هل منشأ نقص الأكسجين في حالتي نفسي؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب محب للرياضة وأمارسها بدون أي مشاكل، لكن مع بداية شهر رمضان المبارك بدأت أشعر أنني أحتاج إلى الأكسجين، مع أنني أتنفس بشكل عادي، فذهبت للطبيب وقال بأنني أعاني من القلق والتوتر.

عدت للمنزل ومع مرور الوقت أصبحت أحس بوجود شيء في حلقي، شيء عالق، وأصبح قلبي يضرب بسرعة أحيانا، خاصة عند النوم، أحس بضربات القلب في الصدر أحيانا.

شعرت بالقلق الكبير والخوف من المرض والاكتئاب، والشيء الذي يقلقني كثيرا هو أني عند السجود أو الاستلقاء على ظهري أحس بشيء فوق الصدر وأسفل الرقبة، وهناك خفقان بالقلب ولكنه ليس كثيرا بل نادرا، ويأتي هذا الخفقان عند الاستلقاء على ظهري.

ذهبت إلى طبيب القلب، فقال أن قلبي جيد جدا، مع العلم أني لازلت أمارس الرياضة بشكل عادي.

الرجاء الإفادة والمساعدة، هل ما أعانيه حقا توتر وقلق، أو هلع؟ وكيفية العلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lotfi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: حالتك بسيطة جدا، الذي لديك هو نوع من قلق المخاوف ليس أكثر من ذلك، ليس لديك نوبات هلع أو فزع شديدة، قلق المخاوف أيضا يجعل القلب يتسارع، وذلك من خلال زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، أو ما يعرف بالجهاز السمبثاوي، وحين ينشط هذا الجهاز يزداد إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، وهذا هو الذي يؤدي إلى هذه الظاهرة.

أما القلق والخوف فيؤديان إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، مما يجعلك بالفعل تحس كأن صدرك مضغوط، كأنه لا يوجد به أكسجين، وبعض الناس يحسون بثقل في الصدر، أو بوخز في القفص الصدري، بآلام، ... هذا كله يحدث.

وأيضا شعورك بأن شيء ما عالق بالحلق أو غصة: هذا نتيجة لانقباض عضلات المريء، وهذا الانقباض ناتج من التوتر النفسي الذي حدث لك.

أيها الفاضل الكريم: حالتك نفسية مائة بالمائة، وهي ظاهرة، وليست مرضا نفسيا، فحوصات -الحمد لله- كلها سليمة.

أنا أنصحك بأن تمارس الرياضة، وتستمر على ممارسة الرياضة، فهذا أمر جيد، وأنصحك أيضا أن تمارس تمارين استرخائية بكثافة، إما أن تتدرب على هذه التمارين بواسطة أخصائي نفسي، أو حتى أخصائي رياضي، أو يمكنك أن تلجأ إلى برامج اليوتيوب، هنالك برامج ممتازة جدا توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

حاول أن تصرف انتباهك تماما عن هذه الظاهرة، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد: (القراءة، الاطلاع، الاجتهاد، البحث عن عمل إذا لم تجد فرصة في التعليم، التواصل الاجتماعي)، وأهم شيء الصلاة في وقتها مع الجماعة، هذا أمر عظيم، تشعرك بالطمأنينة، وعود نفسك على الأذكار وحفظها، وأن يكون لك وردا قرآنيا يوميا، وأن تكون بارا بوالديك، تواصل مع الصالحين من الشباب، احرص على غذائك.

إذا ترتيب كامل لنمط الحياة ليكون أحسن فعالية، وحتى ترتاح أكثر أنا سوف أصف لك دوائين: أحدهما رئيسي والثاني إضافي.

الدواء الأول يسمى (سبرالكس)، واسمه العلمي (استالوبرام)، دواء رائع جدا لعلاج المخاوف القلقية، الجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة، تبدأ بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام-، تناولها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة -عشرة مليجرام- يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الآخر فيسمى تجاريا (إندرال) ويسمى علميا (بروبرالانول)، تناوله بجرعة حبة صباحا ومساء – أي عشرين مليجراما – لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

كلا الدوائين من الأدوية السليمة والفاعلة وغير إدمانية.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات