ما سبب شعوري بالخوف وعدم القدرة على صد الاعتداء؟

0 9

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في أوائل العشرين، أعاني من عدم ردة الفعل، أو بمعنى أصح قلة الرغبة في صد أي اعتداء، وكأني مسلوب الإرادة أثناء العراك حينما يعتدى علي، وأشعر بخوف شديد أثناء الاحتكاك، وكأني لا أقدر على فعل شيء، والخوف يسيطر على تصرفاتي على الرغم أني في صحة جيدة جدا -والحمد لله-، فهل يوجد حل لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبارك لك شهر رمضان الكريم، وتقبل الله طاعاتكم وصيامكم.

أولا: ما هي الحاجة في العراك أيها الفاضل الكريم؟ لماذا تضع نفسك في مواقف تحتاج فيها للتشاجر مع الآخرين أو للدفاع عن نفسك؟ هذا مبدأ أساسي، كن مع الصالحين، كن مع الطيبين من الشباب، وتجنب المعتدين.

طبعا هنالك مواقف قد تفرض على الإنسان يجب أن يدافع فيها عن نفسه، وفي هذه الحالة سوف تأتيك الإرادة التلقائية والقدرة التلقائية، لأنك لا تفكر في الاعتداء على أحد، ولكنك تفكر فقط للدفاع عن نفسك، وفي هذه الحالة من المعروف أن الإنسان لديه دفاعات ذاتية تتحرك وتحميه، مهما كانت درجة الخوف لديه.

فإذا يجب أن تصحح مفاهيمك أنك لن تعتدي أبدا على أحد، لأن هذا فعل ذميم، وسوف تتجنب تماما أي ظرف أو وضع تكون فيه عرضة للاعتداء، وإن حدث هذا تتوكل على الله، و-إن شاء الله- تستطيع أن تدافع عن نفسك، هذا أمر في غاية البساطة.

والأمر الآخر: يجب أن تبني علاقات ممتازة مع الصالحين من الشباب، مع الأخيار من الناس.

ثالثا: أنصحك بالدخول في برنامج اجتماعي، ونشاط رياضي على مستوى نادي أو مجموعة من أصدقائك، وحاول أن تمارس رياضات مثل حمل الأثقال مثلا، هذه تعطيك ثقة كبيرة جدا في مقدراتك.

بخلاف ذلك – يا أخي – أنت لست محتاجا لأي شيء، وأنت لست مريضا حقيقة، ولا تعاني من رهاب اجتماعي، فقط مفاهيمك السلبية حول ذاتك، وهذا يمكن أن تصححه من خلال ما ذكرناه لك، وحاول – يا أخي – أن تكون في عون الضعفاء، تصور دائما أنك تعين الضعيف، لذا الانخراط في الجمعيات الخيرية والأعمال الاجتماعية والتطوعية دائما يفيد الإنسان، ويعطيه قوة وثقة ذاتية كبيرة جدا.

ودائما – يا أخي – لا تنس الأذكار، الأذكار هذه مهمة جدا للإنسان، حافظة، أن تسم الله، أن تسأل الله أن يحفظك، أذكار الصباح وأذكار المساء، زود نفسك بها، فيها خير كبير جدا، وحافظ على صلواتك، والدعاء بعد الصلاة دائما يعطي الإنسان دفعة عظيمة، حتى تأتي الصلاة الأخرى.

فالأمر أمر بسيط جدا، وعموما أنت لست مريضا، وهذه ظاهرة بسيطة جدا، وقد عرضنا عليك بعض الحلول التي أرجو أن تكون مقنعة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات