تجاوزت مشاكلي النفسية ولكني ما زلت أعاني من التشنج

0 76

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 28 سنة، عزباء، أعاني من حالة نفسوجسدية وهي تشنج في عضلات الصدر، شعرت بهذه الحالة بعد أن مررت بحالة نفسية سيئة، أما الآن فأنا في حالة نفسية جيدة، ولكنني أعاني من هذا التشنج في الصدر الذي أشعر به خفيفا، وأحيانا قويا، على الرغم من أني في الوقت الحالي ليس لدي مشاكل، حتى مشاكلي القديمة تحررت منها، وأراها الآن سخيفة.

سمعت أن دواء موتيفال مناسب لحالتي، وأخذته كما في النشرة لمدة 3 أشهر وبمعدل حبة واحدة في اليوم ليلا، وعندما استخدمته شعرت بتحسن شديد من أول حبة، واختفت حالة التشنج بشكل نهائي، وعندما قطعته عادت لي حالة التشنج، فأصبت بالإحباط الشديد والحزن؛ لاني لم أشف، وعدت لاستخدام الدواء بعد قطع 14 يوما، ولكني أشعر أنه لم يعد فعالا كما في السابق، وأني رغم استعمالي للموتيفال أشعر بالتشنج أحيانا، وليس كل يوم، وبشكل خفيف، فهل علي زيادة الجرعة أم ماذا؟

أرجو منكم إرشادي لجرعة موتيفال المناسبة لحالتي، وكم أستمر عليها؟ فأنا لا أعلم ما هي مدة العلاج.

أنا لا أستطيع زيارة طبيب نفسي، فأنا أعيش في مدينة صغيرة، لا يوجد بها أطباء نفسيون، وبشهادة جميع إخوتي أنني لا أحتاج لطبيب نفسي، وأني في حالة نفسية جيدة، وليس عندي قلق أو اكتئاب، ومشاكلي السابقة تجاوزتها، ولم تعد تعني لي شيئا.

ما يزعجني حاليا هو هذا التشنج الذي أعاني منه، والذي يسبب لي إزعاجا وخوفا من أن لا أتمكن من علاجه نهائيا، وأن أبقى طيلة حياتي أعاني منه، وأريد منكم تفسيرا مقنعا لحالتي، فأنا لا أجد لها تفسيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض البدنية – من ضمنها تشنجات الصدر كما ذكرت – قد تكون أعراضا بدنية أو جسدية للقلق والتوتر النفسي، وهنا تكون مصحوبة بأعراض قلق أخرى، مثل التوجس والتشاؤم والشعور بعدم الراحة – وهكذا – وأحيانا الأعراض الجسدية – وبالذات إذا كان عرضا واحدا – قد يكون له دلالة رمزية لوجود مشكلة عند الشخص، لا يستطيع التعبير عنها بصورة مباشرة، ولذلك تأتي في شكل أعراض جسدية، وهنا لا تزول هذه الأعراض الجسدية إلا إذا استطاع الشخص مواجهة هذه المشكلة التي يعاني منها، وذلك يتم عن طريق العلاج النفسي.

أما بخصوص الموتيفال: فالموتيفال هو عبارة عن تركيبة من دوائين أو مركبين كيميائيين: المركب الأول مضاد للقلق، والمركب الثاني مضاد للاكتئاب، وهو فعال بالذات في حالات القلق الخفيفة والاكتئاب الخفيف، وجرعته عادة تتراوح ما بين حبة يوميا إلى ثلاث حبات في اليوم، وطبعا مدته تعتمد على تحسن الشخص، ليس له مدة معينة، فإذا زالت الأعراض نهائيا وتحسن الشخص فهنا يحاول الشخص أن يوقفه بالتدرج، ويرى إن كانت الأعراض ستعود أم لا، وميزة الموتيفال أنه ليس دواء إدمانيا، ولكن طبعا بعض الأطباء النفسيين يرون أنه يجب ألا يستعمل الشخص دواء مركبا من مادتين، لأنك لا تعرف على أي مادة تم التحسن، ولكن – كما ذكرت – عادة يستعمل في علاج القلق والتوتر الخفيف، وأثبت فعاليته عند كثير من المرضى.

الشيء الآخر: أعلم أنك لا تستطيعين مقابلة طبيب نفسي، ولكن إذا كان بالإمكان مقابلة معالج نفسي – والمعالج النفسي غير الطبيب النفسي – فإنه يكون أحسن، تحتاجين إلى علاج نفسي مع تناول العلاج الدوائي، وبالذات طالما ذكر إخوانك أنك في تحسن ومشاكلك ليست كثيرة، فهنا العلاج النفسي يكون مفيدا جدا، وقد يساعدك في ترك الموتيفال وترك الأدوية بصورة عامة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات