تهيؤات بعد الاستيقاظ من النوم ليلا، فما السبب؟

0 7

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رؤية كتابة غير مفهومة بلون أحمر على حائط أبيض في الغرفة بعد الاستيقاظ فجأة من النوم ليلا منذ أسبوع، وتستمر الكتابة ثوان قليلة ثم تختفي، وممكن أن أرى الكتابة أكثر من مرة في الليل بعد كل استيقاظ من النوم فجأة، فما سبب هذه التهيؤات؟ وهل هي خطيرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

هذه الظواهر معروفة تصاحب النوم في بعض الأحيان، وهي معظمها تندرج تحت ما يمكن أن نسميه بـ (الهلاوس الكاذبة) أو (شبه الهلاوس)، وهذه الهلاوس قد تكون بصرية – كما في حالتك – وقد تكون سمعية في بعض الأحيان، وقد تكون لمسية أيضا، فبعض الناس قد يحس كأن هنالك تيار كهربائي يمر بجسده، أو كأن أحدا يلمسه، أو كأنه يسمع أصواتا واضحة أو غير واضحة.

هذه الظواهر ارتبطت بالقلق النفسي في معظم الأحيان، الذين يعانون من قلق نفسي إذا كان قلقا ظاهرا أو قلقا مقنعا ومكبوتا وداخليا، أو في حالة الإجهاد عامة، الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، والنوم غالبا قد يكون مضطربا. هذه الظواهر تكثر أكثر في بداية النوم، لكنها أيضا قد تكون بعد نهايات النوم.

عموما الحالة ليست خطيرة، أرجو ألا تفسريها أي تفسيرات أخرى كالسحر والعين وهذه الأشياء، بعض الناس يلجؤون لهذه التفسيرات، وهي تفسيرات خاطئة.

احرصي على أذكار النوم، فيها خير كثير لك، احرصي أيضا على تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، بمعنى أنك إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء فيجب أن يكون هذا مبكرا بقدر المستطاع، ويجب أن يكون العشاء خفيفا، وتتجنبي أيضا الأطعمة الدسمة.

حاولي - الفترة قبل النوم - ألا تجهدي نفسك لا فكريا ولا جسديا، كوني في حالة استرخاء، توضئي، اقرئي سورة الملك، واقرئي أذكار النوم، وأيضا طبقي تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرجة: وأنت على الفراش أغمضي عينيك، وتأملي في شيء جميل، ثم بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، هذا الشهيق من المفترض أن يستغرق حوالي سبع إلى ثمان ثوان، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، ثم انتقلي إلى الزفير، وهو إخراج الهواء، لكن يجب أن يكون بقوة وببطء وعن طريق الفم، ويستغرق أيضا سبع إلى ثمان ثوان. هذا التمرين كرريه خمس مرات متتالية قبل النوم، يفيدك كثيرا جدا -إن شاء الله تعالى-.

وبصفة عامة: رياضة المشي أيضا جيدة، وفي بعض الأحيان إذا كان النوم نوما سطحيا وتوجد اضطرابات نومية لا بأس أبدا من تناول بعض الأدوية المحسنة للنوم، والمزيلة للقلق.

هنالك دواء قديم يسمى (إميتربتالين) دواء جيد، يمكن أن يتناوله الإنسان من جرعة عشرة إلى خمسة وعشرين مليجراما، يمكن أن تبدئي بعشرة مليجرامات، وإذا تحسن نومك عليها واختفت هذه الظاهرة – مع أهمية التطبيقات الأخرى طبعا – فيمكن أن تستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين مثلا، ثم تجعليها عشرة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول، وإذا لم تتحسني على العشرة مليجرامات اجعلي الجرعة خمسة وعشرين مليجراما، وتناوليها لنفس المدة وبنفس الكيفية.

الإميتربتالين سليم ولا يسبب الإدمان، فقط ربما تحسي بشيء من الجفاف البسيط في فمك في الأيام الأولى للعلاج. بخلاف ذلك فهو دواء ممتاز جدا.

فإذا الأمر بسيط، وليس خطيرا، وأرجو أن تطمئني، وأتمنى أن يكون ما زودناك به من تفسير للحالة وتشخيص وطريقة العلاج؛ أتمنى أن يكون مفيدا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات