خطيبتي لا تراني كخطيب وإنما كقريب لها!

0 13

السؤال

السلام عليكم

صليت صلاة الاستخارة، وتقدمت لخطبة فتاة هي بنت خالي، وكانت مترددة في الموافقة؛ لأني ابن عمتها، ولكن بعد قليل: مع النصح من عائلتها، وكثير من التفكير، وبعد صلاة الاستخارة؛ وافقت على الزواج، وذهبت عائلتي وقمنا بخطبة الفتاة وكل شيء على ما يرام.

صرنا نتكلم عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد مدة بدأت بالابتعاد عني، لكننا عدنا مجددا للتواصل.

بعد مدة أخرى ابتعدت عني، وهي تقول الآن: إنها خائفة من هذه العلاقة، وإن إحساسها لم يتغير تجاهي، فهي تراني دائما ابن عمتها، وليس خطيبها أو زوجها، وهي خائفة ألا يحصل تقارب بعد الزواج.

أنا لا أريد أن أخسرها؛ لأني أحبها، فهي فتاة ملتزمة، متخلقة وخجولة جدا، أعرف جيدا عائلتها وتربيتها، وأنا أريدها زوجة لي، لكني لا أعرف كيف أو ماذا أفعل الآن!

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في الموقع، نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال.

لن يندم من يستخير ويستشير، ولن يخسر من طلب صاحبة الدين، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأرجو أن يعلم الجميع أن حصول الانطباع الجيد والميل المشترك والانشراح والارتياح إذا حصل فلا عبرة لما يعقبه من تقلبات.

ونسأل الله أن يعينكم على أن تكون فترة الخطبة فترة مضبوطة بقواعد الشرع وضوابطه؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، فإن من أكثر ما يؤلف القلوب هو التزام الخاطب والمخطوبة بشريعة علام الغيوب سبحانه وتعالى.

أرجو أن يعلم الجميع أن الشيطان يدخل في مثل هذه الأمور، والحب من الرحمن والبغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم.

عدم استقرار هذه العواطف عندها، والإشكالات التي تحصل -من فتور أحيانا- هذا أمر طبيعي، ولكن هناك فرق بين أن يكون لهذا التوتر أو لهذا الفتور أسباب، سيزول بزوالها، أو يكون هذا الفتور بلا أسباب، إن كان بلا أسباب فنحن ننصح بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة الرقية الشرعية، وقبل ذلك الالتزام بالضوابط الشرعية بعلاقة الخاطب بمخطوبته.

نسعد بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، ونحب أن نؤكد أنه بعد حصول الميل المشترك والقبول، فلا عبرة بهذه التقلبات التي تحدث؛ لأن الإنسان لن ينال في هذه الدنيا كل ما يريد، فنحن بشر والنقص يطاردنا رجالا ونساء، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

الواضح هنا أن الفتاة لا تذكر سببا لهذا الذي يحدث لها من التغيرات، ونسأل الله أن يوفقكم جميعا، وأن يرفعكم عنده درجات.

أكرر دعوتنا لكم بكثرة الدعاء، ثم بجعل العلاقة مضبوطة بقواعد وضوابط الشرع، فإن من تجاوز حدود هذه العلاقة أو الكلام في أمور لا تحل في مرحلة الخطبة، كل ذلك من شأنه أن يشوش على هذه العلاقة؛ لأن للمعصية شؤمها وثمارها المرة.

أسأل الله أن يعيننا وإياكم على الخير، وأن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات