أتعبني الضيق والقلق، كيف الخلاص؟

0 11

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ضيق وقلق منذ فترة كانت سيئة مرت علي، أحس بأن شيئا ثقيلا على صدري يزداد عند النوم، فلا أستطيع النوم براحة.

استشرت طبيبا نفسيا وصف لي علاج ريدون للقلق، ولكن لا زلت لا أشعر بالراحة، هل أستمر عليه أم أوقفه، وهل يوجد بديلا أفضل منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي تعانين منها هي أعراض قلق نفسي مع درجة بسيطة جدا من عسر المزاج والتي لم تصل لمرحلة الاكتئاب النفسي الحقيقي.

ويعرف عن القلق أنه مصحوب بالتوتر النفسي، وكثيرا ما يتحول التوتر النفسي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري، لذا كثير من الناس -كما تفضلت- يحسون بشيء من الثقل على الصدر، أو يحسون بكتمة في النفس، والبعض أيضا يحس بنغزات في الصدر.

إذا هذه حالة نفسية بسيطة، ولا أعتقد أنها يجب أن تكون أمرا مزعجا بالنسبة لك.

أنت ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لك عقار (ريدون Ridon) وأعتقد أن الريدون هو (ريسبيريدون Risperidone)، ومع احترامي الشديد للأخ الطبيب ربما يكون وصل لتشخيص آخر؛ لأن الريدون إذا كان هو الريسبيريدون ليس علاجا متميزا للقلق أو تحسين للمزاج، له استعمالات أخرى، قد يفيد قليلا في القلق لكنه ليس العلاج المثالي.

فالعلاج المثالي لحالتك هو عقار (سبرالكس Cipralex) والذي يسمى علميا (اسيتالوبرام Escitalopram)، توجد حبة تحتوي على عشرة مليجرام، وأخرى تحتوي على عشرين مليجراما، أنت لست في حاجة للعشرين مليجراما، إذا وافق طبيبك يمكن أن تبدئي بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تتناولينها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميا (عشرة مليجرام) لمدة ثلاثة أشهر مثلا، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناوله.

وقطعا من الحلول الضرورية جدا هو أن تجعلي نمط حياتك نمطا إيجابيا، أولا: دائما اسعي في أن يكون تفكيرك تفكيرا إيجابيا، وأن تطردي الأفكار السلبية. أنت الحمد لله صغيرة في السن، ومؤهلة، وقطعا لديك أشياء جميلة في حياتك، فلا تتركي السلبيات من حيث الأفكار أو المشاعر تسيطر عليك، لا، هذا أمر غير مقبول.

الأمر الثاني وهو مهم جدا هو ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، أي نوع من الرياضة سيكون لها عائد مهم جدا عليك.

طبعا أيضا الالتزام بالواجبات الدينية، الصلاة في وقتها، الدعاء، الورد القرآني اليومي، أن يتضرع الإنسان إلى الله تعالى بأن يزيل عنه هذه الكرب وهذه الضيقة والتوترات، قطعا هذا يعود عليه بخير كثير جدا.

أن تتواصلي اجتماعيا خاصة مع أسرتك، أن تحسني إدارة وقتك، هذه كلها علاجات، وأنا أنصحك أيضا بالتدرب على تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، هذه الكتمة والضيقة والثقل في الصدر يستجيب بصورة ممتازة لتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه مفيدة تماما، وإن لم تجدي من يدربك عليها كأخصائي نفسي يمكن أن تستعيني بالبرامج الموجودة على اليوتيوب، فهي جيدة جدا من أجل التوجيه والإرشاد لتطبيق هذه التمارين الاسترخائية.

هذه هي الحلول، -وإن شاء الله تعالى- أمورك تتحسن كثيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات