أفكار سلبية تدور في رأسي بلا توقف فهل من علاج؟

0 20

السؤال

السلام عليكم.

سأدخل في صلب الموضوع مباشرة، أنا أعاني من الأفكار الغريبة التي تدور في عقلي بلا توقف طوال اليوم، حتى عندما أكون مشغولة الأفكار تكون مستمرة، وهناك صوتا يتحدث معي في عقلي أحيانا ينصحني، وأحيانا يحزنني ويتحدث معي، وأيضا أشعر بالخجل وبالرهاب، وأن الناس تراقب أفعالي وتتآمر علي وتسخر مني، ودائما أقلل من الإنجازات التي أقوم بها برغم من أنني أعلم أن هذه الأفكار غير صحيحة لكنها مستمرة في عقلي، وأشعر أني مجبرة للاستماع لها.

الطبيب النفسي وصف لي عقار (fluoxetine ,olanzapine)، فما هو العقار المناسب لي؟ وما هو العلاج المساعد للعلاج الدوائي؟ وهل هناك تمارين أستطيع عن طريقها توقيف الأفكار السلبية والغريبة والمحرجة؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ nusaiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بالفعل أنت لديك هلاوس سمعية – كما تفضلت – ولديك أيضا شكوك وظنان، ولديك وساوس، وهذه الحالات معروفة في الطب النفسي، وهي تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدا، مع أهمية واشتراط الانتظام في العلاج، والمراجعة الطبية مع الطبيب.

عقار (أولانزبين) دواء ممتاز جدا، والجرعة في حالتك يجب ألا تقل عن عشرة مليجرام ليلا حتى تختفي هذه الأعراض، وبالنسبة للـ (فلوكستين) عشرين مليجراما يوميا تكفي تماما.

الأولانزبين دواء ممتاز – كما ذكرت لك – فقط قد يفتح الشهية نحو الطعام، فيجب أن تكوني حذرة في هذا السياق.

وأنا أتصور أنك إذا التزمت بالعلاج بصورة ممتازة خلال شهرين يجب أن تختفي هذه الأعراض. وإذا لم تختفي أنا متأكد أن الطبيب سوف يعدل الأدوية، مثلا: الأولانزبين يمكن أن يستبدل بالـ (رزبريادون)، أيضا دواء فاعل، أو يستبدل بعقار آخر يسمى (إرببرازول).

أما الفلوكستين فيمكن أيضا استبداله بعقار يسمى علميا (سيرترالين)، هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.

وأنا أنصحك حقيقة بالمتابعة مع طبيبك.

بالنسبة للعلاجات الأخرى: نسميها بالعلاجات الاجتماعية التأهيلية النفسية. أولا: تعلمي حسن إدارة الوقت، كوني صارمة جدا مع نفسك في أن تديري وقتك بصورة صحيحة، وأفضل طريقة لحسن إدارة الوقت هي: أن ينام الإنسان ليلا في وقت مبكر، ليستيقظ نشطا في الصباح، ويؤدي صلاة الفجر، ومن ثم تبدأ أنشطتك اليومية.

ويجب أن تتجنبي النوم في وقت النهار – أي وقت من النهار – هذا مهم جدا.

أيضا التواصل الاجتماعي الممتاز، بأن لا تتخلفي عن الواجبات الاجتماعية، تشاركين الناس في أفراحهم وفي أتراحهم، وأن يكون لك وجود حقيقي داخل الأسرة، تكوني شخصا نشطا وتساهمي بكل ما تستطيعين فيما يسعد أسرتك.

وقطعا يجب أن تخصصي وقتا أيضا للدراسة، فترة البكور بعد صلاة الفجر لو درست لمدة ساعة واحدة؛ هذا خيره عظيم، وفائدته كبيرة جدا، لأن هذا هو وقت الاستيعاب.

أريدك أيضا أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، حتى وإن كان داخل البيت مثلا، أو ممارسة الرياضة والمشي، هذه مفيدة جدا؛ لأنها تنشط كل المكونات الدماغية الإيجابية.

هذا هو الذي أنصحك به، والمتابعة مع طبيبك ومواصلة العلاج الدوائي مهمة كما أوضحت لك سلفا. كل الذي ذكرته لك إن شاء الله سوف يزيل عنك هذه الأفكار، الأفكار المضطربة وكذلك الأفكار السلبية، وتكونين إن شاء الله تعالى أكثر فعالية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات