ما سبب وجود الشعور الجنسي لدى الإنسان؟

0 416

السؤال

السلام عليكم.

لماذا يجتاح الإنسان الشعور الجنسي، ويرغب في ممارسة الجنس؟

شكرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سؤال لطيف جوابه طويل، ومشتبك بعوامل عديدة، نبسطه ما استطعنا من خلال الابتعاد عن المصطلحات والمسميات العلمية وباستخدام الأمثلة.

لو أن الله سبحانه وتعالى ترك أمر التكاثر للإنسان المتكبر دون أن يخلق عنده هذا الشعور الجارف القوي، لأعرض الإنسان بكبريائه عن الزواج، ولانقرض الإنسان، ولكن حكمة الله تعالى أودعت في الإنسان من المشاعر ومسبباتها كالتعلق بالجنس الآخر، وحب الأبوة، وحب الأمومة، وحب الأطفال، ما يكفي لجر الإنسان من كبريائه لاستمرار النسل شاء أم أبى.

إن الإنسان له حواس هي التي تعطيه الانطباع والشعور والإحساس والنزعة لاتخاذ القرار، فمثلا لو نظرت إلى من يمص الليمون الحامض ولعابه يسيل، أو حتى تخيلت ذلك بإخلاص؛ لسال لعابك، فما الذي حرك عندك هذه الإفرازات غير النظر أو التجربة السابقة من أكل ليمونة حامضة أثارت غددك، وكذلك المناظر الأخرى، فلو كنت جائعا جدا ثم عرضت أمامك مناظر مقرفة من جيفة أو رائحتها أو أي شيء يثير اشمئزاز الإنسان العاقل لفقدت الشعور بالجوع على الرغم من جوعك، ولو أنك رأيت من يأكل أكلة تحبها لثارت شهوتك لأكلها، ولو كنت تحب لعب الكرة ورأيت من يلعبها أمامك لفار الدم في عروقك متحمسا لا يهدأ إلا بتسديد الركلات وتحقيق الأهداف.

إذن الحواس تثير المشاعر وتثير الذكريات التي تحض على الممارسة، وهذا ينطبق على الجنس أيضا، فهناك مشاعر تثير، وهناك مشاعر تهدئ، والعاقل من تجنب كل ما يثير بالحرام ليمارس ذلك في وقته المناسب ومع الشخص المناسب الذي يثاب على ممارسته ولذته معه، وهو الزوجة.

إن من الهرمونات الجنسية ما يحدد الملامح ويحدد الشخصية، ومن ذلك إعطاء الهرمونات المذكرة لأنثى يصيبها بالاسترجال وهكذا، وإن الأطفال لم يكتمل عندهم إفراز الهرمونات الجنسية لذلك تراهم لا يثارون جنسيا ولو جلسوا بأحضان الجنس الآخر من البالغين.

إن النظر واللمس، والسماع والقراءة، والتفكير والتذكر فيما يثير، كل ذلك يسهم في تغيير في الهرمونات، مما يؤدي إلى الإثارة التي تعود إلى طبيعتها عند انتهاء العمل، وهذا أيضا من نعم الله على الإنسان، إذ لو تخيلنا أن الإنسان يثار ولا يهدأ!!

من المؤثرات المهدئة تقوى الله، والبدائل الإيمانية لغير المتزوجين، ولنتذكر: (الرجل الذي جلس ممن راودها عن نفسها جلسة الرجل من زوجته فقالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فتركها، فأصبح مستجاب الدعوة)، أي أن قوة المؤثر الرادع في قلب واع غلب الشهوة وعدل الهرمونات دون تفريغ ولا إتمام.

لا ننسى ما للبصر من أثر في الإثارة، وبالمقابل ما لغض البصر من أثر في الوقاية من الإثارة وكطرفة أكررها: مجنون ليلى الذي ذكره التاريخ وسمي مجنونا لأنه هيمان بليلى، يا ترى هل هام بها قبل أن يراها؟ وهل أحبها دون أن يفكر بها؟ وهل كانت حياته ضاعت لو أنه غض النظر عنها ولم يرها؟

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات