كيف أعيش حياة سعيدة بعيدًا عن الضلالات الفكرية؟

0 10

السؤال

السلام عليكم

كنت فتاة إيجابية، أحب الحياة، ولدي أحلام وطموحات، وفي سن العاشرة بدأت لدي تصرفات غريبة، كأن أتكلم مع نفسي، وأدور في الغرفة لساعات، وأعيش في أحلام اليقظة وكأن الأمر جزء من حياتي، وكنت أرتاح كثيرا، وأكون سعيدة، وكان لدي ضلالات، وهي تعلقي بأمنيات وأحلام لا وجود لها، أخطأت كثيرا في حق نفسي وفي حق غيري، والآن أبكي كثيرا، وليس لدي رغبة في الحياة.

ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي دواء بريكسال وانتابرو، كانا ممتازين، لكني لا زلت أفكر في الماضي كثيرا، وأتألم وأحزن.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lora حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت ذكرت أن حياتك تبدلت من حياة إيجابية إلى شيء من التوتر والقلق والوسوسة، وكذلك الشعور بالذنب على أخطاء قد تكون بسيطة جدا، لكن يظهر لي أنه تم تضخيمها وتجسيمها.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في بدايات حياة حقيقية، حياة الشباب، حياة القوة الذهنية والوجدانية والنفسية، فلا تأسي على شيء مضى، لأنه أصلا لا يوجد شيء حقيقة، ما كان يتجاذبك من أفكارك وصفتها بأنها غريبة وما يأتيك من حديث نفس وأحلام يقظة هذه مرحلة تطويرية طبيعية جدا في حياة الناس، لذا لا تأخذي تلك الفترة كأمر يحتم مسار حياتك المستقبلية، هذا اختلاف وفروق وتباين بين الناس في استيعابهم للتغيرات المصاحبة لفترة الطفولة واليفاعة، والوسوسة تكثر في تلك الفترة، وأن يلجأ الإنسان لمواجهة الفكر العادي بشيء من الوسوسة والتجاذب والتحليل - بل التمادي في التحليل - هذا أمر أراه طبيعيا.

أنت بخير، وإن شاء الله ستظلين على خير، وكل المطلوب منك الآن هو: ألا تشعري بالذنب حيال ما أسميته بأخطاء ارتكبتها في حق نفسك والآخرين. رحمة الله واسعة، ومغفرته لا تنتهي طالما هناك توبة وأوبة ورجوع واعتراف واستغفار، ومهما كانت هذه الأخطاء ومهما عظمت فهي أمام عظمة الله ومغفرته ورحمته لا شيء، طالما الإنسان تاب وأناب كما ذكرنا.

الذي تحسسته أنه ربما لديك نفس لوامة متسلطة، النفس اللوامة هي نفس ضميرية جدا، نفس تحي في الإنسان اليقظة، وتشعره بأهمية الفضائل، وتجعله يتوب ويستغفر، وأقسم الله تعالى بها فقال: {والنفس اللوامة}، حين تكون هذه النفس بقوة شديدة ومطلقة يلجأ بعض الناس لجلد ذواتهم من خلال إيقاع إيلامات على أنفسهم في أمور قد تمحى وتنتهي بالتوبة والاستغفار.

خففي على نفسك، وحقيقة هذه اليقظة الضميرية هي أمر إيجابي في حد ذاتها، لكن في ذات الوقت إذا لم تتحكمي فيها، إذا لم تنظري للمستقبل بأمل ورجاء، وأن تعيشي حياتك بقوة؛ سوف تنتابك هذه الاجترارات - وهي ذات طابع وسواسي - الماضي قد انتهى، وصفحة قد انتهت يجب أن تغلق، والمفترض تعيشي الآن الحاضر بقوة والمستقبل بأمل ورجاء.

اصرفني انتباهك هذا وهذا التحسس وهذا الشعور نحو البيت، نحو الأسرة، نظمي وقتك، احرصي على صلاتك في وقتها، تواصلي اجتماعيا، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، اقرئي في سير الناجحين وكيف أنهم أخذوا من دروس ماضيهم العبر وأصبحوا ناجحين وأمثلة ونماذج لكل مثابر، واجعلي لنفسك مشروع حياة، طاقاتك النفسية يظهر أنها قوية؛ لذا وجهييها نحو شيء، مثلا تحفظي أجزاء من القرآن الكريم - وغير ذلك من أهداف - هذه كلها مشاريع حياة جيدة وتفيد الناس كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فهنالك عدة أدوية، وبالنسبة لك: أعتقد أن عقار (فلوكستين) سوف يكون هو الدواء الأمثل، والفلوكستين يسمى تجاريا (بروزاك)، وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، هو دواء بسيط ومفيد وسليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

الجرعة في حالتك هي: كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، هذه مدة علاجية كافية، ولن تحتاجين لأن ترفعي الجرعة، علما بأن الجرعة الكلية هي أربع كبسولات في اليوم. وبعد انقضاء فترة الأربعة أشهر يمكن التوقف عن الدواء مباشرة، لكن يفضل أن تتناولي جرعة للتوقف، وهي تكون بشكل كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف التام عن الدواء.

للفائدة راجعي هذه الروابط: (247066 - 2161502 - 2349095 - 2117098).

ختاما: أريدك أن تأخذي بكل الإرشادات التي أوردناها وتتناولي العلاج الدوائي بالصورة التي وصفناها، وأسال الله تعالى أن ينفعك بذلك، ونشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات