بلا عمل ولا أصدقاء وأدمنت المواقع المخلة!

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 31 عاما، أعزب، تقريبا بلا عمل وبلا أصدقاء؛ لأن أصدقائي إما يعملون، أو متزوجون، أو مسافرون، دائما أشعر بالوحدة، وأعاني من تكوين العلاقات الاجتماعية، وعندي مشكلة جسمانية فأنا عريض من الأسفل، زرت الأطباء، وقالوا: إني سليم، وأيضا قصير القامة فطولي (164) سم.

وأيضا عندي مشكلة وهي: أنني أدمنت على مشاهدة المواقع الإباحية منذ أكثر من 10 سنوات، ودائما حظي سيء في كل شيء، ولكني -الحمدلله- بدأت أقاطع تلك الأشياء، ولكنني حزين دائما حتى في صغري قبل الدخول إلى تلك المواقع.

ومؤخرا حدثت لي مشكلة كبيرة فعندما أنام أتذكر أني سأموت الآن، وأشعر بالخوف والوحدة، فزرت الأطباء، وأخذت الأدوية، وعندما أقطع الأدوية بعد شهرين أرجع لنفس حالة الرهاب والأرق، وزرت طبيبا آخر ولكني رافض أن آخذ الأدوية باستثناء (triptizol) أحيانا حتى أنام؛ لأني بصراحة غير مقتنع بتلك الأدوية.

وعندي مشكلة الطنين في الأذن اليسري خاصة عند النوم، فزرت الطبيب، وقال لي: إن أذني سليمة وليس بها مشكلة.

بعد كل تلك المشاكل أصبحت حياتي جحيما، أريد أن أسافر في رحلة حتى أغير هذا الجو وتستقر حالتي النفسية، ولكن ليس لدي أصدقاء حقيقيون لكي أسافر معهم!

وزرت شيخا راقيا وقال لي: عندك مس قرين، ولكن كله بلا فائدة. قلت أبدأ بالأكل الصحي وممارسة الرياضة، ولكن مشكلتي نفسية أعمق من ذلك.

بالله عليكم أفيدوني أفادكم الله، حياتي أصبحت مستحيلة حرفيا، فماذا أفعل في تلك المشاكل التي تكاد تقتلني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشكلتك الأساسية هي أنك ضعيف الدافعية نحو ما هو إيجابي، واستكنت واستسلمت لما هو سلبي، وذلك في نطاق الفكر والشعور والأفعال. وأيضا مشكلتك أنك تحاول أن تجمع ما بين ما هو طيب وجميل وما هو قبيح في ذات الوقت، مثلا: مشاهدة المواقع الإباحية، لا يمكن أن نجمع بينه وبين الحياة الطيبة الجميلة الهانئة السعيدة، هذا أمر مفروغ منه.

فيا أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتدبر وتتأمل قول الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، بمعنى أن التغيير هي مسؤوليتنا كبشر، وهذا من أعظم الخيارات التي تميز البشر، رحمة عظيمة من الله تعالى أن أعطانا القدرة والمهارات لأن نتحكم في إرادتنا ونغير من أنفسنا، ولذا الإنسان يحاسب ويسأل عن أفعاله، لأن الله قد أعطاه إرادة التمييز، وأعطاه إرادة الاختيار.

فأيها الفاضل الكريم: الحق بين والباطل بين، القبيح واضح والجميل أوضح، الحلال نور والحرام ظلام، فأنت الآن في مرحلة يجب أن تراجع نفسك فكريا، بعمق وتدبر، وتختار لنفسك كل ما هو جميل، كل شيء يقابله شيء آخر. أريدك أن تفكر في نفسك، أنك شاب مسلم في عز سن الشباب، الله حباك بكل هذه الطاقات، فلماذا لا تتغير؟ والتغيير يأتي منك أنت، وأول خطوات التغيير هي: أن تتعلم حسن إدارة الوقت، وأن تحدد أهدافك في الحياة.

الإنسان الذي يعيش دون هدف لا يمكن أن يتغير، الحمد لله أنت لديك وظيفة، فحاول أن تحب عملك وأن تطور من وظيفتك.

بالنسبة لإدارة الوقت: حاول أن تنام ليلا؛ النوم الليلي المبكر فيه خير عظيم جدا، ولذلك تجنب السهر، واستيقظ نشطا، وصل الفجر، وابدأ يومك، فالبكور فيه خير كثير.

اجعل الرياضة جزءا من حياتك – أيها الفاضل الكريم – صل الصلوات في المسجد مع الجماعة، سوف تجد الرفقة الطيبة، انضم لجمعية ثقافية مثلا أو اجتماعية؛ هذا كله سهل جدا، تبني من خلاله العلاقات والصدقات.

ونصيحة مهمة وغالية جدا، بل هي علاج سلوكي اجتماعي عظيم، هو: ألا تتخلف عن واجبات اجتماعية، يجب أن تلبي دعوات الأصدقاء والمعارف، الأعراس مثلا، الحفلات، يجب أن تقدم واجبات العزاء لمن لديه وفيات، بل ما أجمل أن تمشي في الجنائز، وأن تزور المرضى، وأن تصل رحمك..؛ هذا – يا أخي – هو العلاج.

أيضا: القراءة، الاطلاع، الترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل.

أنا أنصحك – أيها الفاضل الكريم – بهذه الأمور التي نعتبرها علاجا سلوكيا منطقيا، وقطعا موضوع الأفلام الإباحية وخلافه لابد أن تحرر نفسك من هذا الاستعباد، لأنك لا يمكن أن تجمع بين المتناقضات، ويا أخي الكريم: الصلاة الخاشعة تنهاك عن هذا المنكر، {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.

بالنسبة للدواء: الـ (تربتزول) دواء ممتاز، دواء بسيط جدا، لكن تناوله باستمرار، خمسة وعشرين مليجراما فقط لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات