بعد فترة من استخدامي للزيروكسات عاد القلق من جديد!!

0 20

السؤال

السلام عليكم.

شخصت باضطراب قلق عام منذ ٥ سنوات، ولكن تم تشخيصي في بداية الأمر باضطراب نوبات هلع، وبدأت بالعلاج، ولم أشف منه.

بعد سنين تم تشخيصي بشكل صحيح بقلق عام منذ شهرين، وتم إعطائي دواء سيروكسات ٢٥ ملغراما.

عند تناوله لأول مرة أحسست بالنشاط، والأعراض الجسدية اختفت، كألم الصدر، وألم البطن، والتقيؤ، وتركيزي عاد من جديد، وهدأت دقات قلبي، ولكن بعد فترة لم أعد أشعر بأن الدواء يعمل معي، واستخدمت الدواء ٦٠ يوما، ولم أعد أشعر بالتحسن، بل عادت الأعراض والمزاج السيئ، والآلام الجسدية من جديد، ودقات قلبي مرتفعة، وذاكرتي ضعيفة.

وقد أخبرني الدكتور بأن مضاد الاكتئاب بما أنه نفعني في البداية فإنه يصلح لي، وأنه علاجي، وأخبرني بأن مضاد الاكتئاب يستغرق بعض الوقت في حالة القلق؛ لتظهر النتيجة النهائية، فهل أواصل على استخدام الدواء أم أبدله بمضاد آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

ظهور نوبات الهلع لا يتناقض أبدا مع تشخيص الإصابة بالقلق العام، بل كثير من الذين يعانون من نوبات الهلع والهرع هم في الأصل لديهم نوع من القلق النفسي، قد يكون متقطعا أو يكون عاما، وهنالك تداخل كبير جدا ما بين القلق النفسي العام والمخاوف، وكذلك الوساوس ونوبات الهلع، فلا تنزعجي أبدا للتشخيص.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (سيروكسات Seroxat) بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يعتبر دواء فعالا جدا لعلاج القلق العام، ولعلاج نوبات الهلع، ولعلاج الوساوس، ولتحسين المزاج، ولعلاج المخاوف، كل هذا يمكن علاجه عن طريق السيروكسات بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، فهي جرعة كافية جدا.

لا تنزعجي في أن حالتك انتكست بعض الشيء، أو أنه لا يوجد تحسن على نفس الشاكلة التي بدأ معها التحسن.

السيروكسات دواء يتميز بأنه ليس من سماته الظاهرة المعروفة: التحمل أو الإطاقة، وهذه الظاهرة تتميز بها بعض الأدوية، وهي ظاهرة سلبية، والمقصود بالتحمل أو الإطاقة أن الدواء يفقد فعاليته بعد وقت من الزمن من استعماله، ويضطر الإنسان لزيادة الجرعة من الدواء، حتى يتحصل على فائدته التي حدثت له في بداية العلاج.

الحمد لله تعالى هذه السمة السلبية ليست من سمات السيروكسات، فإذا الدواء لا يزال يعمل، ولا يزال بنفس الفعالية، لكن في بعض الأحيان قد يتذبذب البناء الكيميائي عند الإنسان، لذا تظهر هذه الهفوات والانتكاسات البسيطة من وقت لآخر، فلا تنزعجي، واستمري عليه كما هو.

وأنا أقترح عليك أن يتم دعمه بدواء آخر يعرف بـ (بوسبار buspar) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (بوسبيرون Buspirone)، هذا مضاد معروف للقلق ، دواء فاعل وممتاز، وسليم جدا، ولا يزيد الوزن، ولا يؤثر على الهرمونات، ولا يؤدي إلى الشعور بالخمول أو النعاس. عيبه الوحيد أنه بطيء الفعالية، يعني يحتاج لوقت ليؤدي فائدته المرجوة، لكن في حالتك لأننا نستعمله كداعم للزيروكسات فليس هنالك أي إشكال، فإن وددت أن تجربيه فالجرعة هي خمسة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله.

لا بد أن تركزي – أيتها الفاضلة الكريمة – على العلاجات غير الدوائية، العلاجات المتعلقة بممارسة تمارين الاسترخاء، هذه تمارين مفيدة جدا، ويمكن أن تدربك عليها الأخصائية النفسية، أو يمكنك أن تلجئي لبعض البرامج الموجودة على الإنترنت والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

تجنب النوم النهاري أيضا أمر مهم جدا، تجنب السهر، التفكير الإيجابي، حسن إدارة الوقت، الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال، وبر الوالدين، وأن يكون للإنسان أهداف واضحة في الحياة، ويضع الآليات التي توصله إلى أهدافه، ورياضة المشي أيضا من الأشياء التي نوصي بها، حيث إنها مفيدة جدا.

بهذه الكيفية يمكن للإنسان أن يوظف القلق توظيفا إيجابيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات