صاحب إضافات جديدة في الحياة، تنفع نفسك وتنفع الآخرين، ويا أخي الكريم: هذا الأمر ليس مستحيلا وليس صعبا أبدا، فطور مهاراتك في نطاق عملك على الأقل، القراءة، الاطلاع، ممارسة رياضة جماعية، هذه كلها - أخي الكريم - علاجات وعلاجات مهمة جدا، ولا أريدك أن تتجاهلها أبدا.

التفكير الإيجابي حول المستقبل، وأن تكون لك برامج وأهداف وطموحات، وتضع الطرق والآليات والوسائل التي توصلك إلى أهدافك بإذن الله تعالى.

هذه هي الأساسيات العلاجية، أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فيمكن - أخي الكريم - في هذه المرة أن تغير إلى عقار آخر غير البروزاك، وأنا أرى أن العقار الذي يعرف علميا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال) سيكون دواء مفيدا لك، وأنت لا تحتاج له لمدة طويلة، ولا بجرعة كبيرة، الجرعة التي أقترحها هي خمسة وعشرين مليجراما - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما - تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أهم علاج هو العلاج الإسلامي والاجتماعي والسلوكي، وقطعا العلاج الدوائي سوف يكون مكملا ويعطينا -إن شاء الله تعالى -صورة إيجابية جدا تظهر في شكل تحسن كبير في أفكارك وتواصلك الاجتماعي، وكذلك ثقتك بنفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات