هل أتوقف عن السبرالكس بعدما أخذت نصف حبة منه؟

0 85

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 27 سنة، بدأت المشكلة عندي وأنا في 21 سنة من عمري حيث أصبت بقلق من فكرة الموت بعد حلم رأيته في المنام، وأخذت أفكر فيه ولا ينصرف عني أبدا، ومن يومها والمعاناة لم تنقطع عني من قلق لوسواس لاكتئاب، والآن الزواج خلال 3 شهور، وذهبت لدكتور نفسي أشكو له ضعف الانتصاب، رغم أن كل التحاليل والأشعة العضوية سليمة مليون بالمئة.

قال لي الدكتور القلق والرغبة الجنسية لا يجتمعان في نفس إنسان، وكتب لي علاج السيبرالكس 10 أخذت منه الآن نصف حبة فقط، وبالبحث على النت عرفت أنه يؤدي لضعف الانتصاب، وقلة الرغبة التي هي المشكلة التي أنا قلق بسببها أصلا، فإذن العلاج سيزيد المشكلة، وهل أتوقف عن العلاج بعدما أخذت نصف حبة منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ramez حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أصلا قد لا تحتاج حالتك لعلاج دوائي، وإن كنت سأتكلم عن ذلك لاحقا.

الذي أود أن أنبهك إليه هو أهمية تحقير مثل هذه الأفكار، والتشبث والانشغال بهذه الأحلام ليس أمرا جيدا، الحلم السيء الإنسان لا يتحدث عنه، بعد أن تستيقظ وتفزع من مثل هذه الأحلام اتفل ثلاثا على شقك الأيسر، واستعذ بالله تعالى من الشيطان، واسأل الله تعالى الخير، وأن يصرف عنك شر ما رأيت إن كان فيه شيء لا تراه طيبا، ولا تحكيه ولا تخبر به أحدا.

تعامل مع هذه الأمور بمثل هذا الأمر الشرعي، وبما ورد في السنة المطهرة، وحتى الخوف من الموت يجب أن يكون خوفا شرعيا؛ لأنه لا مفر منه؛ ولأن كل نفس ذائقة الموت، والموت باب وكل الناس داخله، والموت كأس وكل الناس شاربه، فلكل أجل كتاب، وكل نفس ذائقة الموت،
{كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {كل شيء هالك إلا وجه}، فالموت إذا يجب أن نخاف منه خوفا شرعيا لا خوفا مرضيا.

أخي الكريم: أسأل الله تعالى أن يطيل في عمرك في عمل الخير والصلاح، واسع بالفعل لعمل الخير، واحرص على الصلاة في وقتها، والأذكار، أذكار عظيمة، خاصة أذكار الصباح والمساء، تبعث الطمأنينة في النفس وتزيل المخاوف، والقرآن تلاوته يجب أن يكون ديدنك، {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن، علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسر منه}، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وأنت الحمد لله تعالى شاب، وقوي، وحباك الله بميزات ومهارات كثيرة يجب أن تستفيد منها، اشغل نفسك فيما هو مفيد، طور ذاتك، تواصل اجتماعيا، وحقر هذا الفكر السلبي.

لا توسوس – أخي الكريم – الفكر الوسواسي فكر سلبي، والإنسان الإيجابي يجب ألا يقبل السلبية في حياته، فاسع لأن تكون إيجابيا دائما في فكرك ومشاعرك وأفعالك.

ممارسة الرياضة وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية كتمارين قبض العضلات وشدها وإطلاقها، وكذلك تمارين التنفس التدرجي مفيدة جدا في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تركز عليها.

بالنسبة للعلاج الدوائي – أيها الفاضل الكريم -: السبرالكس بالفعل علاج فعال ومفيد جدا لإزالة المخاوف والوسوسة والقلق، وهو يحسن المزاج، وبالنسبة لآثاره الجنسية سلبية كانت أو إيجابية أرجو أن أوضح لك الآتي:

أولا: بجرعات صغيرة السبرالكس ليس له أثر سلبي.
ثانيا: بجرعات متوسطة إلى كبيرة مثل أن تكون الجرعة عشرة مليجرام إلى عشرين مليجراما في اليوم ربما يحصل تأخر في القذف المنوي عند الجماع، وربما تقل الرغبة الجنسية قليلا، لكن الدواء ليس له تأثير سلبي على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل، في ذات الوقت هنالك من تحسن أدائهم الجنسي بعد أن تناولوا السبرالكس، وهؤلاء على وجه الخصوص الأشخاص الذين كانوا يعانون من قلق شديد.

فيا أخي الكريم: أنا من وجهة نظري أن تستمر عليه بجرعة خمسة مليجرام يوميا، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، جربه لمدة شهر أو شهرين، وإن لم يفدك فارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، وإذا حدثت لك إشكالات جنسية فتوقف منه، لا يوجد أي مشكلة في هذا الأمر، ويمكن استبداله بدواء آخر مضاد للقلق، وليس له أثر سلبي على الجنس، من هذه الأدوية عقار (ويلبيوترين) والذي يعرف علميا (ببرابيون)، وعقار (فافرين) أيضا مفيد، ولا يؤدي إلى صعوبات جنسية كثيرة.

فالأمر -إن شاء الله تعالى- فيه سعة، وتوجد حلول كثيرة جدا، وأصلا ربما لا تحتاج أبدا للعلاج الدوائي.

كن إيجابيا نحو الزواج، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وأن تلتقي مع زوجتك على خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات