هل يعالج السيبرالكس التوتر والقلق نهائيا؟

0 86

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عندي عدة أسئلة أتمنى الجواب عليها، أنا عمري 33 ولم أتزوج، ورفضت خطابا كثر لأنني لا أستطيع أن أصب الشاهي والقهوة، ينتابني خوف ورعشة، وعندي خوف اجتماعي بسيط لا أستطيع التحدث أمام مجموعة، وأتمنى أن أصبح معلمة ولكن لا أستطيع بسبب هذه المشكلة.

السؤال: كيف أستطيع أن أعالج نفسي بنفسي؟ علما بأنني من المستحيل أن أذهب لأعالج نفسي عند طبيب، فما الحل؟

قرأت عن السيبراليكس في هذا الموقع، فهل يعالج حالتي تماما؟ وهل يسبب الإدمان؟ وهل تعود الأعراض عند تركه؟ وهل تسوء الحالة بعد تركه؟ وكم مدة استخدامه؟ حاليا أستخدم عند الحاجة الإندرال، وهو جدا ممتاز، فهل ينفع إذا تزوجت أن أستخدمه عند الحمل؟ وإذا كان لا ينفع فما البديل؟ وكيف أقدر أن أنوم نفسي تنويما إيحائيا؟

أنا إنسانة طموحة وأحب الاجتماعات وأحب الحياة، لكن هذا الخوف مسيطر علي، وحرمني من كل شيء، الاجتماعات والزواج والوظيفة، وحد جدا من طموحاتي، أعرف علاجي في الغالب سلوكي، لكني لا أستطيع الذهاب البتة، فكيف أعالج نفسي سلوكيا؟ ولا تقولوا لي المواجهة، فأنا لا أقدر، المواجهة تزيد من حالتي سوءا، هذا عدا أني لا أحب أن أبين هذا الشيء للآخرين، ولا أحب أن أكون ضعيفة أمامهم، لذلك تجدونني دائما لا أجتمع بالناس ولا أختلط بهم.

أرجو مساعدتي، وجميع من يقرأ كلامي هذا أسأل الله أن يشفيك ويحقق مرادك، وأرجو الدعاء لي في ظهر الغيب بالشفاء والتوفيق، لعل منكم من هو مستجاب الدعوة، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية، وقطعا الرهاب الاجتماعي يمكن أن يعالج، يعالج على المستوى الفكري وعلى المستوى الدوائي.

على المستوى الفكري: قبل أن تبدئي في المواجهة لابد أن تحللي المواقف التي تحسين فيها بالرهبة والخوف، وسوف تصلين إلى قناعة أن هذه المواقف لا تستحق كل هذه الرهبة، ولابد أن تطرحي على نفسك أسئلة: لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ هذا الحوار الفكري مهم جدا.

الأمر الثاني هو: أن تصححي مفاهيمك حول الرهاب. أكثر ما يزعج الذي يعاني من الخوف الاجتماعي الفشل الاجتماعي أمام الآخرين، فهنالك من يعتقد أنه يتلعثم، أو أنه يرتجف، أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، وأنه سوف يسقط أرضا، أو سوف تأتيه دوخة أو شيء من هذا القبيل... هذا الكلام كله ليس صحيحا، هذا أنا أؤكده لك من ناحية علمية.

وبعد ذلك تأتي المواجهة بالتدريج، وأنا أفضل أن تكون المواجهات في الأول على نطاق الواجبات الاجتماعية: أن تشارك الآخرين في تلبية الدعوات، الذهاب إلى الأفراح، إلى بيوت العزاء، زيارة المرضى في المستشفيات من الأرحام، والخروج مع الأسرة إلى المتنزهات... هذا مهم جدا، وهو متوفر في مجتمعنا.

ولابد أن نربط العلاج السلوكي بواقعنا، وهذا هو واقعنا، والآن أمامنا إن شاء الله شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لك أن تذهبي وتصلي مع جماعة النساء في المسجد، وتكونين في الصف الأول، وتحضرين بعض الدروس، ويا حبذا لو دخلت في برنامج لتحفيظ القرآن... هذا كله علاج من واقعنا، وسوف يفيدك كثيرا.

تمارين الاسترخاء أيضا مهمة جدا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تطبقي هذه التمارين، ولو طبقتها بجودة شديدة هي تمثل التنويم الإيحائي الذي تحدثت عنه، من يطبق هذه التمارين بتدبر وتأمل وتركيز يصل إلى مرحلة التنويم الإيحائي، وهي حالة استرخائية وليس أكثر من ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس من الأدوية الجيدة لعلاج الخوف الاجتماعي، ويتميز بسلامته، وأنه لا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثر في الهرمونات النسائية، وهو سليم نسبيا في الحمل.

وقطعا – أيتها الفاضلة الكريمة – لا يمكن أن أقول لك أن السبرالكس سوف يقطع التوتر والقلق نهائيا، هذا ليس صحيحا، لا يوجد دواء يقطع علة نهائيا، الدواء يساعدك ويمهد لك، حتى الذين يستعملون الأدوية لأمراض القلب مثلا إذا لم يتخذ التحوطات فيما يتعلق بغذائه وتقليل كمية الملح وعدم الجهد الشديد لن يعمل الدواء لوحده، فإذا خذي المحاور العلاجية مع بعضها البعض، وقطعا الدواء سوف يساعدك.

جرعة السبرالكس التي تناسبك هي أن تبدئي بخمسة مليجرام، هذه جرعة بسيطة، ونسميها بالجرعة التمهيدية، تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم انتقلي واقفزي بجرعتك العلاجية، وهي عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارجعي إلى جرعة الوقاية، بأن تجعلي جرعة السبرالكس عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، وبذلك تكونين قد توقفت من الدواء تدريجيا.

السبرالكس ليس إدمانيا كما ذكرت لك، ولا يؤثر على الهرمونات أبدا، وهو سليم بكل المقاييس، ولا يتفاعل مع الأدوية الأخرى. عيبه الوحيد أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام، أو ربما يؤدي إلى شراهة نحو الحلويات لدى بعض الأشخاص، وإن حصل لك شيئا من هذا أرجو أن تتخذي التحوطات اللازمة حتى لا يزيد وزنك عما هو مقبول ومعقول.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات