أعاني القلق المستمر الشديد، فكيف أتعالج منه؟

0 71

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله بكم وجزاكم خيرا.
سؤالي للمستشار الدكتور الفاضل الكريم: محمد عبد العليم

أود أن أطرح مشكلتي لك سيادة المستشار، والتي بدأت منذ شهرين، وكنت كما أظن أنها نوبة قلبية، فأنا أعيش في دولة عربية مع زوجي وأولادي، وسافرت منذ شهرين لرؤية أهلي في الغربة، وحيث الأجواء الكئيبة في الدول الأوربية، دخلت أجواء من الاكتئاب، وأصبحت تأتيني نوبات من الاختناق وخفقان يصل 140 ودوخة شديدة وخدر وتشنجات في الوجه واليدين والقدمين.

اتصلت بالإسعاف، وعندما شخصوا حالتي قالوا لي أنها نوبة قلق وهلع، أصبحت تأتيني النوبة في الأسبوع لا يقل عن مرتين، فأصبحت ملازمة المنزل أخاف الخروج والظهور خوفا من أن تأتيني النوبة.

مررت بهذه الحالة حوالي شهرين، وحينما حان الوقت لكي أعود لبلدي لم أستطع الخروج من المنزل، أصبحت أخاف من السيارة ومن الطريق ومن الأماكن المفتوحة والمغلقة، أخاف من أن أبتعد عن المنزل، وأخاف أن أبقى بمفردي وحدي، يجب أن يكون شخص بالغ معي، وهذه الأمور لا شعوريا تسيطر على عقلي.

ذهبت لطبيب الأسرة، وشخص حالتي برهاب الساحة، مع اكتئاب ونوبات هلع وقلق، ووصف لي دواء اسمه paroxetine 20 mg، فخفت أن آخذ الدواء لما سمعت عنه من آثار انسحابية قوية تشبه الإدمان على الدواء، طلبت دواء مؤقتا ومهدئا للسفر فقط ، فأعطاني دواء اسمه Diazepam 2 mgمع propranolol وفعلا سافرت ووصلت بلدي بدون أية مشاكل على هذا الدواء، وعندما وصلت انتهى مفعول الدواء.

أخذت من الصيدلية دواء اسمه ‏Deanxit يساعدني هذا الدواء على التخلص من الضغط النفسي والدوخة و الأعراض الجسدية، لكن لا يساعدني في الخفقان والاختناق والأعراض النفسية، كما هي عند الخروج أو عندما أبقى وحدي، يصبح لدي خفقان ودوخة، ونسبة خوف عالية جدا بدون أي مبرر أو إدراك، ماذا تنصحوني أن أعمل؟

علما أني اشتريت من الصيدلية دواء اسمه sertraline 50mg وبدأت أستعمله منذ أسبوع نصف حبة 25 غراما.

استعملت البرزواك، وأدى إلى أعراض قلق وخوف شديد وتقلب في المزاج، فتوقفت عنه فورا، طبعا الآن أستعمل سيرترالين نسبة 25 غراما، و للآن لا توجد أي أعراض، هل سيرترالين هو الزولوفت نفسه حسب ما أظن؟ هل وحده كافي بالنسبة لحالتي؟ وكم هي الجرعة المطلوبة؟

علما أني أستعمل Deanxit لغاية الآن تقريبا منذ شهر ونصف على هذا الدواء، هل أحتاج دواء إضافي معهم؟ وهل تفيد هذه الأدوية حيث أخذتها من الصيدلية بدون وصفة طبية؟

شكرا جزيلا -دكتورنا وأستاذنا الفاضل دكتور محمد عبد العليم- وآسفة على كثرة أسئلتي، أحس أن حياتي بلا معنى، ولا أستطيع أن أكون سعيدة لعدم تغلبي على الخوف، ومن حالتي هذه حالة القلق والفزع، وهل سأشفى بإذن الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.
أنا اطلعت على رسالتك، وأقول لك: نسأل الله تعالى لك ولنا العافية والشفاء والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.

بالفعل أنت الذي حدث لك بدأ كنوبات هلع ومخاوف، واكتملت الصورة الإكلينيكية وظهرت في شكل رهاب الساح، وهذا النوع من الرهاب لأنه يقلل من فعالية الإنسان وقدرته على الخروج، هذا يؤدي قطعا إلى شعور بالضجر والكدر وشيء من عسر المزاج، ومن الواضح أن هذا الرهاب والمخاوف مرتبطة بظرف معين، وهو السفر والانتقال إلى بلد آخر، بالرغم من أن سبب السفر كان سببا إيجابيا وجميلا، وهو الالتقاء بالأهل، لكن يظهر أنه لديك أصلا استعداد للقلق وللتوتر والمخاوف، وعليه حدث ما حدث.

حالتك بسيطة -إن شاء الله تعالى- واستجابتك للجرعة الصغيرة من الـ (ديازبام Diazepam) والـ (بروبرالانول Dropranolol) دليل قاطع على ذلك، أريدك أن تحقري فكرة الخوف هذه، وتحاولي أن تعرضي نفسك لمصادر الخوف، فأنت الآن في بيتك ومحيطك مألوف بالنسبة لك، وأرجو أن تتجنبي تماما أن تكوني تحت وطأة رهاب الساح، التفاعل الاجتماعي مهم جدا في هذه الحالات.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، الـ (سيرترالين sertraline) هو الـ (زولفت)، وقطعا هو دواء رائع جدا وممتاز جدا وفاعل جدا وسليم جدا، وبدايتك للجرعة هي الجرعة الصحيحة، وأعتقد الآن يمكنك أن تجعلي الجرعة خمسين مليجراما – أي حبة واحدة – يوميا، تناوليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين في اليوم، وهذه هي الجرعة الصحيحة، أي مائة مليجرام يوميا، تناوليها لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة بعد ذلك واجعليها حبة واحدة لمدة شهرين آخرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للـ (ديناكسيت ‏Deanxit) فهو دواء داعم، ويمكن أن تتناوليه لمدة شهر آخر، ثم اجعليها حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

الدواء سليم، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وكما ذكرت لك أهم شيء هو تحقير فكرة الخوف، وتكثيف الأنشطة الاجتماعية، وأن تكوني دائما إيجابية التفكير والتوقعات، وقطعا الدعاء والأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – تقي من هذه المخاوف، فاحرصي عليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات