خطيبي محسود وهناك ما يصده عني ففسخ الخطبة، ما رأيكم؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

تمت خطبتي لشاب لمدة ثلاثة أشهر، كنا على توافق وانسجام سويا، وقمنا بتجهيز أمور الزواج على أكمل وجه وكما نريد، ولكن فجأة وبدون أي سبب لم يعد يجيب على مكالماتي ورسائلي مطلقا، وبقي أسبوعا على هذه الحالة، ثم أرسل لي رسالة بأن كل شيء انتهى، ولا يوجد نصيب بيننا.

بعد أن حاولت فهم ما حصل، إذ به يقول بأنه محسود، وأنه متضايق وهناك ما يصده عني -حسب قوله-، وتم فسخ الخطبة.

ما حصل زعزع ثقتي بنفسي، وأثر على نفسيتي كثيرا وجعلني أفكر بالذهاب إلى راق، مع العلم أنني لا أعاني من أي مشاكل -الحمد لله-.

أنتظر نصحكم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Donia حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يصلح ما بينك وبين هذا الخاطب، وأن يعينكم على طاعة الكبير المتعال، وأن يهيأ لكم حياة السعادة والآمال.

لا شك أن الذي حصل لا يخلو من الإزعاج، ولكن المؤمنة ترضى بقضاء الله -تبارك وتعالى- وقدره، واعلمي أن الذي حصل والذي سيحصل بأمر الله -تبارك وتعالى-، والكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.

إذا كان في الشاب خير وفي الأمر خير لك فسوف تعود الأمور إلى نصابها وصوابها، وليس في الذي حصل داع إلى أن تفقدي ثقتك بنفسك، فأنت -ولله الحمد- على خير، ولن يحصل منك شيئا.

أما توقع أن يكون قد حدث شيئا فذاك أمر وارد، وعلاجه بالأذكار وبالرقية الشرعية، ولا مانع من أن تذهبوا إلى راقي شرعي، يطبق الرقية الشرعية بالقواعد والضوابط التي يرضاها الله -تبارك وتعالى-، بل من المهم جدا أن تبدئي بالقراءة على نفسك، وعليه أيضا أن يفعل نفس الشيء، إذا لم تكن هناك أسباب واضحة، وإذا كانت هناك أسباب واضحة وستظهر في مقبل الأيام، فعليكم أن تعالجوا تلك الأسباب بحسب ما يقتضيه الحال، وليس هناك داع للانزعاج، فليست أول فتاة يتركها الخاطب، والخاطب كذلك ليس أول رجل تتركه الفتاة، والخطبة أصلا ما هي إلا وعد بالزوج، وفرصة من أجل التعارف، بل ربما يكون في الذي حصل خير.

على كل حال: الأيام ستكون فيها بعض التوضيحات لك وبالنسبة لهذا الشاب، وقبل أن تذهبي للشيخ أو للراقي، أكثري من اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، وواظبي على الأذكار، ونتمنى من الشاب أيضا أن يفعل نفس الشيء، ويتوجه إلى الله -تبارك وتعالى-، وهذه الأمور تحصل، وأكرر: ليس هناك داع للانزعاج الزائد، وليس هناك سبب لفقد الثقة في نفسك، والإنسان لا يدري من أين يأتيه الخير، والمؤمن يرى ويعتقد أن سعادته في مواطن الأقدار، كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدر)، يعني: في الذي يقدره الله تبارك وتعالى، {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، وكان الفاروق عمر يقول: (لو كشف الحجاب ما تمنى الناس إلا ما حصل لهم)، أو (ما تمنى أصحاب البلاء إلا ما قدر لهم)، لأن الذي قدره الله هو الخير.

فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك وللشاب المذكور الخير، ونسعد بتواصلك مع الموقع، ونكرر: لا مانع من البحث عن الرقية الشرعية، ولتكن البداية بقراءة الرقية على نفسك، والشاب أيضا يفعل كذلك، ولا مانع من أن يقرأ عليك والدك، وكذلك يقرأ عليه أحد من أهله، ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات