أعجبت بشاب معي في الدراسة، فهل أقبل بصداقته على الإنترنت؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا ومنذ كنت طفلة وإلى الآن لطالما اهتممت بدراستي فقط، ولكن بدون قصد مني أحسست أني أعجبت بشاب يدرس معي في الثانوية، لكني لم أصارحه، ولم تكن بيننا أي علاقة ما عدا عندما كنا نتكلم عن الدراسة.

بعد حصولنا على شهادة التعليم الثانوي كل واحد اختار تخصصه، ولم نتكلم بعد ذلك، مع أني كثيرا ما ألتقي به، لأنه يسكن أمام منزلنا، لكني أتصرف وكأني لا أعرفه إطلاقا، ولا ألقي التحية أيضا.

بعد أكثر من أربع سنوات من دراستي في الجامعة تلقيت دعوة منه على الفايسبوك، وأنا من بين مبادئي التي اعتدت عليها أني لا أقبل الصداقات عبر الفايسبوك من الرجال، لكني هذه المرة أريد قبول دعوته في حدود أن أتكلم معه فقط في الأمور العادية فقط لأني حقا أريد أن أعرف بماذا يريد التكلم معي؟! وهل حقا يبادلني نفس شعور الإعجاب؟ فهل يجوز لي قبول دعوته على الفايسبوك؟ شكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نشكر لك حرصك على تجنب العلاقات مع الرجال الأجانب، وهذا هو الموقف الصحيح الذي يرضي ربك، وتمتثلين به تعاليم دينك، فقد حذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من فتنة الرجل بالمرأة، والعكس، وهذه الفتنة وهذا الاختبار اختبار شاق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

والله سبحانه وتعالى أعلم بنا من أنفسنا، فهو الخالق لهذه النفوس، وهو يعلم سبحانه وتعالى بمنحنيات الطرق التي يمكن أن تقع هذه النفس فيها، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

لهذا جاءت شريعة الله تعالى بجملة من الآداب والأحكام التي يراد بها صون المرأة عن أن تقع في شبكة الشيطان، وأن تكون فريسة لمكايده ومكره، وهي كذلك توجيه للرجل حتى لا يكون واقعا في نفس المصير، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

هذه الآية تبين لنا بوضوح المنهج الشيطاني والخطة الإبليسية في استدراج الرجل أو المرأة للوقوع في الفحشاء والوقوع في المنكرات، فهو يجر الإنسان إلى ذلك خطوة خطوة، ويتدرج معه، ويبتدئ معه من حيث هو، فينبغي لك – أيتها البنت الكريمة – أن تكوني منتبهة متيقظة لهذا.

أنت -ولله الحمد- قد صبرت كثيرا وسلكت الطريق الصحيح في مدة طويلة من حياتك، بقطعك لأي تواصل مع الرجال الأجانب، وامتناعك عن إنشاء أي علاقات معهم، وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى لك، وسيجر إليك ألوانا وأنواعا من السعادات والأرزاق، فإنه قال: {من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}.

نحن على ثقة من أن التزامك بهذه الآداب سيجعلك كبيرة في عيون الآخرين ومحل تقدير واهتمام، ويجلب لك السمعة الحسنة، وهذا من أسباب الرزق الحسن في الزوج الصالح وإنشاء الأسرة السعيدة، فأعظم ما نوصيك به الاستمرار على هذا النهج والصبر عليه، وأن تعلمي يقينا بأنك سائرة في طريق السعادة، وأن أي استدراج من الشيطان يريد أن يخرجك عن هذا الطريق إنما هو مكر وكيد من الشيطان يريد به أن يجرك بقدمك للانزلاق.

اصبري، واعلمي بأن الصبر مر، كما قال الشاعر: ‏
والصبر مثل اسمه مر مذاقته ... ‏لكن عواقبه أحلى من العسل

اصبري، واعلمي أن الفرج مع الصبر، وامتنعي تمام الامتناع من إقامة أي علاقات مع هذا الشاب أو غيره عبر وسائل التواصل، فإن هذا التواصل بداية الانزلاق، وقد يحسنه الشيطان، وقد يزينه بأنه بريء، وأنه سليم من أي مخالفات شرعية، ولكن النار الكبيرة تبدأ بشرر صغير، وكما قال الشاعر: (ومعظم النار من مستصغر الشرر).

إذا كان الشاب يريد خطبتك أو معجب بك ويريد الزواج منك فإنه لا بد وأن يأتي البيوت من أبوابها، ويسلك المسالك الصحيحة، فيكلم أهلك، وبإمكانك أن تقيمي علاقات مع قريباته من أخوات أو نحو ذلك، ومن خلالهن سيتبين لك ما إذا كان يرغب بك أو يريد الزواج منك.

نؤكد وصيتنا لك بتجنب إقامة هذه العلاقة مع هذا الشاب والحذر منها، وأنها استدراج يحاول الشيطان بها أن يستدرجك لما لا تحمد عاقبته.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات