أعاني منذ موت والدي من الخوف من الموت والأمراض، ونوبات هلع، فما العلاج؟

0 59

السؤال

السلام عليكم.
كيف حالك دكتور محمد؟ جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

عمري 32 سنة، أعاني منذ أربع سنوات وبعد موت والدي وتعرضي لضغوط الحياة من الخوف من الموت والأمراض، وتوتر شديد، ونوبات هلع، وعصبية، ووسوسة بالأمراض، وبحدوث ما هو سيء، وأشعر أن قلبي سيتوقف عند الرياضة، وكذلك وسوسة عند ركوب طائرة أو الذهاب للحلاق، وهكذا تزداد دقات قلبي بسرعة، أعلم أن ما يحيط بي وهم، ولكن لا أستطيع السيطرة على تفكيري وتهدئة نفسي!

ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي رياسرتال، وريدون، ولميكتال، ولكن لم أتناولها لخشيتي من الإدمان، ثم ذهبت إلى طبيب جهاز هضمي ووصف لي دوجوماتيل وليبراكس وتحسنت نسبيا، لكن مازالت هناك بعض المخاوف، ماذا أفعل؟

أتمنى مساعدتكم والنصح، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونحن الحمد لله بخير، وأتمنى أن تكون أنت كذلك.

أخي: الذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف، وقلق المخاوف سببه الرئيسي أن بعض الناس لديهم – لا أقول خللا في شخصياتهم لكن لديهم – ميول فطري جيني للخوف والقلق حينما يكونون عرضة لمواقف حياتية قد يتحملها غيرهم من الناس، وهذا إن شاء الله ليس مرضا، إنما هي ظاهرة، وأبشرك أن شخصية الإنسان تصبح أكثر نضوجا وقوة بمرور الوقت وتقدم الأيام والعمر.

المطلوب منك الآن هو أن تحقر فكرة الخوف، والخوف من الموت يجب أن يكون خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، القناعة المطلقة بأن الآجال بيد الله، هذا يجعل الإنسان أكثر ثباتا فيما يتعلق بالموت.

إيجابية التفكير والتفاؤل والتوقعات الحسنة تضيف للإنسان رصيدا كبيرا جدا في صحته النفسية. كما أن الإنسان الذي يشغل نفسه بما هو مفيد في الحياة ويقوم بواجباته الاجتماعية على أكمل وجه تتطور كفاءته النفسية ويتخطى المخاوف. كما أن الصلاة مع الجماعة في المسجد من أكبر وسائل علاج المخاوف القلقية، ونحن دائما ننصح أيضا بممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، لأن فائدتها معلومة.

بالنسبة للأدوية: توجد الحمد لله أدوية سليمة جدا وسليمة جدا، وعقار (دوجماتيل) الذي وصفه لك الطبيب عقار جيد، أما بالنسبة لـ (ليبراكس) فهو أيضا جيد، لكنه قد يسبب التعود، فلذا أنا أرى أنه لا داعي لتناوله لفترات طويلة، لكن يمكن أن تستمر على الدوجماتيل مثلا بجرعة حبة واحدة من فئة خمسين مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، لكن تدعمه بالعقار الآخر والذي يسمى (لسترال) واسمه التجاري الآخر هو (زولفت) ويسمى علميا (سيرترالين)، دواء رائع، دواء ممتاز، مضاد لقلق المخاوف، لا يسبب الإدمان، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة عشرة أيام، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات