أعاني من وسواس قهري فكري، ساعدوني.

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله في مهامكم.

أعاني من الوسواس القهري الفكري منذ الطفولة تقريبا في مواضيع مختلفة، ولكن أشدها منذ عشر سنوات حول وسواس عدم النوم (التفكير في ما سيحدث إذا لم أنم، والأشياء التي قد تعطل الدخول في النوم)، حيث أدى إلى تغير حياتي بشكل جذري، ويصاحبه حالة اكتئاب شديد إلى حد عدم الرغبة في الحياة والاستمتاع بها.

تواصلت مع عدة أطباء نفسيين، ولي استشارات هنا في الموقع، وأتناول دواء الفافرين والدوجماتيل فتحسنت حياتي -والحمد لله- لفترة سنتين، تم انقطعت عن الأدوية وانتكست، وعدت إلى دواء الفافرين منذ سنتين، وتحسنت حالتي -الحمد لله-.

الآن آخذ فافرين بجرعة 50 ml، وحاليا متزوج ومعي طفلان ولدي وظيفة، ولكن منذ شهر تقريبا انتكست، حيث موضوع الوسواس هذه المرة أنه كلما أقترب من الدخول إلى النوم أحس بتنفسي عبر الأنف بقوة، مما يجعلني أحس بفزع مفاجئ وكتمة في الصدر، وبعد ذلك خوف وقلق وعدم القدرة للرجوع للنوم؛ لأن الوسواس يجعلني أفكر بأن هذا الشيء لن يجعلني أنام، وبهذا أدخل في حالة من الاكتئاب الشديد، ويؤثر على نواحي الحياة ووظيفتي وتعاملي مع العائلة.

جربت طرق العلاج السلوكي، وطريقة المواجهة، وما زلت على فافرين قوة 50 ml، ولكن الوسواس والاكتئاب يعودان.

لم أعد أتحمل أكثر، هل من دواء أكثر فعالية؟ علما بأن بلادي تعاني من ظروف سيئة، وانعدام العلاج النفسي فيها تقريبا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إسحاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والصحة، وأن يعود الأمن والأمان إلى بلادكم.

إن شاء الله مشكلتك بسيطة -أخي الكريم- فالذي لديك هو هذا القلق التوقعي ذو الطابع الوسواسي -كما تفضلت- علما بأن النوم حاجة بيولوجية، لا بد للإنسان أن ينام، يعني: النوم ليس كله تحت تحكمنا الإرادي، نعم الإنسان حين يهيء نفسه للنوم (يذهب إلى الفراش، يقرأ أذكاره، يحاول أن يسترخي)، هذا يشجع الأجهزة الدماغية والفسيولوجية ليبدأ النوم.

فإذا الأمر معظمه بيولوجي ليس تحت التحكم، يجب أن تصحح مفهومك حول النوم، وتحقر هذا الوسواس -كما تفضلت- واربط النوم بأشياء أخرى، مثلا: قل لنفسك (قبل النوم سوف أقرأ سورة الملك، سوف أقوم بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة لمدة خمس دقائق، بعد ذلك أقرأ أذكار النوم)، اجعل هذه الروابط موجودة في عقلك، واعتبرها هي التي سوف تدخلك في النوم، هذا أمر جيد ومهم جدا ويفيد كثيرا.

طبعا أنت ملم تماما بأهمية الإجراءات التي يجب أن تتبع الصحة النومية السليمة: ممارسة الرياضة، عدم النوم النهاري، تثبيت وقت النوم ليلا، عدم تناول المنبهات كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، راحة البال، الاسترخاء، الأذكار قبل النوم. هذه كلها معينات عظيمة.

حين نتكلم عن الدواء: جرعة الفافرين التي تتناولها جرعة صغيرة جدا، خمسون مليجراما لا تعالج الوسواس، هذه الخمسون مليجراما أفادتك في علاج القلق المصاحب للوسوسة، أنت لديك مكون وسواسي، لكن مكون القلق هو الطاغي، فالحمد لله أنك تحصلت على نتائج معقولة جدا مع جرعة الخمسين مليجراما، أنا أقول لك الآن: ارفع جرعة الفافرين بدون أي تردد إلى مائة مليجرام، هذا دواء بسيط، دواء جيد، ليس له ضرر بالعلاقة الزوجية، لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، دواء ممتاز جدا.

فمن وجهة نظري أنك يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا، ساعة قبل النوم، وحتى نضمن التحسن الكامل وتفكيك وتفتيت هذا القلق الداخلي الذي تعاني منه؛ أنصحك أن تتناول عقارا يسمى تجاريا (ديناكسيت) يتم تناوله في الصباح، هذا دواء استرخائي، يقلل كثيرا من القلق، يمكن أن تتناوله لمدة شهرين إلى ثلاثة.

فهذه هي نصائحي لك، وليس من المطلوب أبدا أن تنتقل لأي دواء جديد، وجرعة المائة مليجرام من الفافرين جرعة معقولة، علما بأن الجرعة الكلية حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، فما دمت قد استفدت من جرعة الخمسين مليجراما فإن شاء الله تعالى المائة مليجرام سوف تكون جرعة ممتازة وفاعلة ومفيدة في حالتك، وأرجو أن تطبق ما نسميه (نمط الحياة الإيجابي) على الأسس التي ذكرتها لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات