فسخت خطوبتي وأنا الآن أشعر أني ضائعة

0 12

السؤال

كنت مخطوبة من رجل وهو ذو مكانة مرموقة، كانت خطبة تقليدية، وبعدما بدأنا بالتحدث اكتشفت أن له أفكارا تقليدية جدا، وهو أنه على المرأة الاستيقاظ باكرا، وأن تكون دوما جميلة، حتى لا ينظر إلى غيرها، وأن تكون ذات قوام، أي بمعنى مملوءة، وكان هذا الذي يراه ينقصني.

علما بأني لست نحيفة، ولكن تركيبة جسمي هكذا، ولا يمكن أن أغيره مهما فعلت، وكنت في كل مرة أقول له: إنه يجب أن يتقبلني كما أنا، فكان يقول: لا بأس ولكن يعود ليعطيني حلولا من جديد.

كان إنسانا كتوما جدا، فلم أكن أعرف عنه شيئا، وكان هذا الأمر يزعجني، لم يكن يخبرني بأتفه الأمور.

في البداية وجدت صعوبة في تقبل الأمر ولكن فيما بعد تقبلته، وكان يتناقض كثيرا في ما يخص مكان السكن بعد زواجنا، فكان يقول في بداية: الأمر أننا سنسكن في بيت أهله لمدة شهرين، ثم ننتقل بعد ذلك، لأجده يغير رأيه فيما بعد ليقول لي: إنه لا يعلم، يمكن أن نبقى أكثر.

علما أنه يعمل في مدينة أخرى غير التي يقيم بها والده، كما علمت أنه أخفى عني أن له سكنا خاصا به، وذلك لأنه لم يكن يريد من الفتاة التي ستتزوجه أن تعلم بذلك حتى لا تقبل طمعا فيه، كما أخفى عني أنه يستأجر مسكنا خاصا في المدينة التي يعمل فيها، فقد أخبرني أنه يسكن في مسكن العمال لكي يخبرني فيما بعد أحد مقرب منه أن ذلك أيضا مسكنه الثاني، وليس مستأجرا كما كان يقول، وكنت أصلي الاستخارة كثيرا وبعدها أخبرتني زوجة صديقه أنه يجب علي فسخ خطوبتي منه، وأن الإنسان الذي توسط بيننا في الخطبة نادم، ولم تخبرني عن السبب، فقلت في نفسي هذه الاستخارة، وتركته، والآن أشعر أنني ظلمته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أرجو ألا تحزني على ما حصل، وثقي بأن الفرص أمامك كبيرة، والكون هذا ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ونحب أن نؤكد أيضا أن هذه التناقضات التي لمستها في الشخصية المذكورة أيضا هي باب وأمر يدعو للانزعاج.

على كل حال: الإنسان ما ينبغي أن يندم على مثل هذه القرارات، ونعتقد أن فرص الحياة أمامك كبيرة، فاستقبلي حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، واغتنمي فرصة هذا الشهر الفضيل الذي نسأل الله أن يعيده علينا جميعا أعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وفي اللجوء إلى الله، وفي إصلاح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، ثم اجتهدي في تطوير مهاراتك كأنثى، ودائما أرجو ألا يكون هناك استعجال في القبول بالخاطب، وحاولي دائما مشاورة محارمك؛ لأن الرجال أعرف بالرجال.

ما حصل أمر طبيعي، والخطبة أصلا ما شرعت إلا لنستكمل عناصر التكامل بين الشخصيات، وهذا القرار الذي اتخذته عن إرادة لا ينبغي أن تندمي عليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا نؤيد فكرة المتابعة والتنبيش والبحث عن عيوبه، هذا أمر صفحته قد طويت، فاشغلي نفسك بما خلقك الله له، وإذا كان فيه أو في غيره خير فسيأتي الله به، إذا كان مقدرا ومن نصيبك وفيه خير سيأتيك الله به، وإلا فالرجال غيره كثير، واحرصي دائما على أن تهتمي بنفسك وبصحتك، وقبل ذلك بعبادتك وطاعتك لربك سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات